أكد الشيخ راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية أن الثوار ليس لديهم حتى الآن إلا الشارع المجرد من أى سلطات، وأن شعبية القوى الإسلامية هى الدافع الوحيد لوجودها فى الشارع. وقال الغنوشى خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة 1": "العلمانيون لم يحققوا شيئًا فى الشارع العربى، وفلسطين ضاعت على أيديهم، ومبارك وبن على استخدموا الفزاعة الإسلامية لابتزاز الشارع السياسى، وعلى رأسه القوى العلمانية التى لا تملك ما تنافس به قوى النهضة الإسلامية فى تونس". وأضاف: "لأن الثورة أسقطت الخوف فلا يوجد مبرر له الآن، ونتسائل: لماذا يحاول البعض الاستمرار فى بيزنس التخويف من الإسلاميين رغم سقوط الطغاة؟". وأردف الغنوشى: "ليس لدى أى طموح لشغل أى منصب فى الدولة من الوزير وحتى رئيس الجمهورية، بالرغم من أن المخلوع التونسى هاتف المخلوع المصرى لطردى من القاهرة إلى فرنسا". وطلب رئيس حركة النهضة التونسية من الشباب الرجوع عن استخدام العنف فى نشر الدعوة الإسلامية، مشيرًَا إلى أن الدعم الأجنبى للأنظمة العربية حولها إلى ثقب أسود بعد نجاح ثورتى مصر وتونس، وأكد أنه على الثورات العربية فى مصر وتونس تحويل الرؤساء إلى خدام للشعب. وكان الغنوشي قد أكد أن انتقال ديمقراطي في المنطقة العربية" لن يتحقق مع إقصاء التيار الإسلامي، باعتباره التيار الأكبر على الساحة، في الوقت الذي يشكو فيه الإسلاميون من محاولات ترمي إلى إزاحتهم من صورة المشهد، لكنه أكد رفضه لانفراد الإسلاميين بالحكم في أي من الدول العربية مقترحًا مشاركتهم بحكومات ائتلافية. وقال إن "التيار الإسلامي الوسطي الذي تمثله حركة النهضة في تونس وحركة الإخوان في مصر يؤمن بالدولة المدنية والديمقراطية وحقوق الفرد وهو التيار الأوسع على الساحة حاليا". وأكد الغنوشي الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن تكون حركته الفائز الأكبر في الانتخابات القادمة، أنه "لا يمكن تصور انتقال ديمقراطي في المنطقة العربية من دون مشاركة هذا التيار السياسي". مع ذلك أشار إلى أنه لا ينبغي أن ينفرد هذا التيار بالحكم، لأن "حاجة التحول الديمقراطي في المنطقة تقضي بأن لا تنفرد حركة النهضة في تونس مثلا بالحكم و أن تشارك غيرها من الأحزاب في الحكم لأنه لا يمكن لأي حزب سياسي بان ينهض بالبلاد منفردا".