سعادة كبيرة شعرت بها وأنا أقرأ رسالة زميلتي أمل محمد أحمد بقسم الميكروفيلم والأرشيف الالكتروني والمعلومات بمؤسسة أخبار اليوم. هذه الرسالة أعادتني للحظات الأولي في مشواري الصحفي داخل هذه المؤسسة العريقة فقد كان من تقاليدها أن يقوم أي متدرب جديد بجولة في أقسامها المختلفة وكان من بينها قسم الأرشيف والمعلومات وهناك قضيت 15 يوماً أتعلم فيها من أساتذة كبار ظللت علي علاقة دائمة بهم طوال هذه السنوات أصول فن الأرشفة وكان من بينهم زميلتي الكبيرة سجدة مصطفي غنيم وزميلتي أمل محمد التي كانت تقريبا في خطواتها الأولي في هذا القسم وقت أن كنت أتدرب فيه وهي الآن أحد رموزه الحريصين علي تطويره. دائما في أي احتفال يخص »أخبار الأدب» أو ندوة تعقد لي أحرص علي دعوتهما فهما يمثلان بالنسبة لي العديد من القيم ويعدان نموذجاً للعارفين بقيمة وجوهر الثقافة. وبعد صدور كتابي »نجيب محفوظ بختم النسر» وعقد ندوة لمناقشته بالمجلس الأعلي للثقافة فوجئت بهذه الرسالة من الزميلة أمل محمد أنشرها بنصها لأنها إذا كانت تنطلق من حدث خاص بي وهو صدور كتاب عن نجيب محفوظ إلا أنها تجاوزت إلي ما هو أوسع من الكتاب إلي فكرة وأهمية الوثيقة في حياتنا وكيفية الحفاظ عليها.. من هنا أنشرها بنصها: »شرفت بحضور ندوة الاستاذ طارق الطاهر لمناقشة كتابه »نجيب محفوظ بختم النسر» وودت لو ألقيت كلمتي حول هذا الكتاب ولكنني تراجعت خطوات في وجود قامات علي سبيل المثال لا الحصر »د. محمد سلماوي والناقدة الأستاذة اعتدال عثمان».. وآخرين لهم كل الاحترام والتقدير.. ولكنني وجدت أنه من المحتم علي باعتبار أن هذا الكتاب يدور في مجال عملي الحالي وهو الوثائق وهو الحفاظ عليها عن طريق الأرشيف الالكتروني بدارنا الحبيبة أخبار اليوم أن أقول كلمة أشكر بها أ. طارق الطاهر علي هذا الكتاب الذي يعتبر إعلانا غير مدفوع الأجر لنشر أهمية الوثائق التي قد تبدو للوهلة الاولي ليست بذات أهمية ويتضح من خلال الكتاب أن أهميتها أحيانا قد تفوق أهمية وثائق يغلب الظن أنها أهم منها. ويسعدني أن أوجه كلمتي هذه للدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة الذي قال في كلمته ما معناه »مشكلتنا في مصر أن معظم وثائقنا تعاني من عدم الاهتمام» والتي أري أنها حقيقة لا تقبل الجدل فإن وثائقنا تتعرض لنوعين لا ثالث لهما من الفقد. الأول: سرقتها وبيعها نظرا لأهميتها الثاني: الجهل بأهميتها وهو ما سلط الضوء عليه كتاب أ. طارق الطاهر فالوثيقة التي سطرها أديبنا الكبير نجيب محفوظ مجرد إجازة وظيفية لمديره في العمل قد تبدو للوهلة الأولي ليست بذات أهمية بينما اتضح لنا من خلال مناقشة الكتاب أهميتها في معرفة جانب من شخصيته وما كان ليمكن أن يتضح لنا هذا من خلال قراءتنا لأدبه ورواياته كما اتضح لنا أن إبداعه الأدبي قد لا يقف عند حد رواياته بل يمكن أن يظهر في طيات أوراقه الوظيفية. كل الشكر للكاتب الكبير محمد سلماوي حين أشار إلي مقولة يعتقد أن قائلها »ت. س اليوت» إن ورقة فاتورة لشكسبير قد تكون بنفس الأهمية لكتاب من تأليفه وأنه وقتها دهش من هذه المقولة والحقيقة أنني شخصا رغم عملي في مجال الوثائق لو كنت قرأت هذه المقولة من قبل لما شعرت بها أو فهمت معناها مثلما شعرت بها أو فهمت معناها بحضوري ندوة كتاب أ. طارق الطاهر... شكرا له مرة علي الكتاب.. وشكرا له مرة أخري علي دعوتي لحضور الندوة وشكرا ألف مرة لأن هذا الكتاب قد يكون بداية جديدة ليعرف الناس أهمية الوثائق التي هي بمثابة كنز ثمين وما علينا إلا البحث عنه والحفاظ عليه» . أتمني بالفعل أن نحافظ علي وثائقنا وأن نتيحها للنشر العام كلما أمكن ذلك. والشكر موصول لزميلتي أمل محمد.