حلم الوصول إلى قصر العروبة يسيطر في هذه الأيام على كثير من مرشحي الرئاسة، بعضهم دخل هذا القصر من قبل وكانت لهم ذكريات فيه، والبعض الآخر ربما لا يعرف أين يقع، لكن مؤكد أن الذين دخلوا قصر العروبة من قبل أيام حكم الرئيس السابق يحلمون الآن بأنفسهم وهم يجلسون على كرسي العرش، يحلمون بأن يمشي أمامهم صف عسكر ووراءهم صف عسكر، يحلمون بأن يعودوا من الظل ليجلسوا من جديد في أكبر بؤرة ضوء في الوطن. كلها أحلام مشروعة، لكن الطريق إلى قصر العروبة لن يكون مفروشا بالورود، طريق من الأشواك، قد يكتشف من يمشي فيه أنه "مسدود مسدود"، لكن واحدا فقط سيصل في النهاية إلى القصر.. فمن يكون؟ الإجابة لن تقرأها هنا، أو في أي مكان آخر، الإجابة أنت تكتبها بنفسك وتضعها بيدك في صندوق الانتخابات.. لكن على أية حال، فالجديد هنا أن بورصة المرشحين منتعشة هذه الأيام، بدليل تفكير السيد عمر سليمان في ترشيح نفسه ليعود من جديد إلى قصر العروبة الذي دخله كثيرا وهو مدير المخابرات وخرج منه نائبا للرئيس.. صحيح أن البعض قد يحسبه على نظام الرئيس السابق مبارك بكل مساوئه، لكن هناك من يغفر له ذلك بحكم عمله كرئيس سابق لجهاز المخابرات، ويرى أن تعيينه في منصب نائب الرئيس في الأيام الأولي للثورة كانت محاولة واضحه لحرقه والقضاء عليه سياسيا. من وقت لآخر يخرج كلام وتصريحات عن ترشيح عمر سليمان نفسه لرئاسة الجمهورية، دعوات ومناشدات، وفي نفس الوقت تخرج دعوات مناهضة ترفض حتى مجرد ترشيحه وليس عدم انتخابه فقط، إلا أن سليمان حتى الآن لم يحسم هذا القرار، فهو أعلن منذ فترة إعتزاله الحياة السياسية وأنه سيأخذ استراحة محارب. ولكن بالأمس حدث تطور مفاجيء، في مسألة ترشيح سليمان لنفسه من عدمها، حيث نشر موقع العربية تصريحات لمروة منير المنسقة الإعلامية لحملة ترشيح عمر سليمان لانتخابات الرئاسة المصرية، تؤكد فيها زيادة عدد مؤيدي ترشيح عمر سليمان على "فيسبوك" وخارج مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت أن سليمان يرجح إعلان ترشيح نفسه رسمياً قبل فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في 10 مارس المقبل، وذكرت أنه سيكون مفاجأة الانتخابات الحقيقية ويقلب استطلاعات الرأي العام التي تتم بين حين وآخر رأسا على عقب. قد لا يكون كلام المنسقة الإعلامية بخصوص ارتفاع أسهم سليمان واقعيا وقد يكون كذلك، إلا أنه في النهاية تبقي هناك حقيقة مؤكدة واضحة في كلامها، وهو أن ترشح سليمان لرئاسة الجمهورية مازال أمرا قائما، ولكن شخصية بحجم عمر سليمان وخبرته المخابراتية والسياسية لن يتخذ قرارا مثل هذا بهذه السهولة، إلا بعد أن تكون هناك دراسة كاملة لكل المنافسين وللأوضاع في مصر كلها، وهذا يؤكدا أنه سيكون من أبرز المرشحين. ولكن يظل السؤال، هل يوافق المصريون الآن على ترشيح عمر سليمان نفسه لرئاسة الجمهورية؟ الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، لم يبد أي اعتراض على فكرة ترشيح عمر سليمان نفسه لرئاسة الجمهورية، وقال لبوابة الشباب، إن أي شخص من حقه أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، أو لأي منصب سياسي، وفي النهاية ستكون الكلمة للشعب الذي سيقرر من يحكمه، ولكنه أكد على أن دخول عمر سليمان سباق الرئاسة لن يشعل المنافسة كما يرى البعض. الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، وافقه في الرأي، وقال، إن أي مواطن مصري تنطبق عليه شروط الترشيح فلا مانع، والفيصل سيكون الشعب، لأننا نعيش مرحلة تطور ديمقراطي، ولكن مشكلة عمر سليمان أنه خسر كثيرا بسبب تصريحاته في الأيام الأولى للثورة، عندما قال أن هناك مندسين وأن هناك قوى أجنبية تخرب في البلد، وهو بذلك خسر تعاطف الشعب المصري، واعتبر ضمن أفراد النظام الذين كانوا يحاولون إجهاض الثورة، وأكد أن سليمان لن يؤثر في سباق الرئاسة إذا ترشح باسمه فقط، ولكن في حالة حدوث توافق بين الأخوان والمجلس العسكري على دعمه ستختلف الصورة تماما. إذا كان هذا هو رأي أهل السياسية، فهل هناك راي آخر، للمواطن العادي؟ ندي مصطفى الكيلاني، ليسانس آثار، 22 سنة، رفضت بشكل واضح مجرد ترشيح عمر سليمان نفسه للرئاسة، واعتبرته شريكا لمبارك خلال فترة حكمه، فكيف يكون صاحب القرار الأول في مصر بعد الثورة؟، وأكدت أنه إذا لم يكن شارك في فساد نظام مبارك إلا أنه كان على علم بما كان يحدث، ولكنه لم يتكلم أو يفعل شيء ولم يواجه هذا الفساد بأي شكل. مصطفى محمود، 20 سنة، طالب بكلية إعلام جامعة الأزهر، يرى أنه من حق أي شخص أن يرشح نفسه حتى لو كان عضوا بالحزب الوطني، والشعب هو من يحدد الأصلح. خالد بهاء محمد، 23 سنة، آداب إعلام عين شمس، رفض فكرة ترشيح عمر سليمان للرئاسة بشدة، وكانت حجته أنه أفسد في الحياة السياسية في مصر ولا يجب أن يرشح نفسه. هبة الشافعي، 22 سنة، مدرسة إنجليزي، لا تجد مشكلة في ترشيح عمر سليمان نفسه للرئاسة، مؤكدة أن كثير من الساسة الموجودين على الساحة شاركوا مع النظام السابق، ولكنها أكدت أنها لن تنتخبه، ولكنها أكدت أنه سيحظى بتأييد نسبة كبيرة من الشعب.