تعيش تونس أزمة سياسية حادة وذلك على خلفية الأحداث هناك من مظاهرات ومنع الأمن لها.. وتتهم أحزاب المعارضة وزير الداخلية المنتمي لحزب النهضة الإسلامي الحاكم، باستعمال القوة المفرطة تجاه المتظاهرين في أحداث أمس.. وبوجود "ميليشيات نهضوية إسلامية" شاركت في الاعتداء على المتظاهرين.. فهل تظهر تلك الميليشيات الإسلامية في مصر وخصوصا أننا ندخل على أيام حرجة وظروف يعتبر الإسلاميون جزء منها؟!... والمثير للانتباه أن الوضع فى تونس مشابه جداً لما يحدث فى مصر ، فمثلما توحد التونسيون لإسقاط الرئيس السابق بن علي ، فإنهم اختلفوا حتى "التناحر" بعد انتخابات 23 أكتوبر ، إذ برزت الخلافات السياسية، وانقسم المجتمع الى فريقين، الأول يقدم نفسه على أنه إسلامي ومدافع عن الهوية ، في حين يتقدم الفريق الثاني كممثل وناطق رسمي باسم الحداثة ومدافع عما تحقق من مكاسب تقدمية في تضارب لا يعبر إطلاقا عن روح الثورة التونسية. التي انطلقت من الأطراف أي من الوسط الريفي رافعة شعار الحق في الشغل والكرامة. وعلى الرغم أن الغنوشي أكد أنه لا توجد ميليشيات لحزب النهضة الإسلامي في تونس، ولكن البعض يؤكد على ظهورها على السطح في الأيام الماضية، وتنذر بأزمات في الأيام القادمة، كما حذر الغنوشي من خطورة الابتعاد بالصراع والتنافس السياسي إلى المعارك الإيديولوجية التي من شأنها أن تعمق حالة الاستقطاب وتقسم المجتمع التونسي، وبالنظر للأحداث في مصر نجد أن هناك تشابه كبير في ذلك. أما عن الميليشيات الإسلامية في مصر فيقول د.عبد الرحيم على – الخبير السياسى فى الحركات الإسلامية-: الميليشيات الإسلامية موجودة في مصر أضعاف عددها في تونس، وموجودة منذ فترة طويلة، ورأينا بوادر ذلك عندما حاول الشباب أن يصل لمجلس الشعب في أول انعقاد له لعرض بعض المطالب وقف ميليشيات الإخوان في صفوف متماسكة وعملت حائط بشري بين الشباب والبرلمان، والجمعة الماضية شاهدنا ميليشيات تتعرض للشباب الذي قام بمظاهرات ضد تأسيسية الدستور وخرج أنصار أبو إسماعيل وكسروا منصتهم، وعندما كان هناك اعتصام من قبل لكفاية والجمعية الوطنية للتغيير و6 أبريل أكد عاصم عبد المجيد أنه مستعد لإنزال شباب الجماعة الإسلامية لتطهير الميدان من هؤلاء الشباب. ويضيف قائلا: هناك 30 ألف مقاتل للجماعة الإسلامية دخلوا السجون وخرجوا منها من 1989 وحتى 2004 بسبب الأعمال التي كانوا يقومون بها، والإخوان المسلمين لديهم قسم الكتائب ووظيفته الدفاع عن الجماعة وتأمينها وهم متدربين على القتال، بجانب أن للسلفيين أيضا ميليشياتهم منذ فترة كبيرة عندما كانوا يهجموا على نوادي الفيديو والكنائس، فنحن أمام ميليشيات حقيقية، وقد نشاهدهم في ظل الظروف التي نمر بها وخصوصا أن أبو إسماعيل هدد بذلك إذا لم يترشح، والإخوان قالوا لن نسكت، فكل ذلك ينذر بأحداث سيئة.