مشهد يجعل العيون تذرف الدموع، والعقول تصاب بالذهول من هول كارثة محطة مصر الخميس الماضي. من رآه وصفه بيوم القيامة. لكن الغريب في الأمر أن الناس وسط احزانها تفاجأ بسائق القطار يتحدث عبر الفضائيات فيزداد سخطها، وتشعر أن ارواحها رخيصة. فهذا مكانه الطبيعي خلف القضبان، لكن الغريب في الأمر أن معظم حوادث القطارات يهرب فيها السائق ومساعده عقب الحادث مباشرة، وبعد يوم أو اكثر من متابعة سير التحقيقات يتم القبض عليهما. اقول غالبا ما يحدث ذلك لأنها تكون وسط الزراعات فيسارعون بالهرب خوفا من فتك الأهالي بهما، أما كون هذا الحادث داخل محطة مصر وبها ما بها من الاحتياطات الامنية، فالسؤال يطرح نفسه: كيف هرب هذا السائق ولم يكن في يد القبضة الامنية؟ فهو بكل الأحوال كان سيتسبب في وقوع كارثة لفرط سرعته وهو داخل المحطة والمعتاد دائما أن سرعته تقل طالما وصل إلي نهاية الرحلة. الحادث صاحبه سخط شديد علي الجميع، ومن الصور التي زادت من آلام الناس صورة الشاب المصور نفسه سلفي مع الحادث. فإن كان ما فعله فيه شيء من السلبية فلا تختزلوا كل السلبيات في صورة هذا الشاب، بل انظروا إلي الجانب الآخر فهناك صورة تعيد للشعب المصري أصالته عندما يتلاحم ويتواءم مع المحن، هكذا كنا في المحن والشدائد لا تعرف من منا صاحب الوجع والألم فالكل يعتصره الحزن والكل يتسابق للتبرع بالدم، ابحثوا عن الإيجابيات وانشروها. لا تتركوا الاهمال يتفشي في المجتمع فيصبح عادة يألفها الناس بدلا من أن يألفوا الإصلاح. حمي الله مصر وشعبها من كل وجع يمس القلوب ويذهل العقول.