تباينت الآراء حول خلع ممثلتين شهيرتين الحجاب مؤخرا، بعد سنوات من ارتدائه باعتباره دليلا على الحشمة والوقار، إثر اعتزالهما التمثيل بعد سنوات طويلة من السفور على شاشات السينما والتليفزيون، فهَّون البعض ومن بينهم كتابٌ لامعون فضلا عن العوام من قيمة الحدث باعتباره حرية شخصية، وأن هناك كثيرا من قضايا المجتمع ومشكلاته أولى باهتمام الناس وانشغالهم، وجرَّم آخرون الحدث باعتباره ارتدادا عن أهم سمات التزام المرأة، وإقلاعها عن العرى والسفور، وبعيدا عن تقييم الحدث والإدلاء بدلو القيل والقال، كما فعل الكثيرون تعالوا نتفق على أن حجاب المرأة وعفتها رغم أنه علاقة بينها وبين ربها، إلا أنه يُعد دليلا دامغا على توبتها وأوبتها، وصونها لجسدها من نظرات فتاكة. إن حجاب المرأة هو من أهم شعائر الإسلام، كما أن عفتها هي مقصد جميع الأديان والفطر السليمة، أما أن تصير المرأة كلأ مباحا فتلك هي الرجعية وليس التحضر، كما روج دعاةُ المدنية والانفتاح، الذي هو في حقيقته تخل عن عُري الدين، التي ستنحل لا محالة عروة عروة إذا تخلت المرأة عن حيائها. وإذا كان الروس قد منعوا الاختلاط في المدارس؛ لما يجرُه من ويلات، فعيبٌ على بلد دينه الإسلام أن يُحارب كثيرٌ من مثقفيه الحجاب، الذي يصون المرأة ويحميها، زاعمين أنه دليل رجعية وتخلف، فستر المرأة وعفافها ليس مهمة المرأة وحدها، بل هو مسئولية الرجل من قبلها، سواء كان أبا أو زوجا أو ولى أمر صغر أو كبر. إن حرية المرأة ليست في كشف ما أرادت من جسمها متى أرادت وكيف شاءت، بل بتمسكها بالعفة والحجاب، بحرصها على التفوق، ودخول ميادين ريادة المرأة فيما لا يتعارض مع كونها أنثى، تزيدُ رقتها وجمالُها كلما حافظت على تلك الأنوثة، وبعدت عن كل ما يجعلها ندا للرجل قولا أو عملا. وَإذا كان ربنا قد أمر في سورة النور المرأة بالحجاب فقال سبحانه (وقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فإننا نقول لمن هوَّن من شأن الحجاب واعتبر أنه ليس من الدين أأنتم أعلم أم الله؟. فخلعُ البعض الحجاب، وتقصير البعض زيهن ليس دليل مدنية وتحضر، بل هو الخسران بعينه، وتشجيع البعض لهن على ذلك هو الهلاك والإفلاس، وحقا صدق نبينا حين قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى