بدأت أمس الجمعة الحملة الرئيسة للانتخابات الاسبانية رسميًّا، بعد ان شهدت المدن الاسبانية العديد من الموتمرات والإجتماعات غير الرسمية للأحزاب التي امتدت علي مدار شهر، لعرض رؤيتهم وبرامجهم، في محاولة للفوز بالجزء الأكبر من كعكة مقاعد البرلمان وبالتالي الفوز بتشكيل الحكومة. وتعّد مقاطعة كتالونيا بمثابة مسمار حجا في السياسة الاسبانية، فلن يفرط السياسيون والاقتصاديون في المقاطعة التي تعتبر محرك الاقتصاد الاسباني ولكن عليهم إقناع أهالي المقاطعة ببرامجهم الانتخابية في مواجهة مع حزب »ارك» وهو الحزب الذي ينادي بالانفصال، وحزب »جونز برا كتالونيا» او » جميعا من اجل كتالونيا» وهو حزب يميني كتالاني، وهما اكبر حزبين سياسيين. أما إقليم الباسك الذي يضع نصب أعينه علي نتائج محاولات كتالونيا للانفصال، فلديه حزبان هما » بي ان اوبا » وهو حزب يميني ، وحزب »بيلدوا» وهو حزب يساري ينادي بالجمهورية، فإذا نجحت كتالونيا في الانفصال سينادي 17 إقليماً تكون أراضي المملكة الاسبانية بالانفصال وهو ما يعني انهيار الدولة. وتأتي مشكله الاقتصاد التي بدأت في عام 2008 علي اولوية اجندة المرشحين، حيث أدت الي ارتفاع اسعار المنتجات الغذائية للضعف وزيادة الضرائب. كما تشغل قضايا الفساد الأحزاب الرأي العام بشكل كبير، فالحزبان الكبيران اللذان يتداولون السلطة منذ 40 عاما مضت تقريباً وهما »البي بي » اليميني و»البيسوي » الحزب الاشتراكي العمالي، متهمان بقضايا فساد متعددة تطال وزراء سابقين واباطرة الحزبين ومتواجدون في السجن حالياً وأوضح المحلل السياسي هشام الصدر انه وفقاً لنتائج الاستطلاعات يأتي في المقدمة الحزب الاشتراكي البيسوي يليه اليميني ثم الوسط ثم اليساري المتطرف ثم اليميني المتطرف. لكنه توقع ان تحمل النتائج مفاجآت لَّم تشهدها إسبانيا من قبل. حيث يمكن ان يحقق حزب بوكس اليمني المتطرف وهو شريك في تحالف من ثلاثة احزاب تحكم الاندلس الآن نسبة أصوات ومقاعد اكبر من اي حزب اخر، رغم حملات التشويه القوية التي يتعرض لها من الاعلام الإسباني، وستكون فرصته أقوي في التحالف مع الحزب الوسطي »السي اس» و»بوديموس» وسيحصد عدد أصوات ومقاعد أكثر من كل بيانات استطلاعات الرأي المنشورة، وسيحكم إسبانيا منذ اول مايو المقبل حكومة يمينية.