قرر الأهلي أن يزيد من سرعته للوصول إلي قمة الدوري العام وساعده علي ذلك أن منافسه الزمالك يتراجع ببطء وخسر نقطتين بالتعادل مع طلائع الجيش في الوقت الذي حقق الأحمر الفوز الصعب علي الجونة بملعبها.. وزاد الفارق بين القطبين والشرس الجديد بيراميدز .. فهل يستمر الأهلي في الصعود والزمالك في التراجع خاصة بعد سقوطه الأفريقي وبيراميدز في التواجد. بالرغم من حالة الشد والجذب التي تنتاب الساحة الرياضية وإطلاق كل طرف من أطراف الصراع الناشب بين الجبلاية والجزيرة للبيانات النارية وترقب الأطراف الأخري كالزمالك وبيراميدز لما ستسفر عنه هذه التراشقات ولمن ستميل الكفة ومن الذي قد يستسلم ويرفع الراية البيضاء، غير أن الأهلي يمضي في طريقه من الناحية الفنية ويعبر المشاوير ويجتاز العراقيل ويحصد النقاط ويتنامي رصيده حتي تساوي مع بيراميدز الوصيف ولكلٍ 48 نقطة علي أن الأول جمعها من 21 مباراة فقط وله ثلاث أخري لو أنه نجح في تجميع نقاطها لطال الفاصل واتسع الفارق بينهما إلي 9 نقاط وهو ما يعكس إجبار الثاني علي طلب الخلع من مواصلة الزحام علي درع الدوري الذي احتفظ بحقه فيه طيلة هذه الفترة ولأكثر من 23 أسبوعا متصلة.. ومع أن الزمالك يتربع علي القمة وينعم بوجوده علي الصدارة منفردا برصيد 52 نقطة من 21 مباراة.. إلا أن الفاصل الذي اتسع في بعض الفترات إلي عشر نقاط وربما أكثر أخذ في الانكماش والتضاؤل بعد أن خسر نقطتين ثمينتين بتعادله مع الجيش بهدفين لكلٍ بعد أن كان متقدما وحتي قبيل النهاية بدقائق. الأهلي أسهم في انفراج أسارير جماهيره حتي إن عبست سواء خلال المباريات أو قبيل النهاية بفصول »بايخة» ارتكبها أحيانا حارس مرماه الشناوي أو المدافع الأوسط أيمن أشرف في مباراته الأخيرة مع الداخلية بالفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد وترتفع معنويات الفرسان للذروة، الأمر الذي بث التحفظ في نفوس الجهاز الفني فراح لاسارتي يطالب اللاعبين بالاقتصاد في الغبطة والتركيز في المران.. وأكد المدير الفني الأرجواني أن الأزمات الفنية آخذة في الانحسار وأن الانفراجات تتوالي بكثرة عدد الجاهزين وتقلص العدد في قائمة الغائبين بسبب الإصابة أو التجهيز الفني، كما هو الحال مع صالح جمعة ورامي ربيعة.. ولعل سياسة التدوير لإراحة بعض اللاعبين من الإرهاق ولتمكين الآخرين من مواصلة بذل الجهد بسخاء طيلة ال90 دقيقة، قد بدأت في الإتيان بالثمار خاصة مع بعض الركائز أمثال رمضان صبحي الذي غاب تماما عن لقاء الداخلية أو كريم نيدفيد الذي شارك لبعض الوقت أو حمدي فتحي الذي أعاد التوازن الفني لمنطقة وسط الأهلي بعد حالة الإعياء التي انتابت ناصر ماهر في منتصف الشوط الثاني من مباراته أمام الداخلية. من ناحية أخري اشتعلت نيران الغضب في المعسكر الأبيض بسبب خسارته للنقطتين الغاليتين أمام الطلائع ورددت القيادات التهديدات التقليدية التي اعتادوا عليها بتدخلهم في النواحي الفنية وفرضهما للاعبين بذاتهم علي التشكيل أمثال أيمن حفني ومحمود عبدالعزيز غير أن جروس السويسري قابل مثل هذه التصريحات بتلميحات مضادة تؤكد أنه لن يسمح بأي تدخل من أي فرد في صميم اختصاصاته وأنه سيقابل هذا بعنف وجرأة قد تكلفهم دفع غرامات باهظة تقدر بمليوني دولار كشرط جزائي.. لعل المشاركات الإفريقية الحساسة التي توقف فيها الرصيد عند الحد الأدني واحتلاله مركزا متدنيا بين رباعي مجموعته في بطولة الكونفيدرالية هي التي أجبرت القيادة علي التحلي بالهدوء والانتظار ريثما تنكشف معالم الفريق الإفريقية، وكذلك نتائجه المحلية وهل سيتمكن من محافظته علي الفاصل الرباعي أم سيتواصل نزيف النقاط.. ويؤكد المراقبون أن أشهر العسل التي أمضاها جروس في ميت عقبة قد نفدت أيامها وبات العسل الذي تذوقه في البداية له طعم المرارة.. كل الاحتمالات واردة خلال الفترة الوجيزة القادمة وعلي كافة الأصعدة، وقد تنذر بعواقب وخيمة تضرب بعنف بالجبلاية والجزيرة وميت عقبة.