على مدار نحو 70 عاماً والمصريون يشعرون بأن الوادى يضيق بهم ففكروا فى غزو الصحراء وانطلقت الكثير من المشروعات لدرجة أن حكومة ثورة يوليو تبنت بعض الأفكار التى قدمها الشباب ثم توقفت هذه المشروعات بسبب الحروب والصراعات الخارجية .. وفى عهد مبارك كان التركيز أكثر على المستثمرين دون الاستفادة من طاقات الشباب ولكن بعد ثورة يناير تجدد الحلم وظهر سيل هائل من المشروعات الهادفة لإنشاء قرى بديلة للقرى القديمة فى الصحراء للعودة للشكل الإنتاجى القديم للريف المصرى ولحل أزمة الإسكان والبطالة وفى هذا الإطار ظهرت عدة أفكار منها (جنات مصر) و(الشجرة الطيبة) و(البيت المنتج) وغيرها وإذا كانت الدولة قد وضعت فى مخططها الإستراتيجى تعمير 40% من مساحة مصر بتكلفة 300 مليار جنيه على مدار 40 سنة قادمة لاستيعاب 320 مليون نسمة فإن هذه المشروعات رغم بساطتها ربما لا تكلف الدولة أى شىء ورغم ذلك لا يهتم أحد بها.. التفاصيل فى سياق التحقيق التالى .. كان حسن فتحى رائد فن العمارة يقول أن المواطن منفرداً لا يستطيع أن يبنى بيتاً ولكن يستطيع 10 مواطنون أن يبنوا عشرة بيوت وهكذا فى كل مناحى الحياة وهذه بالضبط هى فلسفة هذه المشروعات التى تحقق بعضها على أرض الواقع وواحدة من ضمن هذه الأفكار مشروع البيت المنتج لحل مشكلة البطالة والعنوسة والعشوائيات صاحب الفكرة هو الدكتور محمد الحسانين حيث يقول: تقوم فكرة المشروع على إنشاء مجمع للقرى فى الظهير الصحراوى فى الصعيد والساحل الشمالى وسيناء على أن تكون مساحة كل قرية 2 كيلو متر مربع وأن يكون عدد سكانها 3 آلاف شاب ويحصل الشاب على 600 متر مربع بإيجار شهرى قيمته عشرة قروش للمتر أى 60 جنيهاً شهرياً لمدة 99 سنة وعلى هذه المساحة المحددة يتم بناء منزل من الطوب الجيرى وفرن بلدى لتحقيق الإكتفاء الذاتى من الخبز والقسم الثانى من المساحة يتم تخصيصها للنشاط الإنتاجى الذى يمكن أن يكون فى شكل ورشة أو مزرعة دواجن أو أرانب أو أى نوع من أنواع الماشية أو يتم تخصيصها للحرف التراثية مثل الخزف والفخار والأوانى المنزلية والملابس والستائر والمفروشات أما القسم الثالث من المساحة فمن المفترض أن تكون عبارة عن حقل فى خلفية المنزل يضم برج حمام ومنحل لإنتاج العسل أما المساحة المتبقية فيتم تخصيصها لزراعة المحاصيل التى تعتمد على الرى بالتنقيط مثل الخضروات والفاكهة وعيش الغراب ومن الممكن عمل صوبة زراعية على هذه المساحة لزيادة الإنتاج كما يمكن زراعة أشجار فاكهة وعمل مشاتل فى محيط المنزل كله بجوار السور من الداخل. ويستهدف هذا المشروع كمرحلة أولى بناء 334 قرية تخدم 3 آلاف أسرة بتكلفة إجمالية حوالى 65 مليون ومائة وتسعة عشر ألف جنيه يتم فيها بناء مدرستين إبتدائى ومدرستين إعدادى ومدرسة ثانوى عام ومدرسة ثانوى صناعى ومبنى سكنى للمدرسين المغتربين ومستشفى صغير به سكن للأطباء والتمريض ووحدة محلية ونقطة شرطة ووحدة إطفاء ومحلات للإيجار وسوق صغير لعرض المنتجات أما عن إدارة القرية فيتم اختيار عمدة بالانتخاب وتقوم الدولة بمد الطرق والمياه والمرافق بشكل بسيط. وعن تمويل المشروع يقترح الدكتور محمد الحسانين تمويل مثل هذه المشروعات من خلال تخفيض دعم الطاقة المخصص للمصانع والمشاريع الكبرى والطبقات الغنية والبالغ قيمتها من موازنة الدولة حوالى 87مليار جنيه سنويا وذلك بمعدل الربع سنويا كما يتم تمويل الجانب الآخر من المشروع عن طريق رفع أسعار السجائر أو فرض رسوم إضافية على السجائر بواقع 5 جنيهات على كل علبة وهذه الإضافة تسمى فى الدول المتقدمة "حق مجتمع" ولو تم هذا فإن الإحصائيات تؤكد أن القيمة التى يمكن جمعها ستصل إلى 45 مليار جنيه سنوياً ومع دعم الطاقة يمكن أن تصل القيمة إلى 66 مليار جنيه يتم توظيفها فى إنشاء مثل هذه القرى. وهذه الفكرة رغم بساطتها إلا أنها يمكن أن توفر مليون مشروع صغير لحل مشكلة البطالة ومليون شقة أو وحدة سكنية لحل أزمة السكن والعنوسة وإضافة 15 مليار جنيه سنوياً للدخل القومى من خلال التصدير للخارج للمنتجات الزراعية. ومن ضمن هذه المشروعات أيضاً مشروع "الشجرة الطيبة" وهو المشروع الذى طرحه صاحبه الدكتور مصطفى محمد سعيد الأستاذ المتفرغ بمركز بحوث الصحراء على مجلس الوزارء وتمت الموافقة عليه دون أن يتم تنفيذه والمشروع يقوم على إنشاء قرى إنتاجية بمساحة ألف فدان لكل قرية على أن تشمل القرية الواحدة 300 وحدة إنتاج زراعية وذلك فى منطقة الآبار الجوفية بالظهير الصحراوى بالصحراء الغربية للاستفادة من أكبر خزان مياه جوفية في أفريقيا على أن يتم تخصيص 3 أفدنة لكل شاب لكن ليس بشكل منفرد وإنما فى إطار مجموعات عمل إنتاجية بمعنى أن تحصل كل مجموعة مكونة من 30 شاباً على 90 فداناً قطعة واحدة وتقوم كل مجموعة بإنشاء 30 وحدة على هذه المساحة وتعمل كل مجموعة في وقت واحد في استصلاح الأرض المخصصة لها، ويهدف هذا المشروع إلى العودة للشكل القديم للقرية المصرية ولقد كانت بيوت الفلاحين قديماً تكتفي ذاتياً بإنتاجها. ومن ناحية التمويل تتكلف القرية الواحدة نحو 10 ملايين جنيه يتم تقديمها للشباب من قبل الدولة كقرض طويل الأجل بمعدل 30 ألف جنيه لكل شاب حتى يتحقق الإنتاج ويتم سدادهم على مراحل. وهناك أيضاً مشروع "جنات مصر" الذى تنطلق فكرته من الآية القرآنية التى تقول (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل) ومن الحديث الشريف ( لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب جنات وعيون)، ويقوم المشروع على نموذج محاكاة لما ورد بهذه الآية أما عن رسالة المشروع وهدفه فهى "غذاء وهواء صحى حق كل مصرى" يقول المهندس مصطفى شوكت نائب رئيس مجلس إدارة شركة إعمار المصرية لإستصلاح الأراضى حيث يقول: نحن فى الأساس شركة كبيرة تعمل حالياً فى استصلاح وزراعة 20 ألف فدان فى الصحراء منها 10 آلاف فدان فى منخفض القطارة ولكن نسعى للحصول على الأرض المطهرة من الألغام فى العلمين بواقع 100 ألف فدان لتنفيذ فكرة (الجنات) الواردة فى القرآن الكريم وعرضنا المشروع للإكتتاب لمساهمة الشباب وإعطائهم قطع أرض للزراعة والإنتاج والحياة وحتى الآن تقدم نحو 20 ألف شاب .. ولكن هذا المشروع من المفترض أن يتم تمويله من الصندوق الاجتماعى للتنمية وهو مشروع حياة زراعى وسكنى وغذائى وبيئى يقوم على استغلال طاقات الشباب ولكن حتى الآن الحكومة لم تتبنى الفكرة ولكننا لن نتوقف عن السعى لتحقيق هذا الحلم ويقوم المشروع بتطبيق شكل الجنة كما هو وارد فى القرآن الكريم من زراعة النخيل والأعناب وباقى المزروعات واخترنا تنفيذه بمنطقة منخفض القطاره حيث الخزان المائى الوفير والأرض الخصبه الشاسعه وتم بالفعل تنفيذ الكثير من هذه الأفكار على أرض الواقع والمرحله الثانية ستكون فى السودان فى الأرض المخصصة للشركات والمشاريع المصرية لزراعتها هناك ونتمنى انتقال النموذج الى سيناء وتوشكى فهو نظام سكنى زراعى لا يخسر إيمانا بقول الله عز وجل " واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما". ومن المقرر أن يتم عرض هذه الفكرة قريباً للإكتتاب العام على المصريين بعد الحصول على الموافقات الرسميه له علماً بأنه يتم الان الاتفاق مع الصندوق الاجتماعى للتنميه على تمويل المشاركيين من المصريين والغير قادرين وذلك بضمان المشروع ويتم التسديد من الانتاج أما عن شروط الإنضمام للمشروع فهى: الإيمان التام بأهميه المشروع لإحداث تنميه حقيقيه بمصر، وأن يكون الشاب من أصحاب الكفاءات من المصريين العاطلين عن العمل وأن يكون له أسرة وعلى استعداد للاقامه الدائمه والعمل . أيضاً هناك فكرة أخرى طرحتها مجموعة مكونة من 15 مهندس زراعى تسعى للحصول على قطعة أرض صحراوية من الحكومة على أن يكون سعر الفدان مائة جنيه الفكرة اسمها 100زراعى وتم عرضها على المسئولين دون استجابة من أحد والطريف ان أصحاب الفكرة اختاروا المناطق المطهرة من الألغام لتكون أرض المشروع من باب تحدى الطبيعة حيث يقول المهندس الزراعى أحمد صلاح صاحب المشروع المقترح: لاحظنا فى السنوات الأخيرة أن المؤسسات تستطيع تعمير الصحراء أفضل من الأفراد ولكننا مع قلة الموارد الماليه لدينا ولدى كثير من الشباب فقررنا إنشاء جمعيه تعاونيه زراعيه على هيئة شركه مساهمه تتكون من 100 عضو (مهندس زراعى)ويكون اسمها جمعيه 100 زراعى وذلك للتفاوض مع وزراة الزراعة للحصول على 300 فدان (بمعدل 3ف/فرد) وهو معدل مقبول مع الوزاره ليس فيه تجاوز وبعد الحصول على الأرض نبدأ فى عملية التعمير بتشجير 100 فدان وباقى المساحه استصلاح بغرض زراعة المحاصيل وإنشاء وإضافة المشاريع الزراعيه مثل التسمين مواشى وأغنام وإنشاء مزرعة دواجن ومنحل عسل ولكن بعدما أنشأنا الجمعية اتجهنا لوزارة الزراعة بهدف أن نأخذ الأرض وكانت الفكرة أن نأخذ الأرض بفلوسنا وندفع فى الفدان 100 جنيه مثل باقى المستثمرين قبل الثورة ونروح نشتغل ونشرب ونزرع فى المناطق التى تم تطهيرها من الألغام دون أن يستجب لنا أحد ولكن بعد الانتخابات سنعيد طرح الفكرة من جديد.