كشفت مصادر ل"الوفد" عن تفاصيل مثيرة حول المتهم بقتل الناقدة والأديبة نفيسة قنديل، زوجة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى مطر. تمكن رجال المباحث الجنائية، بقيادة العقيد محمد على؛ والمقدم محمد السخاوى، رئيس مباحث أشمون؛ من ضبط المتهم السيد عادل السيد يونس؛ وشهرته "ولاء أبو حديد"؛ 31 سنة؛ نجار مسلح، وقام فجر اليوم الثلاثاء بتمثيل جريمته داخل منزل الشاعر الراحل؛ وسط محاولات عدد من الأهالى للفتك به. واعترف المتهم؛ بقتل الناقدة والأديبة نفيسة قنديل، فجر الثلاثاء الماضى، بمنزلها بقرية رملة الأنجب، بمركز أشمون بالمنوفية؛ وسرقة مبلغ مالى من منزلها؛ بعد أن استيقظت من نومها عقب قيامه بكسر باب المنزل، ثم باب غرفتها، وأنه قتلها خشية افتضاح أمره بعد أن كشفت عن وجهه وتعرفت على ملامحه. وقال إنه يعيش فى شقة إيجار ببيت عمه القريب من فيلا الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر؛ وأنه ولد لسيدة يتشابه لقب عائلتها مع لقب الشاعر الكبير "مطر"، وأنها حضرت قبل 40 سنة تقريبًا من قرية "سدود" التابعة لمركز أشمون، وتزوجت من شخص بقرية رملة الأنجب، محل إقامة الناقدة نفسية قنديل، وزوجها عفيفى مطر. وقال أحد أعيان القرية إن صاحب شركة استيراد أنظمة مراقبة يدعى عبدالغفار السيد هلال، والده ابن عم الضحية، استمع إلى حوار سيدتين تناقلتا لقب المتهم "ولاء أبو حديد"، تؤكدان ارتكابه الجريمة، ما دفعه لإبلاغ رجال المباحث الجنائية بمعلومات حوله؛ ترتب عليها مطابقة بصماته بنظيرتها الموجودة بمكان الحادث، ليعترف بعدها بتفاصيل جريمته كاملة، لتأمر النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. وأشار الجانى إلى أنه قام بالتسلل إلى المنزل من منطقة زراعية خلفه؛ فجر الثلاثاء الماضى؛ فيما أكدت تحريات أن كاميرات المراقبة الموجودة بمحلات شوارع القرية لم تظهر أي تحركات له، بعد أن تم إطفاء أعمدة الإنارة العمومية بها ليلة الحادث، إلا أن كاميرا تابعة لقاعة اللؤلؤة للمناسبات؛ الواقعة على طريق الفرعونية بين قريتى مجريا ورملة الأنجب، رصدت تحركاته. وقال أهالى قرية رملة الأنجب للوفد؛ إن حادث قتل الأديبة والكاتبة والناقدة نفيسة قنديل لم يحدث من 100 سنة عندهم، وأن جرائم الدم غريبة تمامًا على أصول عائلات القرية التى تتمتع بسمعة طيبة، مؤكدين أن القاتل لا صلة له وأهله بعائلة زوج الضحية، أو العائلات صاحبة الجذور برملة الأنجب. وأشار أحد الباحثين من أهالى القرية إلى تشابه ألقاب نحو خمس عائلات بالمنوفية وبعض محافظات الدلتا؛ مع لقب عائلة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفى "مطر"، مؤكدين أن القاتل لا صلة له بأهلية الضحية وزوجها الراحل. ونوه رجال من القرية إلى كرم الأديبة الراحلة نفيسة قنديل مع المحتاجين من سكانها؛ وأنها دائمة الإحسان إلى قاصديها، مشيرين إلى إصابة أطفالهم بالهلع والفزع جراء الحادث الأليم. ولدت الناقدة والأديبة نفيسة قنديل بقرية رملة الأنجب بمركز أشمون بالمنوفية فى 10 فبراير عام 1946 ، لأبيها محمد أفندى قنديل، أول شاعر ومعلم بالقرية؛ وتحدث عنه عفيفي مطر فى "أوائل زيارات الدهشة"، وعن طريقة اختياره لها زوجة؛ كما تضم مكتبته عددًا من رسائل الغزل الرقيق لها خلال فترة خطبته لها. تخرجت نفيسة قنديل فى كلية التجارة، وحصلت على الدبلوم العالى فى الشريعة الإسلامية؛ وسافرت مع عفيفى مطر إلى العراق وعاشا نحو 8 سنوات؛ وأنجبا لؤي وناهد ورحمة. عملت نفيسة قنديل كاتبة وصحفية وناقدة فى مجلة الأقلام العراقية فى الفترة من 1978 إلى 1982 ولها عدد من الدراسات النقدية لشعر عفيفي مطر وأمل دنقل وأحمد عبدالمعطى حجازى وآخرين، كما خاضت عددًا من المناظرات الفكرية مع صافيناز كاظم وعائشة عبدالرحمن، وكتبت مقالًا شهيرًا بعنوان "فيلق النساء"، يدحض مزاعم ناشطات نسويات، أبرزهن نوال السعداوى، بشأن تحقيق المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في المجتمع المصري، متنبئة بحالة من الفوضى والشقاق فى الأسر المصرية جراء دعواتهن. عانت نفيسة قنديل مرارة اعتقال زوجها عقب اقتحام بيتها؛ وكانت سندًا له فى حياته، وعقب وفاته تعرضت للسرقة بطريقة حادث الثلاثاء الأليم نفسها؛ داخل منزلها منذ عامين، إلى أن لقيت ربها وشيعها المئات من أهالى القرية ليلة الثلاثاء الماضى.