اختفت الدراما التاريخية والدينية من القنوات والاذاعات. والسؤال الآن: »كيف تعود إلينا. بعد العبور العظيم الذي سجله التاريخ لجيشنا العظيم في أكتوبر 1973 اتجهت الأنظار والعقول إلي ضرورة »العبور الثاني» متمثلاً في تنمية وتعمير سيناء الحبيبة، وانطلقت شعارات كثيرة عما ستشهده »أرض الفيروز» من العبور المنتظر، لكن السنوات، أخذت تمرّ وتمر بالعشرات دون أن نري علي أرض الواقع شيئا مما ذكرته الشعارات، إلي أن جاءت »ثورة 30 يونيو»، وتوافرت »الإرادة السياسية» من خلال فكر ورؤية الرئيس السيسي مع التحرك العملي المكثف، فتحقق العبور الثاني في زمن قياسي، وتم افتتاح الانفاق والكباري التي جعلت الانتقال من وإلي سيناء في أقل من »20 دقيقة» بدلاً من 6 ساعات وأكثر وأقيمت المدن الجديدة شرق القناة، وانطلقت المشروعات العديدة في مختلف المجالات لتنتهي إلي الأبد عزلة سيناء وتعود الي الوطن الام، وتصير بما يتم فيها من تنمية شاملة قاطرة التنمية في مصر بعد أن بدأت ارضها تبوح بما تحمله من خيرات هائلة. إنها دروس كروية محترمة!! يبدو أن »كرة القدم» ارادت أن تقول لنا بالفم المليان وبارع الأقدام إنها ليست مجرد لعبة ترفيهية مثيرة يعشقها ملايين الملايين حتي من يصفونها بأنها مجنونة بسبب مفاجآتها التي تقلب أحياناً كل التوقعات، ذلك لأن لديها أكثر من »درس» بليغ يمكن أن تقدمه لنا بما يفيدنا في حاضرنا ومستقبلنا، وهذا ما قالته لنا مؤخرآً بصورة أكثر وضوحاً وحسماً في مباراتين بالغتي الأهمية: »مباراة ليفربول وبرشلونة» ومباراة »توتنهام وإياكس». تقول الكرة في درسها الأول لحضراتنا: أغلقوا كل الأبواب في مواجهة ما يسمي »اليأس» متشبثين بالأمل في تجاوز أشرس وأخطر الصعاب والاحتمالات حتي لو بدا ذلك مستحيلاً. هكذا قالتها الكرة بمنتهي الوضوح في آخر دقيقة من »مباراة ليفربول وبرشلونة» حيث كان المتوقع وشبه المؤكد أن خسارة » ليفربول» أمام »برشلونة» القوي جداً في مباراة الذهاب »بملعب الكامب نو» بثلاثة أهداف نظيفة تعني ببساطة خروج »ليفربول» من البطولة القارية الكبري غير مأسوف عليه حيث يستحيل تعويض ذلك في مباراة العودة، والمتوقع جداًِ أن يؤكد برشلونة بقيادة نجمه الأسطوري »ميسي» ما حققه من فوز لينطلق نحو الدور النهائي في »دور أبطال أوروبا» خاصة وأن »ليفربول» المهزوم بالثلاثة سيلعب ناقصاً أهم نجومه »محمد صلاح وفيرمينيو وكايتا» هنا انطلق الدرس المحترم حيث تشبث ليفربول ببصيص الأمل رافضاً اليأس المتربص، وحقق المفاجأة المذهلة حيث هز شباك مرمي برشلونة مسجلاً بدل الهدف أربعة في عين العدو (وفي عين ميسي شخصيا) الذي خرج من المباراة حزينا مهموماً لا يصدق ما حدث بينما اندمج لاعبو ليفربول ومدربهم والجهاز الفني وانضم اليهم الذين قفزوا من المدرجات إلي أرض الملعب محمد صلاح وفيرمينيو ومصوري الصحف والقنوات.. في وصلة رقص وصيحات الفرح بالنجاح الساحق في تحدي المستحيل بل تحدي »اليأس». وكأن نجمنا العالمي محمد صلاح كان يدرك مقدما امكانية تحقيق هذا التحدي فارتدي قميصا »تي شيرت» أسود اللون كتب عليه عبارة »لا تستسلم أبداً» (يعني لا تيأس اطلاقاً) وقد خطف هذا القميص الأنظار طوال احتفالات صلاح مع زملائه بالفوز المبين. هذا عن الدرس الكروي الأول.. أما »الدرس الثاني» فقد وجهته الكرة إلي »لاعبي برشلونة» قائلة لهم: لا تكرروا خطأكم الجسيم واحذروا ان تنزلقوا مرة أخري الي هوة »الثقة البالغة الزائدة» مهما كانت المؤشرات توصي لكم بأن طريقكم صار مفتوحاً تماماً لكم مثلما حدث عندما زاد اطمئنانكم لحصد البطولة الكبري بأهدافكم الثلاثة في مرمي ليفربول أثناء مباراة الذهاب وبما علمتموه عن أن منافسكم ليفربول سوف يخسر جهود أبرز نجومه في مباراة العودة.. وبالتالي لا أمل لديهم. وإذا بالمفاجأة تتحقق وتتعرضون للهزيمة القاسية المدوية، علماً بأنكم سبق أن وقعتم في هذا الخطأ الرهيب في الموسم الماضي عندما لعبت الثقة البالغة برءوسكم أثناء مباراتكم مع »روما» ولعبتم واثقين مطمئنين بما حققتموه من فوز سابق عليهم »4-1» في مباراة الذهاب علي أرضكم ثم خسرتم إياباً في العاصمة الإيطالية أمام »روما» (صفر - 3) ليتأهل هو بفضل الهدف الذي سجله خارج أرضه »علي ملعبكم». والمثير أن الكرة عادت لتؤكد دروسها المحترمة من خلال مباراة »توتنهام - وإياكس» حيث تحدي لاعبو توتنهام »اليأس» إياه بنفس طريقة »ليفربول» وذلك بانتزاع الفوز العزيز علي »إياكس» الذي هزمهم علي أرضهم بهدف قاتل، واستعد لهم علي ارضه في »امستردام» مدعماً بجماهيره وأرضه وفوزه السابق وانجازاته الباهرة في مبارياته السابقة مع فرق كبري مثل »ريال مدريد». لكن لاعبي توتنهام عملوها ونجحوا بالإرادة والأمل في تحقيق الفوز والانطلاق نحو نهائي دوري ابطال أوروبا. طرائف من مباريات دروس الكرة: المعروف أن عبارة »متعودة» شاعت وانتشرت علي لسان »عادل إمام» في »شاهد ماشفش حاجة» عندما قال عن راقصة تسكن بجواره وكانت تستقبل رجالاً مختلفين في شقتها إنها »متعودة»، والطريف أن »موقع حساب نادي ليفربول العربي» التقط هذه العبارة حيث وصف ساخراً كتيبة برشلونة بأنها »متعودة» لأنها خسرت ربع النهائي امام »روما»، بطريقة مفاجئة، ثم كررت نفس الخسارة امام »ليفربول».. يعني »متعودة». الكاتب البرازيلي الشهير »جارسيا ماركيز» اتضح أنه من هواة وعشاق الكرة وقد تابع باهتمام بالغ »مباراة ليفربول وبرشلونة»، واهتم في تعليقه علي نتيجتها - بشكل خاص - بصورة محمد صلاح مرتدياً القميص إياه وعلي صدره عبارة »لا تستسلم أبداً»، وركز الكاتب العالمي علي معني »الإرادة» أي »تحدي اليأس». كابتن فريق »إياكس» الهولندي الشاب »ديلتكيت» ابن »19 عاماً فقط» ارتمي علي الأرض بعد الخسارة المفاجئة امام توتنهام وظل يبكي بصورة جعلت زملاءه يجهشون بالبكاء وارتموا علي الارض مثله. عبارة »ريمونتادا» يرددها الآن مشجعو الكرة، ومعناها بالانجليزية »come back» ويصعب تحديد المقابل العربي الدقيق. المهم المعني معروف!! »جون سينا» بطل مصارعة المحترفين الشهير جداً وضع صورة »تي شيرت محمد صلاح» الذي ظهر به في مباراة ليفربول - برشلونة علي موقعه في »انستجرام» مبرزاً جملة »لا تستسلم». مواقع التواصل الاجتماعي تنافست في نشر صورة »تي شيرت صلاح» مع تعليقات تُشيد بليفربول.. ونجمه العالمي »مو صلاح». أيضا انتشرت صور نماذج »تي شيرت صلاح في مواقع التسوق وزاد ثمن »التيي شيرت» عن 600 جنيه، كما انتشر بيع »مجات» وقطع اكسسوار تحمل صورة ال »تي شيرت» بمئات الجنيهات. فريق ليفربو اكتسح الأهلي والزمالك وأكبر الأندية العربية من خلال الشعبية الهائلة التي يحظي بها حالياً بين مئات الملايين من المشجعين المصريين والعرب حتي انهم يلتفون حول شاشات التليفزيون لمتابعة مبارياته ومنها مباراته مع »برشلونة» بالرغم من أن معشوقهم ونجمهم العالمي محمد صلاح لم يشارك فيها بسبب إصابته. أسئلة تنتظر الأجوبة كان ذلك من بين وعوده التي تعهد بها أثناء انتخابات الرئاسة، وصار ذلك مطروحا بقوة خلال الأيام الماضية، والسؤال الآن: »متي يتخذ الرئيس الأمريكي ترامب قراره المنتظر- علي الأقل وفاء بوعوده- بادراج الجماعة إياها كمنظمة ارهابية؟!» في محاولاته المكشوفة للقفز إلي كرسي »السلطان» وما تخللها من صدامات ومهادنات، كشفه وفضحه تدخله السافر في الانتخابات بالضغط علي اللجنة العليا للانتخابات حتي اصدرت قرارها المفضوح بإلغاء نتائج انتخابات بلدية اسطنبول، والسؤال الآن: » هل اقتربت نهاية الاخ أردوغان بانفجار المعارضة ضده واستياء العالم من مواقفه وتصرفاته؟». أختفت الدراما التاريخية والدينية من القنوات والاذاعات. والسؤال الآن: »كيف تعود إلينا بما تمثله من أعظم القيم والمبادئ ؟» ويمتد السؤال إلي »متي يعود قطاع الانتاج بماسبيرو إلي دوره الذي ينقذ هذه الدراما؟». مرة أخري: »السيسي» »وعبدالناصر» معا مرة أخري - وليست أخيرة- تم الالتقاء الافتراضي بين السيسي وعبدالناصر، وإن كان ذلك لم يحدث علي الارض الافريقية كما تم مؤخراً في »غينيا» أثناء وضع »تمثال» جديد لعبدالناصر داخل الجامعة الكبري التي تحمل اسمه في العاصمة الغينية، وأثناء افتتاح اكبر »مجمع» يحمل اسم السيسي. هذه المرة كان الالتقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والزعيم الخالد جمال عبدالناصر علي أرض صربيا (يوغسلافيا سابقا) وكانت المناسبة هي الاحتفال بإقامة تمثالين كبيرين للزعيمين المصريين في متحف مدينة »ياجودينا»، وشهد الاحتفال الكبير ما ذكره نائب رئيس وزراء صربيا عن عظيم العطاء المصري للعالم عندما قاد عبدالناصر وتيتو ونهرو قمة عدم الانحياز، ثم جاء عظيم العطاء المصري الجديد من خلال دعم السيسي لصربيا في عدة مجالات ومن خلال رئاسته للاتحاد الافريقي وتجديد الدور المحوري لمصر إقليمياً ودولياً. وبالمناسبة يكتسب هذا الحدث التاريخي أهمية خاصة جداً لأنه لأول مرة يضم المتحف الصربي العالمي رؤساء أفارقة وعربا (ناصر والسيسي) في الجناح الخاص بزعماء دول العالم أمثال تيتو ونهرو وبوتين. وبالمناسبة أيضاً أعود معك - عزيزي القارئ - إلي شهادة أخري عن التلاقي الافريقي المتواصل بين السيسي وعبد الناصر حيث تحدث باستفاضة سفير رواندا في مصر صالح هابيمانا أثناء الاحتفال بيوم رواندا قائلاً: ان السيسي يستكمل الدور المصري البارز الذي بناه عبدالناصر بمساهمته الفعالة في تحرير القارة السمراء سياسيا وعملياً حيث يساهم الرئيس السيسي الآن في تحرير افريقيا اقتصادياً وأمنيا واجتماعياً من خلال موقعه كرئيس الاتحاد الافريقي. وها هي شهادة أخري تجيء هذه المرة علي لسان الدكتور حلمي الحديدي رئيس »منظمة تضامن الشعوب الافريقية والآسيوية» حيث يقول بأعلي صوت إن السيسي أعاد مصر الي افريقيا وأعاد افريقيا إلي مصر كما كانت في عهد عبدالناصر.