تمثل علاقة سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بمصر، أنموذجا متكاملا لما نتمني أن تكون عليه علاقة مصر بالأشقاء، من آن إلي آخر يختلس الشيخ سلطان من وقته الثمين كحاكم لإمارة الشارقة الهادئة الوادعة، أياما يزور خلالها بيته الكبير: مصر.. تري القاسمي حاكما ناجحا، محبا وراعيا للثقافة والعلم، يجوب العالم ربما، بحثا عن وثيقة تدعم دراساته، تراه حاكما ضمن حكام الاتحاد الإماراتي الناجح، ولكن عندما تراه داخل مصر، تجده شخصا آخر، اذا تخلي عن الغترة والعقال، فستجد نفسك أمام انسان مصري حتي النخاع، مدرك أكثر من كثير من المصريين لمكنونات الشخصة المصرية، وأهمية، ودور مصر عبر التاريخ، ويدرك ان مصر اذا اعتلَّت، مرض كل العرب، وان مصر اذا صحَّت، فقد صح كل العرب، والأهم أنه يراهن دائما علي عودة مصر إلي سابق عهدها الذهبي، ويطرب وينشرح صدره لكل خطوة تخطوها مصر في طريق المستقبل. من آن إلي أخر يأتي إلي مصر بروح من يأتي إلي بيت العائلة الكبير، وفي كل مرة يأتي محملا بخير، بدون منّ، ولا تكون زيارة مجاملة والسلام، لا يأتي الا وفي يده ما يقدم حبا وكرامة لأهل البيت الذي تعلم فيه طالبا جامعيا، وتفتحت خلاله مداركه الثقافية والسياسية، عندما كان يدرس في جامعة القاهرة، يذكر كل ذلك باعزاز وامتنان شديدين، في زيارته الأخيرة زار نقابة الصحفيين، ليفتتح مركز التدريب الذي أنشأه علي نفقته الخاصة، وبذكاء يحسد عليه برر ما قام به، وأيضا في عرضه تمويل انشاء مستشفي الصحفيين في أكتوبر، وقال أنا لست غريبا عنكم أنا واحد منكم... كيف؟ نعم عمل الشيخ سلطان القاسمي مراسلا سريا لمجلة آخر ساعة في عز مجدها في الخمسينيات، حيث كان عضواً في فريق كرة القدم التابع للمحطة الجوية في الشارقة وقت الاحتلال البريطاني، والتقي صدفة بالصحفي الراحل جميل عارف من مجلة »آخر ساعة»، الذي طلب منه أن يساعده في تصوير القاعدة البريطانية، وتطوع القاسمي بالتقاط مجموعة من الصور للقاعدة وأرسلها لجميل عارف عبر الكويت مدعمة بمعلومات لم يكن من الممكن أن تتاح لغيره لأن معه تصريحا بالدخول والخروج وهو ما أتاح لجميل عارف نشر تحقيق شامل مدعم بالصور عن الوجود البريطاني في المنطقة نشر بالفعل في العدد 1196 من مجلة »آخر ساعة»، والذي صدر في 25 سبتمبر 1957. شهد افتتاح مبني دار الكتب في باب الخلق بعد اعادة ترميمها وتطويرها بتمويل منه بعد أن ضربتها يد الإرهاب قبل سنوات.. وزار جامعة القاهرة التي يعتز بها، وعرض المزيد من الدعم لرسالتها.. دائما يردد في كل مكان وبتواضع: أنا منكم، لي ما لكم، وأتحمل ما تتحملون. لابن مصر البار القاسمي: نبادلك حبًّا بحب.