انتقادات واتهامات.. شكوك وتبريرات.. معارضون ومؤيدون.. فهم للسياسة الأمريكية ورغم ذلك، فشل الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» في إدارة البلاد في العديد من الملفات الداخلية والخارجية لمواقفه واستراتيجيته العنيفة.. أسرار وخبايا متعلقة بالبيت الأبيض.. لامبالاة وتعظيم للمصالح الشخصية.. حالة من الفوضي وتراجع الهيمنة الأمريكية. منذ لحظة إعلانه خوض ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2015، وحتي بات الساكن الجديد للبيت الأبيض والرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة؛ لم يمر يوم دون أن يثير ترامب الجدل بسبب تصريحاته غير المحسوبة واندفاعه في اتخاذ القرارات.. لم يكن محل اتفاق الأمريكيين، سيل من الهجوم ينهال عليه طيلة الوقت واتهامات موثقة بالأدلة يكشف عنها الكثير من الكتب؛ التي تناولت إدارته للبلاد خلال عامين وسقوط رجاله ومستشاريه واحدا تلو الآخر بعد اعترافهم بتورطهم في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية حتي طالت محاميه الخاص »مايكل كوهين». ورغم ذلك، لم يتطرق أي كتاب إلي حياة الرئيس ترامب دون نظرة حزبية، الحياة التي شكلت وجهة نظره للولايات المتحدة وسياسته وشخصيته. وهذا ما فعله مقدم البرامج الشهير السابق في شبكة »فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية »بيل أورايلي» من خلال مشروع كتابه الجديد »الولايات المتحدة من نظر ترامب: كيف يري الرئيس أمريكا». يقدم نجم أسرار الكبار كتاباً عن »دونالد ترامب» الرجل وليس الرئيس أو رجل الأعمال، كتاباً مختلفاً ليس عن الأمن والاقتصاد والسياسة، صفحاته مليئة بالقصص عن ترامب الإنسان، ما يعتقده وما يؤمن به ومجال نفوذه، وكيف تغيرت البلاد منذ أن أصبح الشخص الأقوي في العالم. يركز أورايلي في كتابه المقرر صدوره في سبتمبر القادم عن دار نشر »هنري هولت وشركاه»، علي الجانب الذي لم يتم تناوله من قبل، لا أحد قدم ترامب بهذا الشكل. لم يهتم بوسائل الإعلام المؤيدة لترامب أو حتي المناهضة له، فكل ما فكر به ألا يكون هناك مصادر مجهولة، وأن يكون مرآة تعكس الواقع وتسرد الحقائق المستحق سردها. ووفقاً لدار النشر، فإن هذا الكتاب يعد رواية غير مسبوقة تجتاح حياة الرئيس الحالي وهو يصنع التاريخ؛ كيف فاز ترامب بالرئاسة وكيف تغيرت نظرته للولايات المتحدة منذ انتخابه. قضي أورايلي اليميني ساعتين مع ترامب علي متن الطائرة الرئاسية »إير فورس وان» أثناء رحلة الرئيس إلي نادي الجولف الذي يملكه، في جوبيتر في مقاطعة »بالم بيتش» بولاية »فلوريدا»، حينها حاول أورايلي انتزاع اعترافات مختلفة، رغم معرفته السابقة لترامب منذ أكثر من 30 عاماً، ما جعله يحوِّل ملاحظاته الحادة إلي موضوعية وأكثر إقناعاً. وفي هذا السرد المثير يمزج مقدم البرامج السابق بين المعلومات التي لم يسبق نشرها مع تاريخ يروي طفولة ترامب وعائلته ومهنته التي شكلت نظرته العالمية واتباعها في البيت الأبيض. يقول أورايلي »أريده أن يخبرني عن أسرته وأجداده وإخوته وأصحابه؛ نحن نعرف ما يفعله في الأعمال والصفقات التجارية، لكننا لا نعرفه هو!». وأضاف قائلاً: »لم يعط لأحد فرصة لمقابتله من قبل مثل هذه، لا أحد طرح هذه الأسئلة علي الإطلاق.. لم يغضب، لكن في وقت من الأوقات كان منزعجاً وضربني علي رأسي، وطلب من السيدة الأولي »ميلانيا ترامب» سحبي إلي الخارج.» وكان أورايلي قد بدأ تجميع مادة كتابه منذ أربعة أشهر، حيث عمل مع اثنين من أفضل الباحثين وسيبدأ عملية التحرير قريباً حتي يصل إلي القراء قبل موعد الانتخابات في 2020 بوقت كافٍ. وقدم الإعلامي السابق ترامب عام 2015 من خلال برنامجه “The O'کeilly Factor” في وقت الذروة وبصورة منتظمة، قبل إعلان ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة 2016، وبعدها. ومن المعروف عن أورايلي دعمه الكامل لترامب من خلال آرائه ودفاعه عنه. في نوفمبر الماضي، ووفقاً لصحيفة »واشنطن تايمز» الأمريكية، دافع أورايلي عن الرئيس الأمريكي عقب الهجوم المعتاد من وسائل الإعلام الأمريكية، قائلاً »إن خروج الرئيس ترامب من المسرح السياسي سيؤدي إلي »الانهيار التام» للساحة السياسية. يضيف الرجل الذي سيطر علي موجات الأثير بتحليلاته من خلال برنامجه علي قناة فوكس نيوز الإخبارية، إن الكراهية تدعم التصنيفات خلال عام 2018. ويتوقع أورايلي حدوث انهيار داخلي في الساحة الإعلامية أيضاً، دون وجود شخصية الملياردير »ترامب» لجذب الجمهور. وأوضح الإعلامي »أن تحبه أو تكرهه»، هذا أمر يرجع لكم، ولكن صحيفة مثل »نيويورك تايمز» تكسب المال، وتعيش علي كره ترامب. وكذلك الحال بالنسبة لشبكة »NN وMSNB» وNB» News؛ لا يوجد شيء آخر يدفع الناس إلي مشاهدة مثل هذه القنوات بخلاف كراهية ترامب، ليس لديهم شيء آخر للعرض. استقال أورايلي من شبكة فوكس نيوز في أبريل عام 2017 بعد أسابيع فقط من تقرير لصحيفة »نيويورك تايمز» الأمريكية عن دفعه ملايين الدولارات لخمس نساء لتسوية قضية اتهامه بتحرش جنسي والاعتداء عليهن، فيما نفي الإعلامي كل هذه الادعاءات. ومنذ مغادرته الشبكة الإخبارية، قام بإنتاج برنامج “No spin News”. ووفقاً للصحيفة الأمريكية، أن ميل ترامب للوقوف إلي جانب أصدقائه يتماشي مع ممارساته أثناء توليه منصبه؛ فهو يدافع عن مستشاريه السياسيين المتهمين بارتكاب مخالفات مثل أورايلي. وفيما يتعلق بادعاءات النساء اللائي لديهن ادعاءات عن علاقات مع ترامب أو تعرضهن لمضايقات علي مر السنين؛ قال أورايلي إنه لا يتناولها علي الإطلاق، وأنه لا يكتب عن مزاعم.. ما كل سيقدمه في الكتاب وجميع مقابلاته ستكون مسجلة.