من سمات زمن »التيك أواي» الذي نعيشه اليوم أن تختفي عادة القراءة فتنقرض الكتب وتتقزم الصحف ويستقي المواطن معارفه ومعلوماته من مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التليفزيون ومسلسلاته. ورغم علمنا بهذا فإننا لا نجد أي مجهود يبذل لتوصيل المعلومة وبناء الوعي وتثقيف العقل ويمكننا إثبات ذلك بمناسبة السباق الرمضاني المحموم لموسم البرامج والمسلسلات وكأنها مسابقة لتقديم كل ما هو غث ومؤمراة لسرقة ثواب الشهر الكريم وتفريغه من محتواه ومعناه، فمازلنا محلك سر عند برامج المقالب السخيفة وأخري تقتات علي أسرار المشاهير وحياة الفنانين الشخصية التي لا تهم أحداً ومسلسلات ما بين القصور والفيلات والقبور والعشوائيات. صحيح كان هناك في رمضان زمان فوازير نيلي وشريهان ولكن كان الي جانبها مسلسلات من عينة علي »هامش السيرة» و»محمد رسول الله» و»خامس الخلفاء الراشدين» وأحاديث الشيخ الشعراوي وغيرها من المسلسلات التاريخية التي تعطي المعلومة في قالب درامي محبب يرسخ في العقل والوجدان.. ولا تعرف لمصلحة من نظل واقفين من عشرات السنين عند بضعة أفلام دينية تعرض في المناسبات من عينة هجرة الرسول والشيماء والرسالة رغم أن تاريخنا الإسلامي زاخر بالشخصيات والمواقف والفتوحات. لقد وقف المصريون انتباهاً للمسلسل التركي »حريم السلطان» الذي رسم وعظم تاريخ السلطان سليمان القانوني وغسل وجه الدولة العثمانية بينما نحن مازلنا غارقين في حلة الطبيخ والإعلانات ومقالب رامز السخيفة. وكل رمضان واحنا طيبين.