للأسف صار الإهمال شماعة نعلق عليها مشكلاتنا وسببا لا نخجل من أن نعترف بأنه الفاعل الرئيسي للحوادث وآخرها كارثة محطة مصر التي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا الأبرياء بين موتي ومصابين بالحروق ويا لها من ميتة بشعة وكل ذنبهم أنهم تواجدوا بالقرب من جرار القطار لحظة انفجاره.. وهو حادث مأساوي غير مسبوق تألم له كل مصري شفقة علي من ضاعوا وخوفا علي أنفسنا من ركوب القطارات بعد أن تردد السؤال المنطقي وهل لازالت القطارات وسيلة مأمونة للسفر؟ والإجابة نعم فقد نتج عن الحادث صحوة حكومية بعد الهجوم علي هيئة السكك الحديدية باعتبارها هيئة خدمية مسئولة عن أرواح الملايين ولهذا فإن تنظيمها مهمة وطنية ولابد من اختيار سائقي القطارات باهتمام تام ويلقون تدريبا مكثفا علي كيفية التصرف وقت الأزمات مع مراعاة صرف رواتب تكفل لهم حياة كريمة فسائق القطار أو الأتوبيس أو حتي الميكروباص مسئول عن أرواح البشر ولهذا أحسنت الحكومة بجعل فحص المخدرات علي السائقين إجباريا وهي تمضي حاليا في ميكنة السكك الحديدية حتي تقل الأخطاء البشرية والحقيقة أن الحكومة استطاعت مواجهة الكارثة بسرعة فتم الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف لتنقل المصابين إلي أقرب المستشفيات.. ولشد ما كان المشهد مفزعا حين تم عرضه علي شاشات التليفزيون وجدنا من يكتفي بالمشاهدة والتقاط صورة سيلفي مع حطام العربة المحترقة بينما ظهر المعدن الحقيقي للمصريين فاندفع بعض عمال السكة الحديد ليطفئوا النيران المشتعلة في الناس، هؤلاء أبطال حقيقيون يصنعهم الموقف يعرضون أنفسهم للخطر لإنقاذ أناس غرباء من الموت حرقا بينما يهرب سائق الجرار الذي لم يقدر مسئوليته عن الأرواح حتي لو اعترف بإهماله وتقصيره.. نتمني التوفيق للواء كامل الوزير في مهمته الصعبة.