المتهم : اخترتها لكبر سنها وضعف مقاومتها.. ولم أعلم قيمتها إلا بعد موتها اعترافات المتهم بقتل الاديبة نفيسة قنديل أرملة الشاعر الراحل عفيفي مطر تكشف الخلل النفسي الذي يتمتع به القاتل الذي لم يرحم ضعف الضحية وكبر سنها وأجهز عليها بلا رحمة من أجل حفنة جنيهات يسد بها فم الدائنين الذين يلاحقونه آناء الليل وأطراف النهار. ظن شأنه شأن كل المجرمين انه سيفلت بجريمته ولكنه كان واهما وسقط اسرع مما كان يتوقع أو ينتظرليحاسب علي جريمته الخسيسة. أسدلت نيابة اشمون عبر تحقيقات موسعة الستار على واقعة أدمت قلوب الكثير من أهالي محافظة المنوفية بل وامتد صداها السيئ للاوساط الأدبية والفكرية عقب العثورعلى جثة الأديبة نفيسة قنديل 72 سنه مكبلة الايدى وبها آثار ضربات موجعة بالرأس فى ظروف اكتنفها الغموض إلا ان جهود البحث بإشراف اللواء سيد سطان مدير المباحث الجنائيه توصلت لتحديد هوية الجانى والفاعل الحقيقى وراء ارتكاب تلك الجريمة البشعة حيث وقف عادل السيد محمد 34 سنه نجار مسلح غارقا فى مشاعر الندم والاسى بعد أن وجد نفسه عرضة للمساءلة أمام مدير نيابة اشمون حتى ساعات متأخرة أدرك خلالها المتهم حجم الجرم الذى اقدم عليه وفى اعترافات تفصيلية عبر تحقيقات النيابه التى تمت باشراف المستشار محمد البواب المحامى العام لنيابات المنوفية والمستشار مصطفى حمزه رئيس النيابة الكليه أشار المتهم إلى حقيقة التخطيط لارتكاب جريمته البشعة خاصة وانه من أهالى قرية رملة الانجب التابعه لمركز اشمون وينتمى لاسرة معدمة إلا انه صارع أنواء الحياة وعمل بمهنته الراهنه كنجار مسلح ومع مرور الايام وجد نفسه مستدينا يواجه أزمات مالية تلو الاخرى حتى ضاقت به الحياه عن رحابتها واصبح مطاردا وملاحقا من الديانة، وإزاء ذلك لم يتوان عادل فى التفكير الشيطانى بالتوجه للسرقة بأى طريقة كانت حتى يستطيع الوفاء بأقساط عليه ومديونيات سالفة فكان الترتيب الدنيئ بارتكاب جريمة بالسرقة حتى جلس مع نفسه متأملا حال السكان بقريته الصغيرة رملة الأنجب ومن سيكون فريسة لاحلامه الشيطانية. وفى ذات السياق وجد المتهم عادل السيد ان فيللا الاديب الراحل محمد عفيفى مطر هى الانسب لتنفيذ مخططه الاجرامى خاصة وان جميع الظروف مهيأة للغاية لارتكاب جريمة السرقة فقط ، وتلك كانت آخر أحلامه الشيطانيه خاصة وان الفيللا خالية تماما من السكان إلا من أرملة الاديب فهى تمكث بمفردها منذ 7 سنوات بعد أن ودعت رفيق الدرب لمثواه الأخير وتزوج الابناء واستقلوا بحياتهم فلم يبق سوى الزوجة بمفردها تقيم فى مسكنها الخالى من انفاس البشر. لم يكذب المتهم الخبر وبدأ فى وضع خطته للسطو على بعض المدخرات المالية التى كانت تحتفظ بها المجنى عليها بأحد أرفف دولاب المعيشة بغرفة نومها وما أن حانت اللحظة الحاسمة للشروع فى تنفيذ ملامح المخطط الشيطانى لسرقة محتويات منزل المجنى عليها وهنا بدأ المتهم يسرد واقع الجريمة وملابساتها على مسامع مدير نيابة اشمون باعترافات مفصله بارتكاب جريمته البشعة والتى تمت أحداثها المؤسفة بدافع السرقة . وبالفعل قال المتهم في اعترافاته : انتظرت ذات ليلة حتى غاب الجميع من اهالى قرية رملة الانجب عن الطرقات وانزوت الاسر والعائلات بمنازلها حتى اتحيب وقع خطواتى قاصدا مسرح الجريمه يحدونى الامل فى ان اظفر بصيدى الثمين حتى اتمكن من سداد ديونى والوفاء بمستحقات ماليه تراكمت فوق عاتقى لسنوات عديده وبالفعل تسلل المتهم عادل السيد عبر الشوارع والأزقة بامتداد القرية مراقبا أنفاس البشر وقلبه كاد أن يتوقف من فرط الحرص والخوف الشديد حتى لايفتضح أمره وما ان اقتربت قدميه من فيلا الضحيه حتى بدأ فى تنفيذ ملامح أغرب سيناريو للسطو على مدخرات الاديبة العجوز . بدأ المتهم يمتطي أحد الأسوار الجانبية وسط هدوء الليل القاتل حتى تمكن من القفز لداخل مسكن الضحية ومن خلال احدى الشرفات بدأ الجانى يتعامل مع شرفة غرفة نوم المجنى عليها والتى كانت تغط فى ثبات عميق ولم تكن لتبالى بما يحدث الا ان الحظ العثر للمتهم دفعه للتحول من مجرد ارتكاب جريمة السرقه الى التعدى بالقتل لتزيد الطامه ويفقد المتهم صوابه وحال دلوفه لمقصده بحجرة نوم الضحية واثناء استخدام خبراته بأعمال النجارة لكونه يعمل نجار مسلح. حدث مالم يكن فى الحسبان حيث فوجئ الجانى بالضحيه تستيقظ على وقع خطواته المرتبكه لينكشف ستره فى الحال وازاء ذلك تبدل سيناريو الجريمه فى لحظات ليظهر على الفور سيناريو آخر اكثر دموية وعنفا ، هكذا قال المتهم فى اقواله امام اللواء سيد سلطان مدير ادارة البحث الجنائى بمديرية امن المنوفيه حيث لم يستغرق المتهم سوى لحظات قلائل لينتهى المشهد المثير بجريمة قتل بشعة ذهبت ضحيتها سيدة طاعنة فى السن بلا ذنب ارتكبته وأريقت دماؤها بلاجريرة واصبحت مجرد جثه ترقد على فراشها بلاحراك حيث باغت المتهم ضحيته بالضرب على رأسها بآلة حادة فلم تتحمل المجنى عليها وقع الضربة العنيفه لتفقد وعيها وتنزف دماءها وتفارق الحياه فى حين تمادى المتهم فى غيه وصلفه فقام بتكبيل المجنى عليها من يديها حتى لاتدب فى أوصالها الحياه فتقوم بفضح أمره وكان المتهم يعى تماما حجم الجريمة التى ارتكبها فى البدايه خاصه بعد ان لمحته الضحيه بطرف عينها وقبل ان تبادره بنداء اسمه لمعاتبته كان قد اجهز عليها وعاد فى لحظات لتنفيذ سيناريو الجريمه الاولى بفتح دولاب المجنى عليها وسرقة 4 الاف جنيه ولاذ بالفرار.