للدكتور على السمان رئيس الإتحاد الدولى لحوارات الثقافات و الأديان وجهات نظر عديدة فيما يخص الكثير من الأحداث التى تمر بها مصر الأن على الصعيد السياسى عن وجهات النظر تلك كان لنا معه هذا الحوار.. كيف تقرأ واقع انتخابات الرئاسة فى مصر ؟ حتى الأن لا يوجد واقع محدد يجعل قراءته امرا ذات جدوى او يؤدى لنتيجة مؤكده فالجميع الأن يحاول خلق عنصر ضاغط على المجلس العسكرى و الحكومة ، فهل يعقل ما فعله حازم ابو اسماعيل من اعتراض و عدم التزام بالقانون بل و ينزل الى الشارع و يغلق الطريق و يصادر على حق الناس فى ان يتكسبوا و يعملوا و الحقيقة انا ارى ان ما فعله ليس خطأه و لكنه خطأ المسئولين عنه الذى كان لابد عليهم ان يتصدوا لمثل هذا الفعل بكل حسم و حزم . لو كان المجلس الأعلى فعل ذلك لتصاعد الموقف و ربما ادى الى مثل ما حدث فى محمد محمود ؟ هذا خطأ اخر لأن الشرطة او الجيش هنا عندما تنزل الشارع لتتصدى لمن يعطل مصالح الناس فهى هنا تؤدى واجبها و على من يتصدى لها او يخالف القانون و الشرعية ان يدفع ثمن ذلك و انا سبق كنت قد وجهت رسالة لوزارة الداخلية قلت له فيها ارجو تحرير ميدان التحرير و عندما رد على قال ان يستطيع ان يفعل ذلك فى ظرف ساعتين زمن شرط ان تتفق المجموعات و الإتلافات السياسية المختلفة على ضرورة اعطاء الفرصة للأمن فى ان يحمى النظام العام ثم لماذا كلما نذكر الشهداء نذكر فقط شهداء التحرير و محمد محمود و نتجاهل رجال الشرطة الذى راح منهم عددا كبيرا و هم يدافعون عن هذا الوطن وشعبه آليس هؤلاء شهداء ايضا فلماذا اصبحنا نحن المختلفون عن العالم كله الذى يفرض على اى مظاهرة الحصول على تصريح بالقيام بها شرط ان تقف على الرصيف دون تعطيل للشارع او لمصالح الناس حتى اصبح من يريد شيئا حتى لو كان مخالفا للقانون يسعى لأن يفرضه على ارض الواقع . بما ان حضرتك رئيس الإتحاد الدولى لحوار الثقافات و الأديان .. فلماذا اصبحنا نركز على الخلافات الموجودة بيننا و ليس الحوار ؟ لأننا فقدنا لغة الحوار ايضا و اصبحت الخلاف هو اللغة السائدة بيننا هى الخلاف و هذا بالمناسبة جديد علينا . حضرت تأبين قداسة البابا شنودة فى ذكرى الأربعين .. فكيف كنت ترى هذا الرجل الذى كان ينادى دائما بضرورة الحوار و التوافق ؟ هذا الرجل استطاع ان يجنب مصر على مدى سنوات طويلة الوقوع فى صراع طائفى عنيف لذلك انا دائما ما كنت أطلق عليه لقب عبقرى المودة لما كان يمتلك من قدرة عطيمة و مذهلة على التعفو و التسامح ، و فيما يخص موضوع انتخابات البابا الجديد فأنا لا ارى إلا حق الشعب القبطى فى انتخاب البابا بناء على ما يراه فى صالحه و صالح مستقبله فى اختيار رجل يتبع قدوة و نموذج عظيم مثل البابا شنوده . ما تعليقك على من يشككوا فى نزاهة انتخابات الرئاسة حتى قبل اجراءها ؟ المشكلة ان كل واحد فينا الأن اصبح يرفض منطق الأخر بل و يرفض ان يستمع له من الأساس و اصراره على ان الحقيقة الوحيدة هى التى يمتلكها فقط و هذا اكبر دليل على عدم التحضر و المظلوم الوحيد فيما يحدث هو المجلس العسكرى و لا انكر اننى مذهول من صبر المجلس فى كونه يرى اسمه و كرامته تتعرض للإهانة و لا يرد و انا الوم عليه لأنه هناك حدود و قانون للسب و القذف على المجلس و سيادة المشير ان يلجأ اليه و لا يتجاوز فى حقه ابدا ، فمن يدعى ان الجيش لن يترك السلطة عليه ان يأتى بالدليل و يوثق كلامه بالأدله و انا اقولها على مسئوليتى ان الجيش سيترك السلطة فى الموعد الذى حدده بالضبط . و ما تعليقك على كل هذا الجدل الذى اثير على زيارة فضيلة المفتى الشيخ على جمعة للمسجد الأقصى ؟ هذا الجدل و المطالبة بإستقالته جزء من الإسلوب الممارس حاليا فالرجل ذهب من خلال القنوات الأردنية و لم يمر بأى قناة اسرائيلية ، فضلا على اننا اذا تركنا القدس و المسجد الأقصى بصفة مستمرة فالخاسر الوحيد سيكون القضية الفلسطينية و من يقولون ان فضيلة المفتى اخطأ فى اختيار توقيت الزيارة فهم المخطئون لأن ما هو حق فهو حقا فى كل وقت .