كنت دائما اجلس عند الغروب علي صخرة عند ساحل البحر اكتب بعضا من القصص القصيرة.. وفي ليلة من الليالي الهادئة كتبت عن هذا الرجل السبعيني العجوز والذي كان لايمتلك معه الا بعضا من الذهب القليل والذي يملأ جزءا صغيرا من قبضة يده.. ذهب الرجل العجوز الي الجواهرجي وقال له: »اريد ان اوزن هذا الذهب» ويده ترتعش من شده التعب.. فقال له صاحب محل الذهب: »لا والله ليس عندي مكنسة».. فقال له الرجل العجوز: »انا لم اطلب مكنسة اريد ميزانا»، فرد عليه صاحب محل الذهب: »ليس عندي غربال».. فرد عليه مرة اخري: »انا لم اطلب لا هذا ولا ذاك انا طلبت ميزان انت لم تسمعني جيدا».. فرد عليه الجواهرجي: »اسمعك جيدا ولكن عندما دخلت محلي وطلبت مني وزن هذا الذي في يدك فلاحظت انها ترتعش فعرفت ان الذهب سيسقط منك فقلت لك ليس عندي مكنسة، وبعدما نلتقطه بالمكنسة فسنحتاج الي غربال لتنقية الذهب من الشوائب وانا ليس عندي غربال ولكن كان كل همك بيع الذهب الذي في يدك».. توقفت عن الكتابة ونظرت الي البحر وشردت بذهني قليلا.. فنفس هذه القصة التي لم تكتمل تحدث لنا جميعا عند دعائنا الي الله.. »يارب عايز اشتغل في المكان الفلاني.. »ونستمر في الدعاء لهذه الأمنيات ، ولكننا لا نعلم» هل استجابة ربنا لهذه الدعوات والأمنيات في مصلحتنا ام لا؟.. اختيار ربنا دائما بيكون الأصح ، ولايقدر مخلوق ان يغير القدر الا يقينك بالله.. ابق علي عتبات باب الخالق وانت علي يقين انه سيفتح لك.. واعلم ان صفة اليقين من صفات العلم التي تفوق المعرفة، ففي حديث قدسي يقول رب العالمين ردا علي دعوة عبده المتيقن: »يا ملائكتي إقضوا حاجة عبدي الليلة، فقد غلب يقينه قدري».