■ صاحب إحدي الورش يشرح عملية النقش لأحد الشباب » تصوير :عرفه محمد« طواجن للطعام.. أطباق مختلفة الأشكال والألوان.. تحف فنية مجسمة وأخري مرسوم عليها لوحات تراثية تعبر عن البيئة المصرية ،هكذا كان المشهد داخل حارة الفخارين بمنطقة مصر القديمة والتي تمتلئ بورش صناعة الفخار وتستعيد معها مشاعر العودة لأحضان التراث الذي يسابق التطور الصناعي في المنتجات الفخارية المستوردة من الخارج علي أيدي أمهر الصناع في هذا المجال،وفي مصر القديمة وداخل » الحارة»، يوضح لنا محمد عابدين 45سنة صاحب احدي الورش أنه حاصل علي بكالوريوس تجارة،وفضل العمل بنفس مجال والده في صناعة الفخار،مشيرا إلي أنها من أقدم المهن التي عرفها الإنسان علي مر التاريخ،كما أنها من أفضل أدوات الطهي المستخدمة لأنها صحية من المواد الطبيعية،موضحا أن ورشته يعمل بها 5أفراد منهم مدرب الطلاب الجدد بورشته واثنان يقومان برسم لوحات فنية،ويقول :» صناعة الفخار ليست مكلفة للغاية ولكنها تحتاج للصبر»،فهو يستخدم الطين الأسواني وسعر الطن منه بحوالي 700 جنيه،أما الدولاب اليدوي الذي يفضل استخدامه فهوعبارة عن مائدة وأسفلها عجلة يقوم بتحريكها بقدمه لتساعده علي تشكيل الطين بمساعدة مبرد صغير،ولا يتجاوز سعره 3 آلاف جنيه ،في حين يصل سعر الدولاب الكهربائي إلي 20ألف جنيه. ويشير إلي أن صناعة الفخار لا تحتاج لمجهود سوي عملية تخمير الطين الأسواني مع الماء،ويوضح لنا أنه يقوم بتصدير منتجاته للدول العربية وخاصة السعودية والكويت وقطر،أغلبها من الطواجن وقصاري الزرع التي يتم تصديرها دائما إلي هولندا حيث تقام فيها معارض الزهور طوال العام،كما يقوم بتصنيع الطوب الحراري الذي يستخدم في أعمال الديكور بالمنازل والفنادق،ويزيد إنتاج الطواجن في شهر رمضان الكريم وأدوات الطهي بكافة أشكالها وأنواعها. ويحلم عابدين بيوم تسترجع صناعة الفخار مجده ومكانتها في الأسواق،ويكون هناك صنايعية مهرة ومدربون وحتي بين الأجيال الصغيرة،ويوضح أنه يتعاون مع المدارس الخاصة بتقديم ورش فنية للأطفال وأعرب عن أمله في أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتعليم التلاميذ صناعة الفخار للتوعية بالتراث من خلال مبادرته،مشيرا إلي أن أكبر المشكلات التي تواجه تلك الصناعة،هي عدم توافر الصنايعية،حيث فضل عدد منهم تركها المهنه وفضلوا شراء توك توك والعمل عليه. وداخل الورشة التقينا بطالب بالجامعة الأمريكية عمر شريف 18 سنه والذي كان علي كرسيه المتحرك يحاول أن يخرج فازة فخارية وقال إنه يعشق عمل التماثيل وأعرب عن آماله في أن يصبح صاحب ورشة كبيرة لتصنيع الفخار وتصديره للخارج. أما بولا منير خريج فنون تطبيقيه 26سنة،فقد درس فن النحت وكما يقول لنا :» انا نفسي يكون لديّ مشروع ويكون في دراسه جدوي وأعمل منتجات لها جودة عالمية».