درس من المجنونة لكل العقلاء

لم تكن مجرد مباراة في كرة القدم بين فريقين قويين ربما كانا الافضل في العالم حاليا ولكنها كانت كم كبير من الدروس المستفادة .. ليس في مجال الرياضة فقط ولكن في الحياة كلها بشكل عام.
تابعت مع الملايين مباراة العودة في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا بين ليفربول الانجليزي وبرشلونه الاسباني.
مباراة الذهاب بين الفريقين في نوكامب معقل العملاق الكتالوني برشلونة انتهت بفوز كبير بثلاثية نظيفة للبطل الاسباني وشهدت تألقا كبيرا للنجم الاغلي والاحسن عالميا ليونيل ميسي واعتبر الجميع تأهل برشلونه للمباراة النهائية أمرا مفروغ منه وان مباراة العودة في انجلترا مجرد 90 دقيقة يتوجب على الفريقين خوضها لاعلان تأهل برشلونه رسميا.
ولم يكن الفوز الكبير الذي حققه برشلونه على أرضه هو العقبة الوحيدة أمام الفريق الانجليزي بل توالت الصعاب باصابة النجم المصري محمد صلاح والنجم البرازيلي فيرمينيو وهما أخطر أسلحة ليفربول الهجومية واذا اضفنا الى كل هذا حالة التألق والانتعاش التي يعيشها ميسي احسن لاعب في العالم بلا منازع ندرك تماما اننا امام مهمة مستحيلة بكل ما تحمله الكلمة من معان.
لم يستسلم المدير الفني الالماني يورجن كلوب للاحباط ، وبمهارة جراح بارع استأصل كل جذور اليأس من نفوس لاعبيه وزرع بذور الامل والاصرار والتحدي وتغلب على كل الصعاب ورد في الملعب على كل من قللوا من شأن فريقه وقدرته على مواجهة برشلونه المرعب.
وانتفض لاعبو ليفربول في الملعب وتحول الثور الاسباني العتيد أمامهم إلى قط أليف مستأنس استقبلت شباكه 4 أهداف مدوية ليتأهل المارد الأحمر الانجليزي الى المباراة النهائية بجدارة واستحقاق.
وتكررت المعجزة بعد 24 ساعة فقط على يد فريق توتنهام الانجليزي الذي حول تأخره بثلاثية أمام فريق أياكس الهولندي الى تعادل بطعم الفوز قاده مباشرة للمباراة النهائية أمام مواطنه ليفربول في نهائي انجليزي خالص لم يتكرر منذ أربعة عقود.
وقدمت لنا كرة القدم المجنونة دروسا هائلة يجب ان نستفيد منها في الحياة.
في مقدمة هذه الدروس ليس هناك مستحيل .. اذا أردت شيئا يجب ان تقاتل لتحصل عليه .. لا تسمح لأحد أن يقلل من شأنك .. يجب أن تتعلم من أخطائك حتى لا تكررها .. لا تنظر خلفك فما فات قد مات وانظر دائما للامام حتى يكون غدك أفضل من أمسك .. احترم قدرات خصمك وتعامل معها بلا تهويل أو تهوين .. تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة.. آمن بقدراتك وثق في ذاتك وتمسك بحلمك.
وفي النهاية .. شكرا للمجنونة التي قدمت دروسا لا تنسى لكل العقلاء