في أوائل مارس سنة 1920 وقع حادث مروع للطلبة المصريين في إيطاليا.. بينما كان عدد منهم يستقلون القطار في طريقهم إلي روما.. حدث أن تقابل القطار الذي يستقلونه مع آخر قادم في الاتجاه المضاد. فحدث تصادم مروع سقط فيه عدد من هؤلاء الطلبة قتلي. بينما حدثت إصابات بالغة لعدد آخر منهم. في ذلك الوقت كان سعد زغلول باشا وأعضاء الوفد المصري الذي سافر إلي فرنسا.. في أبريل 1919 موجودين في باريس لعرض القضية المصرية علي مؤتمر الصلح. ويقول محمد علي علوبة باشا. عضو الوفد المصري: إن سعد باشا ورفاقه أصيبوا بصدمة عند سماعهم هذا الحادث.. وقرر علي الفور إيفاد عبداللطيف المكباتي بك إلي روما لأداء الواجب.. وبالفعل قام مع سفير مصر في إيطاليا بالإشراف علي إرسال الضحايا إلي ذويهم في مصر.. وإيداع المصابين في مستشفي روما للعلاج. لم يكن سعد باشا في ذلك الوقت وزيراً. ولا رئيس وزراء.. بل كان زعيم مصر.. ورئيس وفدها للتفاوض بشأن الجلاء.. وكان حادث اصطدام القطارين ووفاة وإصابة بعض المصريين صدمة لكل الشعب. لأنه لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الحادث!! وتدور الأيام.. ويقع في مصر عشرات الحوادث والتصادمات بين القطارات.. وعلي مدي السنوات الأخيرة حدثت حوادث غاية في الغرابة.. فمثلاً: خرج قطار عن القضبان. وانزلق متجاوزاً القضبان. والمحطة واتجه إلي سوق كفرالدوار. ليفاجأ الناس بأن القطار بينهم.. وحادث آخر. التهمت النيران فيه عدة عربات من قطار الوجه القبلي. الذي كان يحمل الآلاف من المسافرين إلي بلادهم في الصعيد للاحتفال بالعيد.. وتتكرر الحوادث وتزداد بصورة غريبة.. ومنذ أيام قليلة كادت تحدث كارثة عند محطة سوهاج.. عندما تقابل قطاران علي خط واحد. ولولا العناية الإلهية لحدثت الكارثة. وخلال الأيام القليلة الماضية حدثت كارثة أخري. حيث تقابل قطار قادم من القاهرة إلي الفيوم مع قطار آخر قادم في الاتجاه المضاد بالقرب من قرية الناصرية.. وسقط قتلي وجرحي.. أما المسئولية.. فإنها مازالت بين شد وجذب.. سائق القطار الذي مازال حياً. وأحد عمال البلوك. الكل يلقي الاتهام علي الآخر.. ووزير النقل يقول أنا المسئول.. ودم الضحايا في رقبته!!!... ولكن ماذا بعد كل هذا؟!!.. هناك من "سيشيل" الحادث. ويوقع عليه الجزاء.. أما الوزير .. فما زال يقول: أعمل إيه!!.. هناك تقصير في مرفق السكة الحديد؟!!