رئيس الأركان يعود إلى مصر عقب انتهاء زيارته الرسمية إلى دولة رواندا    رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد شراكة وتطوير لإطلاق مدينة «جريان» بمحور الشيخ زايد    سعر الذهب الآن وعيار 21 بداية تعاملات اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025    وزير التموين: المنطقة اللوجستية بالدقهلية تقام بتكلفة 2.4 مليار جنيه وتوفر 20 ألف فرصة عمل.. ويؤكد: مخزون القمح يكفى لأكثر من 6 شهور ونصف.. وسوق اليوم الواحد يُعد نموذجًا فعالًا لتقريب الخدمة من المواطنين    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأربعاء 4 يونيو 2025    كامل الوزير يرد على منتقدي المونوريل: ليس في الصحراء.. وتذكرته 50% من تكلفة بنزين سيارتك    طفاطف جديدة وخطوط سير في رأس البرّ خلال عيد الأضحى بدمياط    "تنمية المشروعات" يواصل دعم الإسكندرية: تفقد مشروعات بنية أساسية وتوقيع عقد تمويل ب30 مليون جنيه    أول رد من الخارجية السورية على القصف الإسرائيلي الجديد    كندا تخطط لإزالة الرسوم الجمركية الصينية على منتجاتها الزراعية    رئيس جامعة أسيوط: الطبيب على سيد كان مخلصا فى خدمة المرضى ومحبوبا بين زملائه    الأمم المتحدة ترد على هجمات إيلون ماسك    2443 حاجًا من 100 دولة يصلون إلى مكة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج    مصطفى بكري: مسؤول كبير سيخلف أبو الغيط في قيادة الجامعة العربية قريبا    نجم الزمالك السابق يشدد على أهمية اللاعبين الكبار في نهائي كأس مصر    ريبيرو يضع خطة الأهلي: لا يوجد لاعب "ضامن" المشاركة.. والمنافسة هي الأساس    الهلال يسعى للتعاقد مع نجم الاتحاد (تفاصيل)    «شعار الأهلي لا يرفع إلا بالذهب».. رسالة وعد من تريزيجيه ل جماهير الأحمر    إنفانتينو يهنئ بيراميدز بالتتويج بدوري الأبطال ويؤكد مشاركته في مونديال الأندية 2029    موعد مباريات اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025.. إنفوجراف    الزمالك: رفع إيقاف القيد بعد سداد مستحقات ياسر حمد    رغم الظروف الصحية.. حسين لبيب يقدم العزاء في والدة «الجنايني»    قبل العيد.. ضبط 38 كيلو أغذية غير صالحة للاستهلاك بالمنيا    «الطقس× أسبوع».. «مائل إلى شديد» الحرارة و«الأرصاد» تحذر من اضطراب الملاحة والرياح المثيرة (طقس العيد)    إصابة 11 شخصًا في حادث انقلاب ميكروباص بالمنيا    إصابة عامل كشري بجرح ذبحي في مشاجرة داخل المحل بالفيوم    حريق محدود بشقة سكنية بطهطا دون إصابات    نتيجة الصف السادس الابتدائي 2025 بالمنوفية    اقتداءً بسنة النبي.. انطلاق تفويج حجاج دول العالم الإسلامي إلى منى لقضاء يوم التروية    تغييرات جوهرية.. توقعات برج الحمل اليوم 4 يونيو    ضيف مع خبر غير سار.. برج الجدي اليوم 4 يونيو    احترس من المبالغة في التفاعل المهني.. حظ برج القوس اليوم 4 يونيو    بعد العيد... بدء التشغيل الليلي ل«مطعم خوفو» داخل منطقة أهرامات الجيزة    رشوان توفيق ينعى سميحة أيوب: موهبتها خارقة.. وكانت ملكة المسرح العربي    أبرزهم شغل عيال وعالم تانى.. أفلام ينتظر أحمد حاتم عرضها    مي فاروق توجه رسالة نارية وتكشف عن معاناتها: "اتقوا الله.. مش كل ست مطلقة تبقى وحشة!"    مسلم يطرح أحدث أغانيه "سوء اختيار" على "يوتيوب"    دعاء يوم التروية مكتوب.. 10 أدعية مستجابة للحجاج وغير الحجاج لزيادة الرزق وتفريج الكروب    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    رجل يخسر 40 كيلو من وزنه في 5 أشهر فقط.. ماذا فعل؟    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    محافظ الإسكندرية يشدد على إزالة الإشغالات الحاجبة لرؤية البحر وتجهيز الشواطئ لعيد الأضحى    لأول مرة.. الاحتلال يكشف أماكن انتشار فرقه فى قطاع غزة..صورة    أوربان: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي «صفقة خاسرة» ستستنزف اقتصاد أوروبا    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    «قبل ساعات من العيد».. الضأني والماعز يتصدران أسواق الأضاحي بالمنيا عام 2025    لتقديم التهنئة والمشاركة في صكوك الأضاحي: وزير الأوقاف يستقبل رئيس الطائفة الإنجيلية والوفد المرافق له.. صور    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    محافظ الدقهلية: 1161 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية    حزب المؤتمر يقدم ورقة عمل لمجلس حقوق الانسان المصري حول تضمين المبادئ في برنامجه    الشيخ خالد الجندي: من يأكل أموال الناس بالباطل لا حج له    الأزهر للفتوى: الأضحية من الشاة تجزئ عن الشخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا    فرص عمل للمصريين بالأردن براتب يصل إلى 350 دينار.. اعرف التفاصيل    وزير العمل يلتقي مسؤولة ب"العمل الدولية" ويؤكد التزام مصر بمعاييرها    تشغيل عيادات التأمين الصحي بالدقهلية خلال عيد الأضحى المبارك.. تعرف على الأماكن والمواعيد    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ السيسي بحلول عيد الأضحى المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. رانيا المشاط في حوار كشف حساب عام وطموحات آخر: للمرة الأولي «إصلاح هيكلي شامل» لإعادة بناء السياحة بأسس علمية مدروسة
نشر في أخبار السيارات يوم 01 - 01 - 2019

د. رانيا المشاط وزيرة السياحة أثناء حوارها مع الكاتب الصحفي محمد البهنساوى
كانت بداية مقلقة وغير سعيدة بالمرة للقطاع السياحي مع مطلع العام.. المشاكل تتزايد وتتراكم بصورة مطردة.. لدرجة ان القطاع شعر ولأول مرة في تاريخه بأنه وبحق علي حافة هاوية سحيقة.. ودخل نفقا مظلما لا يري أحد نهايته أو بصيص نور يرشدهم أين يقفون.
كان هذا بداية العام الماضي 2017.. فقد كان المشهد مليئا بمشاكل لا حصر لها.. صراعات مفتعلة داخل القطاع الخاص ومحاولات وقيعة لا تنتهي.. القطاع في واد وباقي الوزارات والهيئات في واد آخر مع كم قرارات متلاحقة تضر القطاع وتزيد أعباءه.. والأدهي انها تتم بمباركة الوزارة.. وإلغاء لجان واجتماعات كانت مخططة للقطاع مع الوزير.. وإن تمت فلم تكن لمناقشة احتياجات القطاع إنما للصلح بينه وبين وزارته.. سمعة سيئة مع منظمي الرحلات مع تسويف لا ينتهي ووعود لا تنفذ بسداد مستحقاتهم عن برامج تحفيزية وضعتها الوزارة نفسها.. ونفور من جانب كبري الشركات العالمية بعد تجاهلهم خلال البورصات الكبري التي تشارك فيها الوزارة.. وانتخابات غرف لا تتم بفعل فاعل لتظل الغرف تدار بمجالس تيسير أعمال لعامين ونصف العام وهي الفترة الأطول في تاريخ الغرف المصرية كافة وليست السياحية فقط.. غموض مقصود بملف الحج والعمرة وتوقف ممتد لرحلات تتهافت عليها قلوب المصريين.. ترهل غير مسبوق في أداء الوزارة وهيئاتها مع خطط لا تنفذ وقرارات لا تصدر وإن صدرت فإنها لا تفعل.. وحالة يأس لدي الجميع لاستمرار الوضع رغم أن المشهد واضح ويعرف الكل تفاصيله.
ومع بداية العام الجديد 2019.. تبدل المشهد تماما الان.. اختفاء شبه جماعي للمشاكل.. تناغم بين الوزارة والقطاع الخاص لعزف سيمفونية لا نشاز بها.. دعم حكومي وحل سريع ومقنع لعدة مشاكل.. استعادة ثقة الشركاء الدوليين لتسير المركب السياحي في طريقها.. تحيطها الرياح.. لكنها رياح معتادة بعيدا عن العواصف والنوات التي كادت تغرقها.. ويرجع الجميع هذا التغيير الكبير الي يوم 14 يناير 2018.. عندما حدث التغيير الذي طال انتظاره بالوزارة.. وتولت د. رانيا المشاط وزارة السياحة وسط شعور متباين وقتها.. فهي من خارج القطاع السياحي ولا خلفية سابقة لها فيه.. فالبعض تخوف أن يكون لهذا مردود سلبي.. في حين ان البعض الآخر أكد ثقته فيها بسبب خلفيتها الاقتصادية الدولية القوية وسيرتها الذاتية العامرة بالمناصب والمهام.. محليا ودوليا.. وأعتبر أن اختيارها مؤشر لاهتمام القيادة السياسية بملف السياحة مسترجعين سنوات زهو وازدهار كبري بالقطاع مع وزراء جاءوا من خارج عباءته.
ولأن العام المنقضي شهد هذا التحول الكبير في الملف الاقتصادي الأهم بمصر.. ومع قلة ظهور وزيرة السياحة في حوارات صحفية مباشرة.. رأينا ان نبدأ العام الجديد بحوار شامل مع الدكتورة رانيا المشاط.. نرصد فيه كشف حساب عام انتهي.. ونستشرف خطط عام يبدأ سواء العام الجديد 2019.. أو العام الثاني لها بالوزارة الذي يبدأ بعد أيام.
قريبا إطلاق تصنيف فندقي جديد بمعايير عالمية بعد 18 سنة من ثبات المواصفات
في البداية ومع نهاية عام وبداية آخر.. ما أهم ما تم إنجازه بالعام المنقضي.. والجديد الذي نستعد به للعام الجديد؟
- بالمناسبة هذا العام هو عمر الفترة التي توليت فيها الوزارة يوم 14 يناير 2018.. وهناك ارتباط وثيق بين العامين المنقضي والذي يبدأ لا يمكن فصلهما.. فالخطط التي بدأنها وقطعنا فيها شوطا طويلا ممتدة معنا لاستكمال تحقيق اهدافها.. ولعل أهم ما يميز تلك الفترة أن قطاع السياحة أصبح ينظر له كقطاع اقتصادي مهم للغاية وصناعة لها استدامة.. ولأول مرة يكون هناك برنامج هيكي متكامل لإعادة بناء القطاع من جديد بالتعاون مع كل جهات ووزارات وسلطات الدولة.
ويمكنني أن ألخص ما تم وسيتم في جملة واحدة فقط من كلمتين »‬الإصلاح الهيكلي».. البعض فهم هذا المصطلح علي انه إعادة تأهيل وزارة السياحة والعاملين بها.. لكنه يعني وباختصار شديد اعادة بناء القطاع السياحي بكل مشتملاته وادواته من جديد علي أحدث الأساليب العلمية المدروسة بدقة.
وقد استلمت الوزارة وهناك ملفات عديدة معلقة واخري شائكة.. ونتيجتها خلق حالة من عدم المصداقية وفقدان الثقة بين القطاعين الحكومي والخاص بالداخل.. وبين قطاع السياحة وشركائنا في الخارج.. واتخذت قرار إعادة الهيكلة لكن كان لابد أن يكون هناك مثلث كامل الأضلاع حتي تتم علي أكمل وجه ويكتب لها النجاح والاستمرارية.. الوزارة احد أضلاعه.. ومجلس النواب الضلع الثاني.. أما الضلع الثالث الذي كان غائبا وقتها هو الممثلون الشرعيون للقطاع الخاص.. لذلك كان حرصي علي اجراء انتخابات علي أسس قوية للاتحاد والغرف السياحية وقد تمت الغرف بالفعل ويتبقي الاتحاد الذي ستتم انتخاباته منتصف هذا الشهر ليكتمل أضلاع المثلث.
وهل انتظرتي علي خطة الإصلاح الهيكلي لحين اكتمال أضلاع المثلث؟
- بالطبع لا.. فقد بدأت العمل منذ اليوم الأول لتولي الوزارة.. وهناك ملفات عديدة حققنا فيها إنجازا ملموسا بالتعاون مع مجالس تسيير أعمال الاتحاد والغرف السياحية.. وبالطبع مع البرلمان والحكومة.. ومنها علي سبيل المثال لا الحصر.. ملف الضرائب العقارية الذي كان محل صداع بالقطاع لسنوات وتحديدا منذ عام 2009.. فالحكومة حريصة علي تطبيق القانون علي الجميع وهذا دورها وحقها.. والقطاع الخاص له وجهة نظر لم تصل سليمة للحكومة.. ونجحت في عقد عدة جلسات بين كل الأطراف أثمرت عن بروتوكول واتفاق بين وزارتي المالية والسياحة بحضور رئيس الوزراء ملخصه النص علي ان الفنادق وحدات إنتاجية وليست سكنية.. أي لا يمكن احتساب الضريبة علي القيمة السوقية للأرض والمبني.. إنما يضع في الحسبان انها وحدة إنتاجية بها عمالة مختلفة وتختلف أيضا في نسب الإشغال وعدد الغرف والنجومية.
وهناك الملف الذي ظل شائكا ومعلقا لسنوات وأضر بمصداقية السياحة المصرية امام أهم شركائنا بالخارج وهم منظمو الرحلات الخاصة بمستحقات هؤلاء في برنامج تحفيز الطيران العارض عن عدة سنوات.. وقد قطعنا شوطا طويلا فيه بسداد مستحقات العام المالي 16-2017 بالكامل.. وحوالي 70٪ من مستحقات 17-2018.. وهذا الحل كان له مفعول السحر في استعادة ثقة منظمي الرحلات وزيادة رحلاتهم إلي مصر.. ناهيك عن النجاح الذي اعتبره القطاع الأفضل والأقوي العام الماضي وهو إنهاء حالة العزلة أو علي حد تعبير القطاع الخصومة بينه وبين وزارات وهيئات حكومية وغير حكومية عديدة.. وأصبح هناك تعاون ملموس نتائجه القوية ظهرت سريعا مع عدة وزارات لنستطيع القول وبثقة إن الجميع بمجلس الوزراء والهيئات الحكومية كافة يتعامل تعاملا مختلفا مع السياحة ويقدم كل اوجه المساندة عن قناعة تامة بأن السياحة هي حاضر ومستقبل الاقتصاد الوطني.. وملف التعاون مع عدة وزارات عامر بالانجازات التي تحققت العام الماضي.. وهناك العديد من الملفات الأخري التي حققنا فيها تقدما ملموسا العام الماضي.
كلمة السر
بما أن الاصلاح الهيكلي هو كلمة السر في إعادة بناء قطاع السياحة من جديد.. نريد بعض الشرح حوله؟
- الاصلاح الهيكلي الذي اطلقناه من مجلس النواب نوفمبر الماضي.. يقوم وببساطة شديدة علي السياحة المستدامة.. ودمج الناس بالسياحة.. ويتم بالنظام القطاعي ويستهدف كما قلت اعادة بناء القطاع السياحي من جديد وعلي أسس قوية وعلمية حديثة.. وقد تمت صياغته اعتمادا علي نقطتين اساسيتين.. الأولي انني قمت بإعداد برامج اصلاح هيكلي لدول عديدة من خلال مناصبي الدولية.. وثانيها أن البرنامج المصري تمت صياغته بالمزج بين الأسس والنماذج الدولية والخصوصية المصرية وبالتعاون مع شركائنا في القطاع ويشمل عدة أهداف أهمها تحديد العقبات أمام انطلاق صناعة السياحة.. وعقد عدة حلقات نقاشية مع القطاع الخاص، والنواب وشركاء العمل.. وتحديد رؤية واضحة لقطاع السياحة تتضمن تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ اصلاحات هيكلية تهدف الي رفع القدرة التنافسية للسياحة المصرية وبما يتماشي مع الاتجاهات العالمية أما محاوره فتشمل الإصلاح المؤسسي والتشريعي والترويج والتنشيط والبنية التحتية والاستثمار والاتجاهات السياحية الحديثة.. وأي دولة في العالم تسعي للنمو الاقتصادي لا يتحقق الا من خلال إصلاح هيكلي بكل قطاعاتها.. وقد ساعدنا هذا البرنامج خلال عشرة أشهر في حل العديد من المشاكل والملفات المزمنة بالقطاع..
وقبل أن تسأل عما سيتم في برنامج الإصلاح الهيكلي في العام الجديد أجيبك أن له أهدافا عالمية 17 جميعها تتماشي مع أهداف صناعة السياحة وسنسعي لتحقيق أكبر قدر منها في العام الجديد سواء بالحفاظ علي الثروات الطبيعية أو تشغيل وتدريب المرأة وخلق وظائف لائقة ويقربنا من القطاع السياحي الدولي كثيرا بما يصب في صالح الحركة الوافدة.. الخلاصة أن هدفي من هذا البرنامج ليس فقط مضاعفة أعداد السياح الوافدة.. لكن قبلها أن يصبح كل بيت مصري به شخص علي الأقل يعمل بقطاع السياحة.. وثانيا ان يتحدث قطاع السياحة بأثره لغة واحدة مع العالم لغة عصرية علمية متقدمة.
أعتقد ان هذا البرنامج يجب ألا يقتصر علي القطاع السياحي فقط؟
- هو كذلك بالفعل ونسعي لتحفيز بعض الوزارات والجامعات والمدارس علي اللحاق به ونسعي أن يشعر الجميع في مصر بأهمية السياحة وخلق مستوي ومفهوم سياحي وظيفي جديد مثل الطب والهندسة وغيرهما والناس تسعي للحصول علي دورات سياحية.
مخاوف وعوار
حملة الدعاية أيضا لم تسلم ومنذ سنوات عديدة من الصداع والمشاكل.. فماذا تم فيها؟
- عقد الحملة الدولية كان سينتهي منتصف سبتمبر الماضي.. ودعنا نعترف بأنه بالوضع القانوني والإداري بالهيئة وقتها فإن كراسة الشروط كانت ستأخذ ما بين عام وعامين لكي نعدها ونطرحها وتتم الترسية.. ولا يخفي عليك أن عالم الميديا والدعاية كل يوم هناك جديد فيه.. والحملة لا تعتمد فقط علي التليفزيون.. لكن هناك السوشيال ميديا وغيرها من الوسائل.. بما كان يهدد الحملة الجديدة.. فكان همي الأول التغلب علي تلك العقبة وتخطي مخاوف العوار القانوني.. وهو ما تم بالفعل وتمت الاستعانة بتحالف مصري -دولي جديد يتولي مهمة الترويج لمصر عالميا.. وضم التحالف في الجانب الدولي مجموعة M»‬N/IPG، ويمثل الجانب المصري فيها شركة »‬سينرجي» لتقديم كل أنماط الإعلان والتسويق والعلاقات العامة والاعلام الرقمي وتحليل البيانات.. واستطعنا الوصول إلي صيغة أثبتت نجاحها وأشاد بها الجميع خاصة في بورصة لندن للسياحة نوفمبر الماضي.. حيث استطلعنا أهم ادوات الحملة.. وتعتمد علي أجزاء رئيسية.. في مقدمتها أن المتحف المصري الكبير رمز مصري قادم وبقوة.. بجانب ان لكل مدينة ومنطقة سياحية لها شخصية مختلفة وبراند سياحي عالمي.. وهدفنا في تلك الحملة أن نجعل شعوب العالم تتعرف عن قرب وبصورة حقيقية علي الشعب المصري من خلال ما نطلق عليه »‬p2p».
وهل تم هذا بالفعل.. وما الجديد الذي ستشهده الحملة العام الحالي؟
- مثل كل الملفات ممتدة معنا.. الحملة أيضا متواصلة.. والعام الجديد سيشهد ذروة إبداعها.. وسنركز علي مصر التاريخ والمعاصرة.. فكما قلت لك أن المتحف مكون رئيسي للحملة فالمتحف نفسه يحمل هذا الطابع.. فشكله الخارجي عصري للغاية... ومضمونه من الداخل تاريخ ضارب في اعماق الزمن وهو ما يميز مصر بلا شك.. والعام الحالي سنجعل العالم كله كما يعرف ويحفظ مصر التاريخية الفرعونية.. سنعرض له مصر المعاصرة بفنانيها وعلمائها ومبدعيها في مختلف المجالات.. لنؤكد أن مصر لديها طاقات إبداعية عديدة لا يعرفها العالم.
كما تم إعداد أجندة ترفيهية لمصر علي مدار هذا العام تشمل أحداثا وفعاليات عالمية ومحلية وإقليمية محددة التوقيتات والفعاليات بجانب الوسائل التي بدأناها ومستمرة معنا في العام الجديد ومنها الاستعانة بالتقنيات والمنصات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لمواكبة التغيرات السريعة والمتلاحقة عالميا كما أطلقنا أول قناة سياحية متخصصة في منطقة الشرق الأوسط علي »‬تليفزيون انستجرام».. ومستمرون في دعوة المدونين الفاعلين والمؤثرين عالميا لزيارة مصر وجار تطوير الموقع الرسمي للوزارة.
الأسواق الواعدة
فتح اسواق جديدة وواعدة شعار ترفعه السياحة منذ سنوات لكن أعتقد ان نتائجه ليست بنفس الزخم.. فماذا اعددتم للأسواق الجديدة؟
- فتح أسواق سياحية جديدة هدف أساسي ومهم لتنويع أسواقنا لتأمين التدفق السياحي.. وبالفعل نستهدف خطة ترويجية لزيادة الحركة من أسواق عديدة منها آسيا وشرق آسيا وفي مقدمتها الصين والهند.. وهناك شرق أوروبا وعلي رأسها أوكرانيا.. وأيضا أمريكا اللاتينية.. وسوف يتم تنظيم قوافل لتلك الدول.. وهناك بالطبع السوق العربي وهو أحد أهم أسواقنا السياحية وسوف ننظم ورش العمل مع الشركاء في السوق العربي خاصة دول الخليج لتحديد أنسب الوسائل لتنشيط السياحة العربية لمصر التي تشهد زيادة بالفعل.
تصنيف عالمي
ننتقل بالحوار مع وزيرة السياحة لاتجاه ثان وهو قطاعات السياحة ونبدأبالفنادق وحديث قديم عن تراجع جودة الخدمة بفنادقنا.. كيف تواجهين تلك المعضلة؟
- بالطبع هذه المشكلة معروفة.. وواجهناها بعدة تحركات سريعة وعلمية بدأناها بالتدريب.. ونجهز حاليا لبرنامج تدريبي شامل سوف نطلقه قريبا بالتعاون مع الاتحاد والغرف السياحية.. والبعض ينتقد التفتيش علي الفنادق ويحمله مسئولية تراجع الجودة.. وهنا لنا وقفة فمعايير التقييم والتفتيش لم تتغير منذ حوالي 18 عاما ومنها مثلا أن يكون هناك »‬بانيو بالغرفة!!.. فهل يعقل هذا.. الان بدأنا العمل بالفعل مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة علي وضع معايير عالمية جديدة لتصنيف وتقييم فنادقنا والتفتيش عليها. وقد زارنا خبراء بالفعل من المنظمة وزاروا الفنادق واطلعوا علي المعايير.. وفي انتظار زيارات اخري.. وفي العام الجديد سوف نطلق قريبا التصنيف الجديد وندرب مفتشينا عليه قبل تنفيذه بواسطة خبراء منظمة السياحة العالمية وتدريب أعضاء غرفة المنشآت الفندقية أيضا والوصول لمعايير السلامة الصحية والغذائية العالمية وتطبيقها بفنادقنا نظام جديد للتعاون مع وزارة الصحة وقطاع الطب الوقائي للتدريب وإجراء مسح شامل لجميع العاملين بالأغذية والمشروبات بجميع الفنادق كل هذا سيصل بفنادقنا الي مستوي عالمي من الجودة والخدمة.
لكن هناك مشكلة بالفنادق أيضا نتمني لها حلا مع العام الجديد وهي تراجع الأسعار.. لماذا لا تتدخل الوزارة؟
- هناك آليات السوق والعرض والطلب لا نتدخل في التسعير حتي لو سيغضب كلامي هذا البعض.. لكن المعايير الجديدة وتطبيقها بصرامة وجدية التفتيش تضمن حدا أدني للسعر لا تنزل عنه الفنادق والقري السياحية.
القري والمنتجعات تحتاج وبشدة لإعادة تأهيل وتطوير.. بجانب شكوي الفنادق من تراكم المديونيات.. فما هو دور الوزارة في ذلك؟
- هناك صندوق تطوير الفنادق علي غرار صناديق الملكية الخاصة هدفه المساهمة في إعادة الهيكلة المالية للفنادق والمنشآت السياحية المتعثرة ماليا وأيضا للتطوير ونتواصل مع البنوك المصرية لجدولة المديونيات.. لكن أتمني أن تتواكب عمليات تطوير الفنادق وتجديدها مع إطلاق التصنيف الجديد.
الصداع المزمن
الحج والعمرة من الملفات التي كانت تشكل صداعا مزمنا كل عام في رأس شركات السياحة والمواطنين.. كيف أدرتِ هذا الملف؟
- أعلم تماما الخلفيات الصعبة في هذا الملف.. وهو من الملفات التي سعدت بإنجازنا فيها لأنها تمس قطاعا عريضا من المواطنين الراغبين في أداء الفريضة.. والسر الرئيسي في هذا الانجاز وببساطة التفعيل الحقيقي للجنة العليا للحج والعمرة.. فقد حرصنا علي وجود تمثيل حقيقي لكل المستويات في اللجنة مع تمثيل الوزارة بالطبع برئيس قطاع الشركات.. ومنحتهم الحرية الكاملة في المناقشات واقتراح الحلول الجذرية للمشاكل بعد حوار مثمر في هذا الملف مع سرعة من جانبي في اتخاذ القرار وبوضوح.. وكانت النتيجة موسم عمرة رائعا بلا مشاكل.. نفس الكلام في الحج.. فعلنا لجان التفتيش بالوزارة وبالتنسيق مع اللجنة والغرفة ونجح موسم الحج أيضا.
وماذا ينتظر هذا الملف المهم في العام الجديد؟
- هذا الموسم بدأ من نهاية الموسم الماضي.. طلبت العمل مبكرا وطبقا لضوابط العام الماضي.. فانطلقت الرحلات مبكرا وكانت أول رحلة في منتصف نوفمبر.. وندخل العام الجديد بعمل مؤسسي وإنجاز دون ضجيج في هذا الملف.. والعمرة مفتوحة في 2019 طوال العام مما سيكون له مردود إيجابي لدي المواطنين.. وفي هدوء تام.. وأعتقد انه غير مسبوق بين الشركات وقريبا سنطلق الحج الذي أوشكنا علي الانتهاء من ضوابطه.. وفي العام الجديد طلبت التركيز علي ميكنة العمل بالحج والعمرة فالسلطات السعودية قطعت شوطا في هذا الاتجاه وليس مقبولا أن نتخلف فيه.
الاشتباك مع المحليات
الشركات والمطاعم تعاني من أنشطة مماثلة لها بترخيص من المحليات وتضيع علي الدولة أموال طائلة.. بجانب وجود أكثر من 25 جهة تراقب وتفتش علي السياحة بعيدا عن التنسيق مع الوزارة؟
- كل هذا داخل في خطة إعادة الهيكلة.. فهناك محور تشريعي بدأناه بالفعل مع البرلمان وسوف يقضي علي كل تلك الظواهر السلبية ويوحد جهات التفتيش والمراقبة تحت مظلة السياحة ويفض الاشتباك مع المحليات في الترخيص.. وهناك تعاون من الجميع في هذا الملف.
إذن يهمنا ان نعرف أهم ملامح الإصلاح التشريعي؟
- غالبية القوانين التي تحكم القطاع السياحي عمرها أكثر من 40 عاما.. ونسعي من خلال محور الإصلاح التشريعي إلي اعادة صياغة تلك القوانين بما يتماشي مع كافة التطورات والمعطيات الحديثة واستبعاد غير المناسب منها وذلك من خلال حوار مجتمعي مع القطاع السياحي وبالتنسيق مع مجلس النواب وبتعاون كبير من لجنة السياحة ورئيسها المتعاون معنا للغاية عمرو صدقي.
الاستثمار السياحي
نصل إلي ملف الاستثمار السياحي.. البعض يري أن هناك تراجعا في الاستثمار السياحي وبعض المعوقات في طريقه.. فماذا تم في هذا الملف.. وهل سيكون هناك جديد فيه بالعام الجديد؟
- لا أتفق مع الرأي الذي يري أن هناك تراحعا في الاستثمار السياحي.. ولكن نجد أن هناك أراضي تابعة لولاية هيئة التنمية السياحية.. وأراضي أخري للاستثمار السياحي ليست تحت ولايتها وهنا نسعي لاستكمال التنمية المستدامة لحوالي 76 مركزا سياحيا بمختلف المدن السياحية تحت ولاية الهيئة لإضافة أكثر من 55 ألف غرفة فندقية جديدة جار الانتهاء من تنفيذها وتشغيلها بجانب حوالي 183 ألف غرفة جار البدء في تنفيذها.. بجانب جهود أخري من تطوير للبنية الأساسية بعدة مراكز وإنشاء الطرق ومحطات المياه والكهرباء والصرف والتوسع في الأنشطة التخصصية والترفيهية بجانب تقديم الخبرة والدعم للمناطق السياحية خارج ولاية الهيئة.
أما ما نسعي اليه في العام الجديد فهو تنفيذ استراتيجية التنمية السياحية المستدامة حتي عام 2030 من خلال تعظيم استغلال الموارد المتاحة لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تشمل تنويع المنتج السياحي وزيادة عدد الليالي وخلق فرص عمل.
كما سنستكمل طرح المواقع المتاحة للاستثمار بالمراكز السياحية واستحداث مجموعة من الحوافز والتسهيلات الإضافية للمواقع التي تطرح للاستخدامات الفندقية والخدمية المتميزة.
المشاريع السياحية القومية حاليا مثل العلمين والجلالة وغيرهما.. ما هودور وزارة السياحة فيها؟
-هذه المشاريع تنفذها الدولة وبالطبع تعد إضافة قوية للسياحة.. الوزارة ليس لها دور في عمليات الإنشاء التي تقوم بها وزارة الإسكان وجهات أخري علي اعلي مستوي.. لكن لنا دور بالطبع بالمساهمة في توفير معاهد وكليات سياحية للارتقاء بالخدمة في تلك المناطق مثل إحدي جامعات الفندقة العريقة التي ستعمل في العلمين.. أما الشق المهم فهو الترويج لإظهار إمكانيات هذه المناطق وترويجها سياحيا ومرتبط بخلق »‬ براند »‬ عالمي للمدن السياحية المصرية كجزء من برنامج الهيكلة وسوف نسعي لخلق براند عالمي خاصة للعلمين الجديدة.
العلاقة مع القطاع الخاص تبدلت في عهدك ويبدو أنك لم تنتظري الغرف المنتخبة وشكلت لجنة من القطاع الخاص للتعاون فور تولي الوزارة.. فما هي فلسفتك من هذا التعاون؟
- أولا القطاع الخاص شريك أساسي ومحوري في عملنا.. فحوالي 98٪ من استثمارات السياحة مع القطاع الخاص.. وهدفي مد جسور التعاون مع القطاع وخلق شراكة حقيقية بيننا.. ومنذ يومي الأول والقطاع الخاص شريك معنا علي مائدة إتخاذ القرار سواء في الحملات أو إعادة الهيكلة والقرارات المصيرية.. وأحرص علي التدخل الفوري لحل أي مشكلة تواجه القطاع.. أما اللجنة التي أشرت إليها فأنا لم أشكل لجنة مطلقا سمعت بها من الإعلام.. فهناك القنوات الشرعية التي يتم بها اختيار ممثلي القطاع وقد تمت بانتخابات الغرف السياحية وتكتمل بالاتحاد.
أشرت إلي سداد مستحقات الأجانب في برنامج تحفيز الطيران العارض.. وهو برنامج مهم لكنه يثير جدلا كبيرا.. فماذا تم فيه؟
- برنامج تحفيز الطيران العارض إحدي أهم الوسائل التحفيزية بكل الدول السياحية.. والبرنامج المصري انتهي في 31 أكتوبر الماضي.. كان لابد من وضع برنامج جديد يلبي مطالب القطاع ويحقق الفائدة لمصر.. وكان هناك هدفان أساسيان أمامي.. أولهما ضرورة وجود دورة مستندية واضحة للغاية لتلافي المشاكل الماضية.. وثانيهما وفي إطار حرصي علي العمل المؤسسي أن تكون وزارة الطيران شريكا أساسيا فيه.. وبالفعل عقدنا عدة جلسات منذ مايو الماضي مع منظمي الرحلات وشركات الطيران بمشاركة وزارتي السياحة والطيران واستمعنا لكل الآراء والمشاكل ووضعنا برنامجا جديدا أهم ما فيه وجود دورة مستندية واضحة لضمان حقوق الدولة ومصلحتها وحقوق الشركاء.. وجاء برنامجا تصاعديا سواء لشركات السياحة والطيران أو منظمي الرحلات، ونراجع كل فترة الرحلات المحفزة للتشجيع علي زيادتها.. بجانب تحديد ضوابط لكل مدينة سياحية حسب حاجتها وإشغالاتها وحاز البرنامج إعجاب وإشادة الجميع واستعدنا به ثقة منظمي الرحلات.
السدة الشتوية
السياحة النيلية منتج سياحي فريد ومتميز بمصر.. لكنه لا يحقق مع ما يتناسب مع هذا التفرد.. هل سينال اهتمام الوزارة؟
- هو بالفعل في مقدمة اهتماماتنا.. ومن الأنماط التي حققنا فيها انجازا العام الماضي ومستمرون فيه.. فقد كان همي أن نحل مشكلة سير المراكب العائمة خاصة في السدة الشتوية بما حدث العام الماضي.. وبالفعل تم التنسيق مع عدة أجهزة بالدولة لحل تلك المشكلة وشهدت تنسيقا عاليا مع وزيري النقل والري وبمشاركة غرفة الفنادق بالطبع.. واتخذنا اجراءات لسير حركة الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان بدون أي عوائق ملاحية.. وكانت هناك بوادر أزمة قبل أيام لكن بفضل تلك الإجراءات تغلبنا عليها فورا.. وتقوم حاليا الهيئة العامة للنقل النهري برفع كفاءة المجري الملاحي وعمل تكريك كامل لمناطق الاختناقات بين أسوان والاقصر.. كما تم الاتفاق علي أن حركة الفنادق العائمة ستعمل بكامل طاقاتها في فترة السدة الشتوية.
الرحلات النيلية الطويلة من القاهرة لأسوان أحد أهم منتجاتنا السياحية هل هناك تفكير في إعادة إطلاقها؟
- ليس لدينا ما يمنع مطلقا من إعادة هذه الرحلات.. وهناك عرض من إحدي الشركات الرائدة في هذا المجال تجهز أفكارا في هذا الشأن وبمجرد الانتهاء منها سوف نناقشها علي الفور.
الأنماط السياحية عديدة ومتنوعة بمصر.. لماذا لا يتم تشكيل مجموعات عمل لإنجازها؟
- هناك نقطتان مهمتان.. الأولي أن هناك الغرف المنتخبة بعد غياب سنوات.. وعليهم ان يشكلوا هذه المجموعات وأنا داعمة لهم بقوة.. فالوزارة هي المنسق والمنظم وليست المنفذ.. والنقطة الثانية انه بالفعل هناك أنماط عديدة من سياحة صحراوية ودينية وصحية وسفاري وغيرها والقطاع الخاص صاحب المصلحة.. ننتظر رؤيتهم حول تلك الأنماط، والدولة لن تتأخر مطلقا في تنفيذها طالما كانت مدروسة وممكنة.
لديك سيرة ذاتية كبيرة وضخمة في العمل الاقتصادي الدولي.. كيف استفادت من السياحة بعد تولي الوزارة؟
- استفادت بأكثر من عمل.. أولها أن المؤسسات الدولية تعطي نصائح اقتصادية لكل دول العالم.. وكنت أشرف علي أعمال إصلاح هيكلي لدول عديدة ليتم تنفيذه من خلال العمل الجماعي لكافة أجهزة تلك الدول.. وقد فعلت هذا في القطاع السياحي الذي لا يخفي علي أحد مدي التمزق الذي كان يعانيه.. الآن يعمل علي نغمة واحدة.. وثانيا التنسيق.. فعندما أضع نظاما اصلا لدولة ما كانت إحدي مهامي الأساسية التنسيق بين كافة جهات تلك الدولة وبينها وبين صندوق النقد الدولي الآن أقوم بهذا الدور تماما التنسيق بين القطاع وكافة الوزارات والجهات وهذا من خبرتي الدولية.. وثالثا الإنضباط التام في التحدث إلي الميديا من عملي في بنوك مركزية لأن كل كلمة لها حساب وتكلفة ومردود.. وأحرص علي مراجعة البيانات الصفية بنفسي للتأكد من جدية ودور كل كلمة.. بجانب تسخير كل علاقاتي السابقة في خدمة القطاع ولصالحه.
بمناسبة الحديث عن الميديا.. لماذا يتم تصدير فكرة توتر العلاقة بينك وبين الإعلام؟
- هذه الفكرة مغلوطة وغير حقيقية علي الإطلاق ولا أدري سببها.. تعرف أني صريحة وواضحة.. ورأيي في الإعلام أنه شريك لا غني عنه مطلقا للسياحة..فمن الأقوال المهمة انه لا سياحة بدون عناصر عديدة في مقدمتها الإعلام.. كما أن المرحلة المقبلة سيكون للإعلام دور محوري في إنجاح خطة الإصلاح الهيكلي التي تقوم في جزء مهم منها علي نشر الوعي السياحي وتعريف المواطنين بأهمية السياحة وربطهم بها.. من سيقوم بهذا الدور سوي الإعلام.. لكني يحكمني في التعامل مع الإعلام عدة عوامل أولها يقيني كما قلت بأن الكلمة والمعلومة لهما قيمة وثمن وتوقيت مهم أيضا.. وللعلم فهناك تدفق كبير في المعلومات والبيانات الصحفية عن كل ما نقوم به لكن ليس ضروريا أن أقول هذا بنفسي.. وأوضح ان علاقتي بالإعلام قوية دائما وهي كذلك أيضا مع الإعلام السياحي الذي أحترمه وأقدر دوره.
في النهاية وقبل أن أختم حواري اريد أن أعرف تقييمك للتجربة الذاتية والشخصية لعام في الوزارة؟
- قطاع السياحة من القطاعات المهمة لمصر وهناك 3 ملايين مواطن يعملون بها بشكل مباشر بخلاف الملايين المستفيدة بصورة غير مباشرة.. بجانب أن 20% من الاقتصاد المصري مبني علي السياحة التي تنمو بشكل مستمر ولو نجحنا في تنفيذ برنامج الإصلاح الهيكل سيستفيد الملايين منها.. وهذا سبب كبير ورئيسي لسعادتي وشعوري أولا بأداء دور مهم تجاه بلدي وأن عملي »‬بيفرق مع أسر ومواطنين كتير» وهذا يرضيني ويسعدني بشكل كبير.
نسعي إلي:
إنشاء براند عالمي لكل مدينة سياحية
تعريف العالم بمصر المعاصرة
توظيف شخص بكل أسرة في السياحة
أجندة ترفيهية ثابتة بأحداث عالمية
الآن نقول وداعا ل :
فقدان الثقة دولياً
غياب التعاون الحكومي
صداع الحج والعمرة
الخصومة مع القطاع الخاص
مع الآثار تحرك مشترك داخليا وخارجيا
وزارة الآثار شريك أساسي لنا وهناك تعاون وثيق في عدة مجالات.. في مقدمتها افتتاح المتحف المصري وهو جزء أصيل في حملتنا الترويجية الدولية للدعاية للمتحف وأيضا لزيادة الصورة الإيجابية عن مصر وسياحتها.. بجانب تعاوننا في تطوير المجتمعات المحيطة بالمناطق الأثرية ودمجها في العمل السياحي.. وفي منطقة الأهرامات بعد التطوير ستشهد نقلة في الخدمات السياحية المقدمة للزوار ونسعي لتعميمها في كافة المناطق.. وتعاون مهم لتسهيل التصوير التليفزيوني والفوتوغرافي بالمناطق الأثرية.. وهناك تواجد دولي مشترك في المعارض الخارجية السياحية واستغلال معارض الأثار بالخارج سياحيا.
مع البيئة الحفاظ علي الكنوز والمحميات
هناك تخوف من تأثير زيادة السياحة الشاطئية علي الشعب المرجانية والكنوز الطبيعية.. وهو مجال رئيسي لتعاوننا مع وزارة البيئة لحماية تلك الكنوز التي تعد إرث تاريخي وطبيعي دورنا الحفاظ عليه.. بجانب تعاوننا في الحفاظ علي المحميات الطبيعية وإعلان بعضها ومنها »‬رأس محمد ووادي حيتان» ضمن القائمة الخضراء.. وتحقيق التنمية المستدامة.
مع الطيران وجهان لعملة واحدة
أما وزارة الطيران فالمقولة الشهيرة »‬السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة» بدأنا نحققه علي الأرض فعليا.. تعاون وثيق في مختلف المجالات منها حوافز الطيران ودراسة حاجتنا من الخطوط والخدمة السياحية بالمطارات.. ونتواجد سويا في المحافل الدولية.. ففعلا لا سياحة بدون طيران.
مع النقل انتظروا القطار السياحي
تعاوننا مع وزارة الري في السياحة النيلية وثيق ومثمر وسوف تكون نتيجته سياحة نيلية متطورة وممتدة طوال العام.. لكن هناك مجالا حديثا ومهما للتعاون مع النقل.. فبعد القانون الجديد الذي سمح للقطاع الخاص بالاستثمار في قطارات السكة الحديد.. لدينا عروض جادة من مستثمرين لإطلاق قطارات سياحية في رحلات من القاهرة لأسوان.. وهي قطارات سريعة وحديثة وبها خدمات ترفيهية وسياحية طوال الرحلة.
مع التعليم مناهج دراسية وبرامج توعية
مجالات التعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي متعددة ومحورية في الإصلاح الهيكلي.. تشمل إعادة النظر في مناهج كليات ومعاهد السياحة.. ووضع خطة وتصور لإعداد خريج جاهز لسوق العمل.. وفتح شهية الشباب علي تعلم السياحة بأسس صحيحة والعمل بها.. كما نبحث إعداد منهج يثري المعرفة والثقافة السياحية لدي التلاميذ منذ مراحل التعليم الأولي وربطهم بتاريخ وطنهم وإثراء روح حسن معاملة السائح لإظهار أخلاق وثقافة المصريين.. وسوف نبعث برواد ومشاهير العمل السياحي للمدراس والجامعات كنماذج ناجحة تصبح قدوة.
مع المحافظات مشاريع مهمة
امتد تعاون الوزارة ليشمل المحافظات.. ليست السياحية فقط إنما التي تملك مقومات سياحية ولم تستغل الاستغلال الأمثل فبجانب تعاوننا ووزاة الأثار في المناطق الأثرية والدعم التي تقدمه الوزارة للمحافظات.. هناك خطط ومشروعات بدأناها وسنجني ثمارها قريبا.. فمثلا وفي إطار تفعيل التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان ستطلق شركة يونانية قريبا رحلات كروز بحرية ستشمل بورسعيد والإسكندرية.. وفي جنوب سيناء بدأنا تعاونا وخطة لتطوير السياحة الاستشفائية خاصة بمنطقة عيون موسي وحمامات فرعون بأفكار ومساهمة دولية.. وهناك جهد الوزارة في تطوير منطقة المنتزه بالإسكندرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.