تري الكاتبة د.نيفين محمد خليل في كتابها »المأثورات الشعبية في رسوم كتب الأطفال ومجلاتهم» أن المأثور الشعبي في هذه الكتب يؤدي دوره في ترسيخ الثقافة الشعبية لدي الأطفال، وذلك من خلال الصورة المعبرة والمستوحاة من جوهر المأثور الشعبي في مجالاته المتعددة، ومما لا شك فيه أن الطفل هو اللبنة الأولي التي تبني عليها مقومات المجتمع والركيزة التي تركز عليها دعاماته ويعد هو النواة الأولي في حياته من أهم وأدق الفترات التي تؤثر في بناء شخصيته، وإعداده لغد يجب أن يتم بشكل منظم ومدروس، من خلال ما نقدمه له من رعاية ثقافية وتنشئة اجتماعية سليمة وغرس القيم التربوية وترسيخ الانتماء الوطني عبر تجسيد ملامح شخصيتنا القومية وخصائص مجتمعنا المصري، وتزخر المأثورات الشعبية بكنوز من القيم والمضامين الإيجابية التي يمكن استلهامها بمختلف عناصرها بشكل واع في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل بما يوافق متطلبات العصر بهدف تنمية مدارك الطفل والارتقاء بثقافته. وتقول نيفين في كتابها الصادر في سلسلة التراث الشعبي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب: تعد رسوم الكتاب أحد الأساليب التربوية التي تلعب دورا مهما في بناء شخصية الطفل وتشكيل وجدانه، وتعمل علي تأكيد الانتماء الوطني لديه. فمعظم الأطفال يفضلون رؤية الرسوم التي تأخذهم إلي آفاق بعيدة، كما تقوم رسوم الأطفال في المجلات أيضا بدور أساسي في إعطاء الطفل تصورات وخيالات تخرج به من عالم الواقع إلي آفاق من التصور، وتساعده علي تنمية خيالاته، وتسهم الرسوم الفنية بشكل خاص في قصص الأطفال في إطلاق العنان لتلك التصورات الخيالية، كما تساهم أيضا في تنمية المدارك الحسية وتجسيد القصة المقدمة للطفل، فبقدر جودة الرسم ووضوحه، بقدر ما يعي الطفل محتوي القصة، فالكتاب المصور والمجلة يعد كل منهما وسيطا يجمع بين النشاط العقلي والوجداني، فهما ترجمة بصرية للصورة الخيالية في إطار القصة، كما أنهما ترجمة للأفكار والمعاني الموجودة في جوهر القصة، وتعتبر إحدي الوسائل الجيدة لتعريف الطفل بثقافته الشعبية، فالثقافة التي تبث للطفل بخطة منهجية هي أولي خطوات تأكيد الانتماء القومي.