دون أن أذكر أسماء.. تواصلت مع كل أطراف الأزمة الكروية، بين الأهلي وبيراميدز واتحاد الكرة، ولماذا وصلت الأمور إلي حد بيانات تشبه إعلانات الحرب؟ كانت الأسئلة المطروحة هي: لماذا يرفض الأهلي »تبديل» مباراة بيراميدز في الكأس بدلاً من الدوري؟ ولماذا طلب بيراميدز التبديل؟ ولماذا يصر اتحاد الكرة علي موقفه؟ السؤال الأهم: هل يؤثر التبديل علي المنافسة الحامية في بطولة الدوري، أو الكأس؟ الجميع أجاب بأن التبديل ليس له تأثير علي المنافسة ولا يقدم أو يؤخر.. إذن إيه الحكاية؟ موقف الأهلي المتشدد يأتي من الإحساس بأن اتحاد الكرة ينفذ كل طلبات المنافسين، سواء كانت في صالح الأهلي أو ضده، مما يحتم ضرورة التمسك باللوائح والقرارات الصادرة سلفاً، حتي يحترم الاتحاد قراراته، ولا يلجأ لذلك إرضاء لأندية أخري. رأي الأهلي أن الموعد المحدد لمباراة الفريق مع بيراميدز، هو 28 فبراير الجاري في الدوري، ولكن بيراميدز ضغط لتبديلها بالكأس وهو ما رضخ له الاتحاد، وأعلن التبديل في وسائل الإعلام قبل إخطار الأهلي وهي طريقة غير مسئولة. وجود بيراميدز كان مفيداً وضاراً.. مفيداً لأنه خلق حالة من الحراك في الدوري المصري، وأصبحت المنافسة أكثر شراسة وإثارة، وضاراً لأنه خلق حالة من العداء مع جمهور النادي الأهلي، لإحساسهم بأنه يلجأ للضرب تحت الحزام، ويتعمد تخريب الأهلي، وساعدت التصريحات الساخنة لرئيسه السابق في ترسيخ هذه الحالة. اتحاد الكرة - أيضاً - لا يضيره تبديل المباراة من عدمه، ولا تحقق أي استفادة، سواء في ضغط المباريات أو تحقيق العدالة والمساواة بين الأندية، وإصراره علي التبديل غير مفهوم. والزمالك ليس طرفاً، ولكن له حسابات ترتبط بنتيجة المباراة وليس تبديلها، وإذا واجه الأهلي أو بيراميدز في الكأس فالكفتان متساويتان، من حيث قوة المنافس الذي يواجه الزمالك. الدوري ما زال معلقاً، وتحسمه مباراتا الأهلي والزمالك، والمباراة الباقية بين بيراميدز مع كل من الأهلي والزمالك، وتقترب البطولة، بمن يحصد أكبر عدد من النقاط في هذه المباريات.. خرج بيراميدز من المنافسة وفرص الأهلي لا تزال قائمة. الحكاية - إذن - عناد وعدم ثقة في الاتحاد، وتصريحات استفزازية من كل الأطراف، في أزمة مفتعلة يريد كل طرف فيها أن يثبت أنه الأقوي، مع أن القوة الحقيقية ستكون في الملعب وليس في وسائل الإعلام. الاحتكام إلي الهدوء ووقف التصريحات هو الحل، مع تفعيل مبادرة »لم الشمل»، وتخفيف حدة التوتر بين الجماهير، ليلتف الجميع حول علم مصر في البطولة الإفريقية، فهي الأهم. أتمني عقد قمة بين مرتضي منصور ومحمود الخطيب، علي أرضية نسيان خلافات الماضي، والتطلع للمستقبل.