تحدثت في المقالة السابقة عن هجوم الغرب علي الحجاب، وأنه بحسب زعمهم سبب للتخلف والرجعية، وفندت تلك المزاعم الكاذبة.. وفي هذا المقال أقوم بالرد علي من يهاجمه في الداخل، فالدعوة لخلع الحجاب ليست بالجديدة وكثيرا ما تثار كل فترة من قبل من يهاجمونه ويزعمون أنه ليس من الإسلام ولم يفرض ويتطاولون علي منّ ترتديه، بل كانت هناك دعوات صريحة ومتكررة منهم لخلع الحجاب باءت جميعها بالفشل، ومؤخرا تناولت السوشيال ميديا وعدد من المواقع خبر احتفال عدد من الفتيات بخلع الحجاب والفخر بذلك وأنهن رائدات فقد تحررن من الجمود والتقاليد البالية وقررن الاحتفال بذلك والتصوير وهن يمسكن الحجاب ويطيروهن في الهواء!!.. ولكل من ينكر فريضة الحجاب، أقول: أجمع العلماء والفقهاء علي أن الحجاب فريضة من الفرائض التي وردت بالنص في سورة النور، فتلك السورة تبدأ بآية لم تفتح بها سورة من سور القرآن الكريم كله: (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون)، وهنا تنبيه بأن الآية ليست للإنزال فقط بل إنزال بفريضة، وجميع الأحكام التي وردت فيها مفروضة، ويقول عز وجل: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليلعم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) - (النور: 31). وكما أشرت الآية ليست للإنزال فقط بل إنزال بفرضية وفي تلك الآيات فرض الحجاب، ولكل من ابتعدت عن دينها وأعلنت خلع الحجاب ورفضها لها بحجة أنه ليس فرضا، وأنه أمر خاص بأمهات المؤمنين، وأنه تخلف، وفكر وهابي، وقيد للحرية، ورمز للتخلف.. إلي غيرها من المبررات الواهية، هل وصلت بكن الحرية إلي حد إنكار ما هو معلوم من الدين وإلي التعدي علي حدود الله؟!.. لن يضير الإسلام خلع حجابكن بل الأفضل هو خلعكن له كي لا يتهم الإسلام والحجاب بسلوكياتن التي مؤكد أنها تتنافي مع قيمه ومبادئه فمن لا يلتزم بالفرائض المعلومة شرعا والثابتة بنص القرآن الكريم هل سيلتزم بقيمه وأخلاقه.. ونحمد الله أنكن أعدادا لا تذكر بالأساس وتعتمدن علي إحداث فرقعات وضجات علي السوشيال ميديا للإيهام بأنكن كثر، وفي محاولة يأسه لكي تنضم إليكن أخريات، ولكن هذا لن يكون، فأنا وغيري من المسلمات سعيدات بالأسر والرجعية.. (وللحديث بقية)