رغم الهدوء الذى يسود الساحة السياسية بعد إنتخاب الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسى ، إلا أن هناك بعض القلق من سياسة وفكر جماعة الإخوان المسلمين والذى كان الدكتور مرسى أحد رموزها ، وهذا ظاهر فى كتابات بعض المفكرين والباحثين خاصة ممن يحسبون على التيارات الليبرالية .. وكان أكثرهم تشاؤماً هو الكاتب والمفكر الدكتور طارق حجى والذى كتب مقالاً فى صورة رسالة إلى "هيلارى كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية على موقع معهد "جيتستون" ، يحذر فيه من دعم واشنطن للإخوان ووصف الأخبار التى تتردد من دعم أمريكا لجماعة الإخوان المسلمين للإستمرار بالإحتفاظ بكرسى الرئاسة ، بأنه أخطر قرار استراتيجى تقع فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية ، كما عرف الإسلام السياسى الذى هو فكر جماعة الإخوان بانه معاد للحداثة ومناهض للتقدم وحقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية والتفكير الناقد الحر ،نفى أن يوجد مايسمى ب " إخوان مسلمين معتدلين" ، كما أنهى مقالة بتمنى على أمريكا ألا تقع فى نفس الخطاء التى اقترفته فى نهاية السبعينيات عندما دعمت هى والمملكة العربية السعودية حركة المجاهدين فى أفغانستان ، الذى نتج عنه جماعات إرهابية بفكر ومنهجية ، أنقلبت على امريكا فى نهاية المطاف بهجمات 11 سبتمبر. السؤال الذى يطرح نفسه الأن هل ذه المخاوف فى محلها ؟ وهل دعم أمريكا للإخوان فى الرئاسة يمكن أن يأتى بنتائج عكسية ؟ .. بوابة الشباب حاولت الإجابة على هذه الأسئلة من خلال اتصالها بالدكتور هانى رسلان خبير الشئون العربية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذى قال : بالطبع الفكر الإخوانى يمثل تهديداً لمفاهيم الدولة الحديثة ، وهو على النقيض للحداثة ومناهض للتقدم وإرساء الديمقراطية ، بالإضافة إلى أن مرجعيته فضفاضة ولاتستطيع إحكامها ، وتفسر وتطبق على حسب مصالح الجماعة ، كما أن جميع مرجعيتهم الفكرية من عقيده وفكر التنظيمات الجهادية فالأصل فى غاية التشدد ، وبالنسبة لليبراليين الذى ينتقدون سياسة امريكا الأن خاصة فيما يتعلق بدعمها لجماعة الإخوان المسليمن هو بسبب صدمتهم فى قدوتهم وقبلتهم فى الحرية ، فامريكا كانت بالنسبة لهم الرائدة للديمقراطية وقلعة الحرية ، ففوجئوا بدعهم للإخوان الذى يتناقض فكرهم مع مبادئ الديمقراطية والحرية التى تروج امريكا بأنها الدولة الأولى الداعمة لها على وجه الكرة الأرضية ، لكن بالنسبة لما كتبه طارق حجى فهو وكأنه يريد تحرض واشنطن وتحذرهم من دعمهم للإخوان ، ويذكرهم بكابوس هجمات 11 سبتمبر ، ولكنه مخطئ فى نصيحته وكان عليه توجيها إلى الشعب المصرى لتوعيته بسياسة التى ستنتهج الفترة القادمة، اما امريكا فهى لديها مراكز ابحاثها وسياستها القائمة على المصلحة وتعظيم منافعها ، وهم الأن يرون أن مصلحتهم مع الإخوان المسلمين لذلك سيظلون يدعمون هذه العلاقة حتى تتعارض المصالح. ويقول الدكتور كمال حبيب الباحث فى الشئون الإسلامية : الجماعة الذين ينتمون إلى الفكر الليبرالى لديهم معتقد بأنهم ملكوا الحداثة دون غيرهم ، رغم أن الحداثة أمر مشاع بين الناس جميعا ، والفكر الإخوانى ذات المرجعية الإسلامية لايتعارض مع الحداثة ، هناك تجارب لها حذوز إسلامية أستطاعت أن تواكب التطورات والعصر الحديث وتنهض بشعبها مثل النموذج التركى، كما أن تحذير طارق حجى المعروف بتعصبه اليبرالى وإيمانه بالسياسة الأمريكيةلواشنطن من دعمها للإخوان حتى لايتكرر نموذج المجهادين فى افغانستان هو مقارنة خاطئة ، فالفكر الجهادى فى افغانستان كان قائماً على السلاح والحرب والجهاد لطرد الروس ، أما الفكر الإخوانى فقائم على الإنخراط فى العمل السياسى وفتح قنوات حوار وإتصال مع كافة التيارات السياسية ، كما أن نصيحته لامريكا فى غير محلها فواشنطن لديها من الخبراء من ينصحوها وهى ترى أن المصلحة الأن مع الإخوان ، وفى مقال حجى مصادرة على المطلوب فهو لم يعطى فرصة للتيار الإسلامى الذى جاء بإردة الشعب وكلمة الصندوق فرصة لكى يعمل فنشاهد نتائجة ثم نحكم عليه ، وهذه هى ابسط قواعد الديمقراطية والحرية التى تعتبر من اساسيات الفكر الليبرالى الذى ينادى ويؤمن به المفكر طارق حجى.