جامعة المنصورة تُطلق برنامج صيدلة إكلينيكية دولي بالتعاون مع جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة    مدبولي لشركة صينية: مهتمين بتوطين صناعة مكونات محطات الطاقة الشمسية في مصر    الإمارات تحذر البيت الأبيض.. ضم إسرائيل للضفة الغربية يهدد اتفاقيات أبراهام    «الخارجية الألمانية»: قلقون إزاء الهجوم الخطير على قوات اليونيفيل في لبنان    مجلس حكماء المسلمين يعزي السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي المروع بإقليم دارفور    "فيفا" يرفض انتقال لابورت إلى أتلتيك بلباو    بوكيتينو: أعظم رغبة لمبابي هي الانتقال إلى ريال مدريد    إصابة 60 شخصًا بتسمم غذائي في مطعم شهير بالمنيا    ننشر أسماء المتأهلين للتصفيات المركزية (المرحلة الثانية) لمسابقة دولة التلاوة    مصر والسودان يؤكدان رفضهما إقحام باقي دول حوض النيل في أزمة سد النهضة    بعد إقالته.. أرقام خوسيه ريبيرو مع الأهلي| إنفوجراف    النيابة الإدارية تٌهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف    ضبط أكثر من 5 آلاف كتاب دراسي خارجي مخالف داخل مكتبة في إمبابة    كريم محمود عبد العزيز يتعاقد على فيلم «إحنا والقمر جيران»    بعد قضاء الإجازة في الساحل.. 8 صور ل نسرين طافش توثق رحلتها إلى دبي    الأزرق يليق بها.. كيف نسقت نرمين الفقي إطلالتها؟    نقابة العلوم الصحية: تصديق الرئيس على تعديلات قانون المهن الطبية يُعزز حقوقنا    تضم 220 سرير.. تفاصيل افتتاح كلية طب جديدة ومستشفى جامعي بمدينة نصر قريبا    اتحاد الكرة يمد موعد سداد اشتراكات كأس مصر للموسم الجديد    تجديد ندب أيمن الشيوى مديرا للمسرح القومى    وزارة الصحة تستقبل وفد المركز الأفريقى لمكافحة الأمراض والوقاية منها    بريطانيا تحظر مشروبات الطاقة لمن أقل من 16 عاما.. ماذا قال الخبراء عن أضرارها    حلاوة زمان عروسة وحصان خد بالك وانت بتدوق يا ولا.. نصائح مهمة لمرضى القلب والسكر قبل تناول حلوى المولد.. جدول السعرات الحرارية لكل قطعة.. الحد المسموح للأطفال.. والمشى وشرب الماء ضرورة فى كل الحالات    الإفتاء تحسم حكم "حصان وعروسة المولد" وتبادل الهدايا بمناسبة المولد النبوي    أسوان تكرم 2100 حافظ للقرآن احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف (صور)    بعد تراجعها 70 ألف جنيه| أرخص طرازات "سيات" في مصر تنافس هذه السيارات    لماذا قرر ترامب نقل قيادة الفضاء الأمريكية إلى "مدينة الصواريخ" بألاباما؟    سحب منخفضة بهذه المناطق.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس خلال إجازة المولد النبوي الشريف    محافظ أسوان يكرم المتفوقين الحاصلين على منح دراسية مجانية (صور)    المجلس الأعلى للثقافة واتحاد المراكز الثقافية الأوروبية يختتمان فعاليات دوائر الإبداع 4    صادر ضده 6 أحكام جنائية.. مقتل عنصر إجرامي في تبادل إطلاق نار ب محافظة المنيا    أحمد بلال ينتقد أداء زيزو مع الأهلي    البابا تواضروس يكرم الفائزين في مسابقة العباقرة لخدمة ثانوي بالإسكندرية (صور)    إدخال 121 شاحنة مساعدات من معبر رفح البري لإغاثة سكان غزة    من الماضي إلى الحاضر.. مصر إمبراطورية خالدة على عرش الإسكواش    5 أبراج ممكن تعيش قصة حب من طرف واحد.. هل أنت منهم؟    رئيس الجالية الأذربيجانية يشكر الرئيس السيسي على منحه وسام العلوم والفنون    الصحة تغلق 12 مركزا غير مرخص لعلاج الإدمان في كرداسة    الريان القطري يعلن ضم البرازيلي ويسلي    شيخ الأزهر للرئيس: ندعمكم في الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية    الرئيس السيسي: نثق في عون الله تعالى ونرتكز على صلابة شعبنا    البورصة المصرية تختتم تعاملات اليوم الأربعاء بتراجع    حملات لتطهير الترع والمصارف لضمان وصول المياه للمزارعين في أسيوط    أصوات انفجارات قرب مطار دمشق الدولي.. الطيران السوري يكشف التفاصيل    وزير الإسكان يتابع مستجدات إنشاء وحدة "الإيجار والسكن البديل"    البيئة تعلن المشاركة في قمة المناخ (COP30) بالبرازيل    وزيرا الزراعة والشئون النيابية يترأسان وفد مصري للاطلاع على منظومة التعاونيات الزراعية في إيطاليا    موعد إعلان الرئيس أسماء المعينين في مجلس الشيوخ    مصرع مواطنين وإصابة آخر فى حادث تصادم بطريق الفيوم - القاهرة الصحراوى    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبي جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    أحمد السعدني يكشف كواليس وفاة والده: كنت نايم    موعد ظهور محمود حمدي الونش مع الزمالك بعد الإيقاف    وزيرة التضامن تترأس اجتماعا لمتابعة الحصر الوطني للحضانات    مصدر أمني: تصاعد أتربة نتيجة أعمال الصيانة في سنترال رمسيس دون تجدد الحريق    رابط نتيجة الثانوية الأزهرية الدور الثاني 2025 بالاسم ورقم الجلوس    القاهرة ضمن أفضل 100 كتلة ابتكار عالميًا لعام 2025    بوتين: تعزيز العلاقات مع الكونغو من أولويات سياستنا الخارجية في أفريقيا    هاجم رؤساء 3 دول.. ترامب يعود لإثارة الجدل بعد شائعات عالمية عن وضعه الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هزيمة المشروع القطري التركي

من يتابع التطورات الإقليمية بدقة وتمعن يدرك تماماً أن المشروع الذي احتضنته تركيا وقطر منذ سنوات مضت يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة، ولن تفلح في الإبقاء عليه الأموال والأسلحة التي تضخ في الفترة الراهنة سعياً للإبقاء عليه أو حتي جعل أطرافه جزءا من المشهد السياسي في دول المنطقة.
هذا المشروع يتكئ بالأساس علي فكرة تمكين تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي من الحكم في دول عدة منها ليبيا والسودان، ولكن ما حدث أنه الآن يتلقي الضربات الأخيرة في طرابلس إثر تقدم الجيش الوطني الليبي لتطهير أراضي البلاد من تنظيمات الإرهاب والمتطرفين الموالين للإخوان والقاعدة وداعش وغيرها من تنظيمات الإرهاب، كما جاء انهيار حكم تنظيم الإخوان المسلمين في السودان ليؤكد نهاية المشروع التركي القطري في المنطقة.
لم يقرأ النظام القطري التاريخ جيداً ولم يستوعب دروسه، وواصل هدر ثروات موارد الشعب القطري علي تنفيذ رهانات فاشلة من الأساس، ولم يستوعب تحديداً درس فشل حكم الإخوان المسلمين في مصر وهزيمته علي يد الشعب المصري الذي لفظ الجماعة واستفاق نابذا حكمها بعد انكشاف أهدافها الحقيقية، أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد دفع ثمن رهاناته علي حكم الإخوان غالياً من شعبية حزبه التي انهارت في الانتخابات البلدية الأخيرة، بعد أن انحرف المسار من العمل التنموي الذي لعب دور الرافعة الاستراتيجية القوية لحكم »العدالة والتنمية»‬منذ نحو خمسة عشر عاماً، إلي التدخلات الخارجية والسعي لتنفيذ مشروع هيمنة امبراطورية انتقلت بالسياسة الخارجية التركية من استراتيجية »‬صفر مشاكل»إلي الانزلاق والتورط في كل مشكلة أو أزمة إقليمية، حيث باتت تركيا طرفاً في كل أزمات المنطقة!
لم يكن من المنطقي أن يواصل النظام القطري والتركي الرهان علي نفس الأدوات التي ثبت فشلها وانحسار دورها وثقة الشعوب فيها، فكانت ليبيا والسودان أحدث الدلائل علي انفصال شعوب المنطقة تماماً عن هذه الأجندة المشبوهة، فجاءت النتيجة دماراً وخراباً للكثير من الاستثمارات التركية التي كانت قد حققت الكثير من الثمار والنتائج الإيجابية، ولاسيما علي صعيد القوة الناعمة وفي مجال الثقافة بأدوات الدراما التركية وغيرها، ناهيك عن الارتفاعات القياسية في الصادرات التركية للدول العربية في السنوات العشر الأخيرة، ما يثبت أن الأولوية لدي نظام أردوغان ليست لمصالح تركيا والشعب التركي بل لمصالح جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل مرجعية أساسية لقراراته في الفترة الأخيرة، بعد أن توهم أنها يمكن أن تكون سنداً له لاستعادة الماضي الامبراطوري!
لم يكن طبيعياً او منطقياً أن تتوقف الدول العربية الفاعلة عن التصدي للمشروعات التدميرية في المنطقة، سواء تلك التي تقودها إيران في اليمن وسوريا والعراق وغيرها، او تلك التي تتصدرها قطر وتركيا باستخدام تنظيمات الإرهاب وتوظيفها لمصلحتها في ليبيا وغيرها، وقد حقق التعاون السعودي المصري الإماراتي، نجاحات واختراقات كبيرة في ردع المشروعين معاً، والحيلولة دون انقضاض القوي الإقليمية علي ما اعتبره جسداً مريضاً، باستغلال ماعرف ب»الربيع العربي»وأدوات ومنابر قطر الإعلامية وأموالها التي أهدرت منها المليارات في السنوات الأخيرة في تمويل وتسليح الميلشيات والتنظيمات سواء بالأسلحة أو بالأدوات الإعلامية التي تضخ فيها مليارات الدولارات من أجل تحريض الشعوب العربية علي أنظمتها.
الشعب السوداني صاغ بإرادته الحرة أحدث حلقات الاستفاقة العربية للخروج مما يدبر له قطرياً وتركياً، حيث أدرك هذا الشعب الواعي، الذي يمتلك نخباً سياسية قادرة علي توجيه بوصلة السودان نحو مرافئ آمنة تحقق الاستقرار والتنمية للشعب السوداني، وأدرك ضرورة الابتعاد عن قطر واجندتها، وثبت أن اختلاف وجهات النظر بين مكونات المشهد السوداني في اللحظة التاريخية الراهنة، لا يجب أن يوفر منفذا لتسلل قطر وتركيا مرة أخري للعبث بمنجزات الشعب السوداني الذي خرج محتجاً علي تلك الأجندة التي تسببت فيما آلت إليه الأوضاع المعيشية والتنموية في البلاد.
هزيمة المشروع القطري التركي، قد لا تعني بالضرورة نهايته، ولكنها توفر إجمالاً مؤشرات إيجابية جديدة للشعوب العربية، التي توحدت إرادتها في مواجهة هذا المشروع المدمر، ولكن هذه النهاية هي بحد ذاتها دافع للحذر مما هو آت، لأن تصرفات القائمين عليه بدت في الآونة الأخيرة هوجاء لا تعرف للعقل والمنطق طريقاً، ومن الوارد أن يلجأ النظام القطري إلي خيارات انتحارية في مواجهة هذا الفشل ليس لإنقاذ مشروعه الذي سقط بالفعل، ولكن لإرباك الجميع ومحاولة خلط الأوراق لعل وعسي أن يسفر هذا الإرباك عن مخرجات قد يتم توظيفها لمصلحة الأجندة القطرية التركية في المنطقة. ولا يجب أن ننسي أن النظام التركي يعيش انتكاسة استراتيجية كبيرة، فهناك صدام مع الولايات المتحدة بسبب صفقة شراء صواريخ إس 400 الروسية، وهناك احتمالية عالية لتصدعات كبيرة في العلاقات التركية الأمريكية، وهناك هزيمة مذلة في ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث انطوت تماماً صفحة القضية بمعالجة حكيمة من القيادة السعودية الهادئة والأكثر استيعابا لأبعاد المخطط التركي، فنجحت في تقويضه تماماً ولم تجد تركيا سوي محاولة إحياء الموضوع باتهامات طائشة لأشخاص مجهولين بعلاقة ما بمقتل خاشقجي والتجسس لمصلحة الإمارات!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.