المفتري..لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نري واقعة يعتدي فيها صاحب مال علي طفل صغير فقير إلا وأن نصفه بهذا الوصف، بل يمكن أن نزيد عليه أوصافاً أشد قسوة، لأن ما أقدم عليه ما هو إلا أشد أنواع الظلم بصورته الحقيقة، وهذا بالفعل ما حدث فى "سوبر ماركت" بالمهندسين، عندما أقدم مالكه على حرق طفل صغير يعمل عنده بسبب عمل الشاى، التفاصيل فى السطور التالية. "حسن" .. طفل صغير لا يتعدى عمره 13 عاماً، والده يعمل حارس عقار بأحد شوارع المهندسين، ونظراً لسوء أحوالهم الإقتصادية، حمل الطفل على أكتافه المسؤلية منذ صغره، متمنياً بذلك أن يخفف الحمل على والده، ويساعده فى تربية اخوته، بالإضافة إلى أنه دائما ما كان يريد أن يجعل والده فخوراً به ويراه رجلا يعتمد عليه. عمل "حسن" فى سوبر ماركت بالمهندسين، ونظراً لأنه صغير السن فكان دائماً ما يرضى بالقليل، وهذا ما يجعل أصحاب المحلات يفضلون أن يعمل لديهم أطفال حتى يكونوا أخف أجراً. وفقا لهذا المنوال كانت الأمور تسير بشكل طبيعى، ولا بوادر لوجود مشكلة فى عمل الطفل فى المكان، الذى يمتكله ثلاثة شركاء أحدهم من جنى على الطفل وحرق ظهره بالماء المغلى! الواقعة بدات صباح يوم الأحد الماضى، ذهب "حسن" كعادته إلى العمل، وبدأ يومه متوكلا على الله يطلب الرزق، طلب منه أحد مالكى ال "سوبر ماركت" إعداد كوب شاي، وبمجرد غليان الماء أفرغه فى الأكواب، فسقط بعض الماء على بعض المأكولات فأغرقها، هذا الأمر أثار غضب واحد من أصحاب المكان، يدعى "سيد .أ"، شتم "حسن" بأبشع الألفاظ، ولم يكتف بذلك، بل ألقى عليه كل ما تبقى من الماء المغلى فى "الكاتل"، ولولا العناية الإلهية واستدار المجني عليه بظهره لسقط الماء المغلي على وجهه، فأصاب ظهره بحروق شديدة، تم نقل "حسن" إلى المستشفى، لإجراء الإسعافات. تواصلت "أخبار الحوادث" مع الأب، الذى يعمل حارس عقار فى المهندسين، ويدعى "ممدوح" قال، "لا أعرف ما الذنب الذى اقترفه ابنى حتى يحدث له ما حدث، قدمت بلاغا، ولن أتنازل عن حق ابنى".