■ حاملة المروحيات من طراز ميسترال القادمة من فرنسا تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، علي الجانب العسكري، حيث أمدت فرنسا مصر بالعديد من الأسلحة المتطورة مثل طائرات الرافال وحاملات الطائرات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم و4 فرقاطات من طراز جو ويند، بجانب نقل التكنولوجيا العسكرية إلي مصر، فضلا عن التعاون المصري الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية والتنسيق الدائم في الملفات الإقليمية والدولية في مختلف المحافل الدولية. وعقد عدد من الاتفاقيات العسكرية وكذلك إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين علي الأراضي المصرية وتشارك الدولتان في تدريبات بحرية تعرف ب»كليوباترا»، وهي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية، وقد أقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع في فبراير العام الماضي. وتجري أيضا تدريبات جوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم »نفرتاري». وبالنسبة للأعوام ذات الأرقام الفردية، تشارك فرنسا في جميع تدريبات »النجم الساطع» متعددة الجنسيات التي تجري علي الأراضي المصرية. وفي مارس 2016، انطلقت فعاليات التدريب المشترك »رمسيس-2016»، والذي شاركت فيه عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية والفرنسية أمام سواحل الإسكندرية. وشاركت في هذه التدريبات للمرة الأولي الفرقاطة المصرية من طراز فريم »تحيا مصر» بعد شرائها من فرنسا. ويرجع بدء التعاون العسكري الفرنسي المصري منذ عهد أسرة محمد علي، حيث استعان الوالي محمد علي بسليمان باشا الفرنساوي لتدعيم وبناء جيشه الذي كان يبنيه لفرض سيطرته علي حدوده وتوسيع مجالات سيطرته، كما ساهمت فرنسا في بناء السفن المصرية في هذا العهد. في 1971، تم فتح بعثة عسكرية بسفارة فرنسابالقاهرة، مع تعيين مقدم من القوات الجوية لملحق للقوات المسلحة الفرنسية في مصر. ومنذ السبعينيات، يوجد جزء كبير من المعدات العسكرية المصرية فرنسية الصنع، كما يتم تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين في مجالات التكنولوجيا، وصيانة المعدات. وحافظت الدولتان دائما علي علاقات عسكرية قوية ترتكز علي عدة اتفاقات ثنائية، خاصة اتفاق التعاون العسكري والفني الذي تم التوقيع عليه معاً بالأحرف الأولي كل من المشير حسين طنطاوي والسيدة اليو-ماري، وزيرة الدفاع الفرنسية أثناء زيارتها للقاهرة في يونيو 2005 مما أعطي دفعة مميزة في العلاقات العسكرية بين البلدين. كما أن هناك حوارا دائما بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات، وفي اكتوبر 2015 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسم التوقيع علي خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتي الدفاع المصرية والفرنسية، بالإضافة إلي عقد شراء حاملتي المروحيات من طراز »ميسترال» واللتين تعرفان أيضا باسم »أنور السادات» و»جمال عبدالناصر» والتي ساهمت أيضا في رفع تصنيف الجيش المصري عالميا، خاصة أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذا النوع من الحاملات المتطورة. وتسلمت مصر أول دفعة من طائرات »رافال» في يوليو 2015. وفي ديسمبر من نفس العام، توجه اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي إلي باريس في زيارة هدفها شراء صفقة أقمار صناعية عسكرية متطورة مع شركة إيرباص للأنظمة الفضائية وشركة تاليس المتخصصة في الشئون العسكرية؛ لتأمين قمرين صناعيين عسكريين في صفقة قدرت بمليار يورو. كما يرتكز التعاون العسكري أيضاً علي الحوار الإستراتيجي الذي يسمح بتبادل الرؤي وتحليلات القضايا الدولية الكبيرة والأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح. وعلي مستوي التدريب في هذا المجال، أوضحت بيانات السفارة الفرنسية في القاهرة أن هناك أكثر من 70 نشاط تعاون (تدريب- أجهزة- حوار استراتيجي) في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا.