القوات المسلحة السودانية تحرص علي تماسك المنظومة الأمنية في البلاد .. وقائد قوات الدعم السريع يطالب بحلول ترضي الشعب في تطور سريع للاحداث في السودان، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عوض بن عوف، أمس الجمعة، تنازله من منصبه هو ونائبه كمال عبد المعروف، وذلك بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس، وعزله الرئيس عمر البشير. وقال الفريق أول عوض بن عوف في بيان موجه للأمة: »أعلن تنازلي عن منصبي وتعيين المفتش العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري».. كما أعلن عن تنحي رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائبا لرئيس المجلس، مؤكدا »حرص القوات المسلحة علي تماسك المنظومة الأمنية في البلاد». وكان برهان قد شغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة، وقال التليفزيون السوداني أن الفريق الركن عبد الفتاح البرهان أدي القسم رئيسا للمجلس العسكري الإنتقالي السوداني عقب تنازل الفريق عوض بن عوف عن المنصب. يأتي ذلك فيما احتفل المعتصمون أمام هيئة أركان الجيش السوداني بتنحي عوض بن عوف عن رئاسة المجلس الانتقالي . وقالت قوي من المعارضة السودانية » إننا نرحب بحذر بقرار تنحي رئيس المجلس الانتقالي، وإن تنحي رئيس المجلس الانتقالي يعود لتصميم الشعب السوداني علي التغيير». . ومن جانبه كان قد أكد الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي في السودان أن المجلس سيشكل حكومة لتسيير الأعمال في البلاد أثناء الفترة الانتقالية مؤكدا أنها ستكون مدنية تماما.. وأضاف رئيس اللجنة السياسية أن حل الأزمة في البلاد سيأتي من المحتجين وليس من الجيش مؤكدا »نحن مع مطالب الناس اليوم. سندير لنا حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار». وقال زين العابدين انه لن يملي شيئا علي الناس ويريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية، مع الكيانات السياسية في وقت لاحق..وشدد الفريق زين العابدين في المؤتمر الصحفي علي أن المجلس الانتقالي والقوات المسلحة بشكل عام غير طامعة في السلطة وأنه يعتزم تسليم السلطة إلي حكومة منتخبة في أقرب وقت ممكن. وردا علي سؤال عن اعتراض البعض علي امتداد الفترة الانتقالية إلي عامين، قال زين العابدين، إن فترة العامين هي الحد الأقصي وأن المجلس الانتقالي يمكن أن يسلم الحكم للسلطة المنتخبة بعد شهر واحد إذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح وتم الانتهاء من وضع الدستور الجديد وإجراء الانتخابات. يأتي ذلك فيما تواصل اعتصام المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم رغم قرار حظر التجوال منذ الساعة العاشرة مساء وحتي الساعة الرابعة فجرا، فيما دعا قائد قوات الدعم السريع المكلفة بالتصدي للمتظاهرين، محمد حمدان دقلو، إلي التوصل لحلول ترضي الشعب السوداني.. من ناحيته دعا قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في بيان رسمي قادة الانتفاضة »قيادة تجمع المهنيين ورؤساء الأحزاب وقادة الشباب» إلي فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلي حلول ترضي الشعب السوداني وتجنيب البلاد الانزلاق والفوضي.. وعلي وقع هتاف »سلام، عدالة، حرية»، واصل المتظاهرون اعتصامهم للّيلة السّادسة علي التّوالي أمام مقرّ الجيش متجاهلين قرار حظر التجوال. وفي حشد ضخم أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، خاطب العضو البارز في تجمع المهنيين السودانيين، محمد ناجي الأصم، المتظاهرين بالقول، إن »الثورة التي لم تنته بعد. ولم تبلغ أهدافها بعد». وفي وقت سابق، دعا رئيس تجمع المهنيين السودانيين محمد يوسف المصطفي إلي انتقال السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية و»لا نمانع مشاركة الجيش فيها». وتحولت مشاعر عشرات الآلاف من المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير، إلي الغضب وهتف الكثيرون »تسقط تاني» بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف »تسقط بس» ضد البشير.. في غضون ذلك عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث التطورات الأخيرة في السودان. بينما أعلنت الولاياتالمتحدة انها تراقب تطورات الوضع عن كثب، وتنسق المواقف مع الشركاء الدوليين. وأمرت رعاياها والعاملين من ممثلي حكومتها بمغادرة السودان. من ناحيتها دعت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أمس، لسلطات السودانية إلي احترام حقوق الإنسان. كما دعت المفوضية الأممية، ميشيل باشليه، في بيان، السودان للتحقيق في استخدام القوة ضد المحتجين منذ ديسمبر، مطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين بسبب حرية التجمع السلمي وحرية التعبير.