لم تعلن النتيجة الرسمية لانتخابات الرئاسة حتى الآن وإن كانت جميع المؤشرات تميل إلي فوز الدكتور محمد مرسي وهو ما أعلنته حملته .. ولكن البعض يري أنه من الممكن أن تحدث مفاجأة في النهاية وبعد الطعون وتصبح النتيجة هي فوز الفريق أحمد شفيق.. وبصرف النظر عن حقيقة ذلك من عدمه ولكن السؤال الأهم الآن.. ماذا يحدث لو تم إعلان فوز شفيق بالرئاسة؟.. وما هي ردود الأفعال على كل المستويات؟!... فقد أعلنت منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية، من متابعتها لعمليات الفرز من خلال حملة "سجل صور راقب" التى أطلقتها لمتابعة جولة الإعادة من انتخابات رئاسة الجمهورية، أن الفريق أحمد شفيق حتى الساعات الأولى من صباح اليوم قد تقدم على مرشح الإخوان المسلمين بفارق 350000 صوت، وذلك بناءً على التجميعات التى قامت بها حملة المنظمة، واتهمت المنظمة فى بيانها جماعة الإخوان، بتزوير النتائج وإعلان فوز مرشحهم وهميا، حيث جاء فى نص البيان أنه من خلال متابعة الحملة مع بعض عناصر الإخوان المسلمين تبين لهم علم الجماعة بنتائج الانتخابات مسبقاً، وأنهم عقدوا مؤتمرهم الصحفى وأعلنوا فوز مرشحهم الوهمى، وزوروا فيه النتائج بشكل سريع، فإن ذلك كله كان بسبب خوفهم من سرعة إعلان نتائج الفرز، وحتى يحدثوا وقيعة ومواجهة بين المجلس العسكرى وبين الشعب، بأن يتهموا فيما بعد المجلس العسكرى بأنه زور الانتخابات لصالح الفريق أحمد شفيق. بعد كل الفرحة التي عاشتها جماعة الإخوان المسلمين بعد الإعلان عن فوز مرسي ترفض الجماعة سيناريو نجاح الفريق أحمد شفيق، وهو ما أكده صبحى صالح، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب المنحل والذي أكد أن فوز أحمد شفيق بالرئاسة ونجاحه فى جولة الإعادة يضعنا أمام سيناريو واحد لا بديل عنه وهو الدعوة إلى ثورة شعبية جديدة لن تغادر الميدان إلا بسقوط كل من حاولوا إفشال ثورة 25 يناير وإجهاضها، وهو ما أكده أيضا د. ياسر على، المتحدث باسم حملة «مرسى» للرئاسة والذي أكد أن نجاح شفيق سيكون له رد فعل قانوني وشعبي، وأنهم لن يسكتوا على هذا الأمر، مؤكدا أنه من غير المنطقي وغير الوارد أن يقدموا التهنئة لشفيق إذا نجح في الانتخابات لأنه ضد الثورة. وقال عاطف خطاب المحامي بالحملة القانونية للدكتور محمد مرسي أن أنصار مرشحه خرجوا للاحتفال بفوزه بميدان التحرير بناء على الإعلان عن المؤشرات الأولية لنتائج للانتخابات ، مشيرا إلي أن إعلان الحملة عن فوز مرسي جاء بناء على محاضر اللجان الفرعية التي وصلت للحملة ، مستبعدا تغيير النتيجة بفوز المرشح الآخر احمد شفيق، وأوضح خطاب انه في حال فوز شفيق ستلجأ الحملة للإجراءات القانونية ، موضحا : " فوز شفيق غير مطروح والنتيجة لا يمكن أن تتغير لأنها بمحاضر آتيه من اللجان". حركة 6 أبريل أعلنتها بشكل واضح وصريح أن نجاح شفيق يعني ثورة ثانية، وأكد أحمد ماهر منسق الحركة أنه في حالة فوز شفيق سوف تشارك الحركة في ثورة جديدة وأنهم لن يستسلموا لقوى الثورة المضادة، كما أكدت الحركة أنهم لن يعترفوا بشرعية أحمد شفيق، إذا فاز في جولة الإعادة. كما قام عدد من الشباب بعمل حملة على الفيس بوك ليعلنوا فيها الإضراب والعصيان المدني و حشد كافة قوى الشعب في كل ميادين مصر حال فوز أحمد شفيق بالرئاسة. وأكد الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق أنه إذا فاز الفريق أحمد شفيق سوف يؤدي ذلك إلى اكتظاظ وغليان الشارع بالمتظاهرين وخاصة بميدان التحرير خوفاً من عودة النظام السابق مرة أخرى، موضحاً أنه في كلا الحالتين سواء فاز مرسي أو شفيق سيزداد الشارع غلياناً. وتوقع الدكتور مصطفى الفقى، خبير العلوم السياسية، حدوث قلاقل واضطرابات فى الشارع فى حال فاز الفريق أحمد شفيق بانتخابات الرئاسة، قائلاً :"إن هذه القلاقل ستكون أياما أو أسابيع لكنها ستنتهى والشعب سيأخذ بمبدأ "اللي تخاف منه ميجيش أحسن منه"، وأبدى الفقي تخوفه من أن يشارك الإخوان فى هذه القلاقل، قائلاً" الإخوان ممكن أن يعيدوا العنف الذي مارسوه فى أربعينيات القرن الماضي، لكن الآن والعالم تغير وكل إنسان له حقوقه وهذه الجماعة لا تستطيع أن تقهر صندوق الانتخابات، متسائلاً : لماذا لم يثر أحد عندما فاز التيار الديني بانتخابات البرلمان؟". ويقول د. فخري الطهطاوي- أستاذ إدارة الأزمات-: فرحة الإخوان بفوز محمد مرسي هي فرحة خاطئة تماما فهم أرادوا قطع الطريق أمام إعلان فوز أحمد شفيق، ولكن كان يجب أن ينتظروا لآخر لحظة، كما أننا في ظروف ليست عادية واستثنائية، ولكن يجب ألا تكون التصرفات استثنائية بقدر أن تكون مسئولة في كل الاحتمالات، وهذه الظروف تتطلب الوعي والحرص الشديد على مقدرات الشعب، فما فعله الإخوان من مؤتمر صحفي مبكر جدا غير مبرر وسلوك لا يتسم مع حزب أغلبية، وكان يجب أن يتحلوا بالمصداقية، فما يفعلوه من إعلان فوز مرسي بمثابة محضر إثبات حالة ويوحوا بأنه لو فاز شفيق سيكون بالتزوير، ولكن يجب احترام الإجراءات التنظيمية للانتخابات وانتظار إعلان النتيجة النهائية، وفي كل الأحوال نحن في حاجة إلي أن نكون عقلاء أكثر من ذلك ونتخلى عن الأنانية ونبتعد عن العبثية.