في التقرير المصور الذي تم بثه في افتتاح مؤتمر أخبار اليوم لتطوير التعليم قالت طالبة إن النظام الجديد »وحش» ولا يعجبها وبررت ذلك بأن النظام الجديد لا تكون فيه الاسئلة مباشرة، كما حفظت وذاكرت، بل إن الامر يحتاج إلي أن تفكر لكي تصل إلي الإجابة.. بعكس النظام القديم كنت أحفظ الدرس، وأحفظ الأسئلة والاجابات النموذجية، ولا يخرج عنها الامتحان إلا قليلا. ما قالته الفتاة يلخص الأزمة أو المصيبة التي وصل إليها حال التعليم التلقيني في مصر في العقود الأخيرة وأصبحنا بجد بلد »شهادات» ولكنها لا تغني ولا تسمن من جوع، ووصل بنا الأمر إلي أن قطاعا لا يستهان به من باعة الأرصفة من خريجي الجامعات الذين لا يملكون في أيديهم سوي الشهادة، دون شهادات وقدرات حقيقية.. وضاعت سمعة الخريج المصري، وفقد العامل المصري سمعته في الدول المجاورة.. ورغم هذا الحال، ورغم أننا جميعا بحت أصواتنا نطالب بتطوير التعليم، فاذا جاء من يتصدي له بأمانة وشرف وعلم، تصدينا نحن له، وتعجلنا النتائج.. انشاء طريق جديد، أو مصنع جديد يحتاج أحيانا إلي سنوات، فلماذا إذن نتعجل نتائج مشروع التطوير الجذري الذي بدأه د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم. في مؤتمر أخبار اليوم لتطوير التعليم الذي نظمناه بالشراكة مع جامعة القاهرة في فندق الماسة قبل أيام، وشرفت بتولي مسئولية أن أكون مقرره العام، استمعنا إلي ما يطمئن بأن المنظومة تسير بخير، وأن الطلاب والمدرسين »يهضمون» الأمر، ويرحبون به وأن المعارضة تأتي بالدرجة الأولي من ولي الأمر، ومن أباطرة الدروس الخصوصية الذين لا يهمهم نجاح المنظومة بالطبع لأن نجاحها يعني ضياع مملكتهم.. د. طارق شوقي وفريقه يشعرون بمرارة بسبب نبرة التشكيك والتخوين لكل شيء يتم رغم الاشادات الدولية، رغم أن بعض الدول المجاورة درست المنظومة وتريد تطبيقها لديها.. د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي كشف لنا ملامح سوق العمل خلال السنوات القادمة، وكيف سيتغير مسمي كليات القمة الذي عشنا أسري له عقودا طويلة.. هل الدنيا وردية؟ بالطبع لا، لم أقل هذا، ولم يدع الوزيران ذلك ولكن فقط نريد أن نؤمن بقدراتنا، ونثق في إمكانياتنا، ونتوقف قليلا عن جلد الذات والتشكيك في كل شيء حتي في المقاييس الدولية التي ترفع تصنيفات بعض كلياتنا مثل كلية صيدلة القاهرة التي أصبحت ضمن أفضل 200 كلية علي مستوي العالم. ما أريد أن أقوله هو أن قطار تطوير التعليم غادر المحطة، وأنه لن يعود أدراجه، وأن هناك تحديات يمكن أن تعترض مساره، ولكن بالصبر، والعلم، والنية الصادقة، سيتم التغلب عليها.. والأهم الارادة الممثلة في قيادة سياسية أطلقت المشروع القومي لتطوير التعليم واعتبرت 2019 عاما للتعليم. ما سمعته في المؤتمر، وما سمعته من بعض أقاربي في مرحلة أولي ثانوي، وأولي ابتدائي يقول إن التغيير الحقيقي بدأ.. وعلي المتشائمين، والشامتين، ومرضي النفوس والمغرضين، وأباطرة المال الحرام أن يمتنعوا!