فنان كبير بشهادة أكشاك الكهرباء

أحمد ابن الأقصر حولها إلي متحف مفتوح يسر الناظرين

أحب الجمال فسعي إلي تحويل كل ما حوله إلي لوحة فنية رائعة تثير إعجاب الناظرين بدلا من حالة التلوث البصري التي يرونها بالشوارع بسبب رؤية صور الإعلانات والرسومات القبيحة علي الأسوار والجدران وعلي محولات الكهرباء، وكما يقول لنا أحمد حسانين 29 سنة، ابن محافظة الأقصر، فقد عشق الفن والرسم وأراد أن يثبت أن لخريجي كلية الفنون الجميلة دوراً مهما وبارزا في تجميل الشوارع علي أرض الواقع وبأقل الإمكانيات المادية، ويقول: كنت أقول لنفسي دائما لماذا لا نكون كأجدادنا الفراعنة نحافظ علي شوارعنا ونزينها بأجمل المناظر الخلابة التي تتواجد في محافظة الأقصر وتتميز بها؟ و يوضح أحمد أنه بالرغم من تعيينه في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بوزارة الإسكان، إلا انه لم يكتف بذلك فعمل أيضا مهندسا للديكور، بسبب حبه الشديد للالوان، كان يسعي دائما لتغيير جميع الاشكال القبيحة وجعلها مبهجة للمواطنين، ويشير أحمد إلي أنه عندما كان يتجول في الشوارع ورؤيته لمشهد الكتابة علي الجدران وواجهات المحلات التجارية وصور الإعلانات التي تملأ واجهات أكشاك الكهرباء يشعر بالغضب ويقول: عندها تذكرت أحد أصدقائي الأجانب، ماذا كان يفعل عند رؤيته لهذا المشهد في الخارج وقلت: »ليه مرسمش علي كشك الكهرباء وأحوله للوحة فنية في الشارع بحيث يصبح منظره جيدا للناس مثل الخارج»‬، حينها قرر تنفيذ فكرته وتحويل جميع أكشاك الكهرباء إلي مناظر طبيعية جذابة تبهر المواطنين وخاصة البسطاء من أجل رسم ابتسامة إعجاب علي وجوههم ومنذ عام 2015 وحتي الآن يعمل أحمد علي تحويل الأشكال القبيحة إلي أشياء مبهجة تفرح المواطنين وخاصة الأطفال، ولا يقتصر رسمه علي أكشاك الكهرباء فقط فهو يرسم جداريات كبيرة أيضا يكون لها علاقة بكل مدينة وطابعها الخاص، بجانب التركيز علي التصميمات بعناية بحيث تكون مفهومة للناس إلا أن هناك الكثير من الشباب الفنانين يقومون بالرسم في الشوارع ولكن الفرق بين رسوماته وأعمالهم هو الأحساس في الرسم والأشياء الملموسة التي تظهر للمواطن العادي عند رؤيتها، ويشير أحمد إلي أنه عقب التعيين كمصمم ديكور واصل عمله في تحويل أكشاك الكهرباء إلي مناظر طبيعية ليس في القاهرة فقط ولكن في بعض المحافظات والمدن الجديدة أيضا بداية من مدينة توشكي الجديدة إلي محافظة أسوان ومدينة طيبه بالأقصر في قبلي ثم اتجه إلي محافظة القاهرة ونفذ العديد من الاعمال الفنية الرائعة، ويؤكد أن الرسم علي أكشاك الكهرباء تحتاج إلي خامات طويلة العمر ضد الماء والشمس وتتحمل درجات الحرارة العالية والرطوبة والأمطار لفترات من الزمن.. يتمني رؤية رسوماته علي أكشاك الكهرباء وكأنها معرض مفتوح علي مرأي الجميع حتي يتمكن من رؤيته البسطاء أثناء سيرهم في الشوارع دون دفع رسوم مالية.