لا أعتقد أننا قرأنا تصريحات لمسئولين في ذات الشيء أكثر مما قرأناه لمسئولي المؤسسة الأزهرية عن أن مراجعات دقيقة قد تمت للمناهج التي يتم تدريسها في جامعة الأزهر ومراحل ما قبل الجامعة، وكذلك التطهيرمن الفكر الإرهابي الذي ابتليت به، وأنه بهذا الجهد »الخارق» لم يعد في مناهج الأزهر أي موضوعات تتضمن فكرا إرهابيا علي الإطلاق، وأنه قد آن لنا أن نأمن علي أبنائنا الطلاب من اعتناق الأفكار الداعشية الإرهابية، وكله ميت فل وعشرة.. هذه التصريحات لم تكن مقصورة علي الصحف، ولكنها كانت أيضا تتصدر أي خطبة أو حديث إذاعي أو تليفزيوني.. وكان احترامنا للمؤسسة الأزهرية يمنعنا أن ننعت مسئوليها بعدم الصدق ولا نملك حيال هذا الأمر إلا أن نواصل مطالبتنا بتطهير الكتب علي إطلاقها سواء التراثية أو الدراسية.. ثم يشاء الله تعالي أن تكون الفضيحة علنيًا في الأسبوع الماضي علي يد النائبة البرلمانية غادة عجمي عندما تقدمت بطلب إحاطة عاجل إلي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء بشأن وجود مضامين إخوانية في مناهج مؤسسة الأزهر الشريف تمجد في شخصيات إخوانية تدعم التطرف والإرهاب، وكشفت النائبة البرلمانية عن أن هذه الكتب والمقررات يتم تدريسها بأربع عشرة كلية أزهرية منها أصول الدين والدراسات الإسلامية والعربية وتتضمن أجزاء كاملة تعادي الدولة المصرية وتتناقض مع خطواتها في مواجهة الفكر المتطرف وتخالف الإسلام الوسطي الذي طالما أعلنت مؤسسة الأزهر أنها تدعو إليه.. قلتش حاجة من عندي؟.. والحقيقة لا أدري ما سر هذا الإصرار علي استمرار تدريس المناهج الملوثة بالفكر الإرهابي المتطرف والذي لا يخرّج إلينا إلا حملة الفكر الداعشي سواء منهم من حمل السلاح في وجه الأبرياء أو من لم يحمله.. فيكفي ما في رأسه من أفكار ومفاهيم مغلوطة تماما يتبرأ منها الإسلام براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. أرجوكم قوموا بدوركم وطهروا المناهج الدراسية وسائر الكتب التراثية التي لا تخلو مكتبة أو حتي رصيف منها.. فذنب ملايين المسلمين في رقابكم.. كيف تستقيم هذه الأحاديث مع آداب الاختلاف؟ في تحقيق صحفي جيد أعده الزميل عبد الهادي عباس مؤخرًا في صفحة الجمعة بجريدة الأخبار ناقش مع عدد من الأساتذة والعلماء قضية »الاختلاف مع الآخر» وقد أكدوا جميعا أن آداب الاختلاف قد احترمها الإسلام الذي حثنا علي العدل مع المخالف وحسن الظن به وحمل كلامه علي أحسن الوجوه، قالوا أيضا إن اختلاف الأديان لا يعني أبدا التحقير من أي دين أو الإكراه علي معتقد معين، لأن حرية الاعتقاد مكفولة ب »لا إكراه في الدين».. ولكن الشيء المهم الذي فات زميلنا المحرر أن يناقش فيه هؤلاء الأساتذة وكان سيجعل تحقيقه الصحفي ممتازًا أن يسألهم منين القرآن بيقول لا إكراه في الدين ومنين نصدق أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول أمرت أن أقاتل الناس حتي يشهدوا أنه لا إله إلا الله.. منين القرآن يقول وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ثم يقول النبي بعد ذلك جئتكم بالذبح؟.. منين يأمر الله تعالي بألا يدفعنا شنآن قوم علي عدم العدل معهم ثم يقول النبي بعد ذلك جعل رزقي تحت ظل رمحي وكأنه سائر بين الناس بالسلاح قاطعًا للطريق؟.. نصدق القرآن ولاّ نصدق الحديث؟.. ما قل ودل: الحب هو أن تجد ألف سبب للرحيل.. فتبقي..