أيام وتنطلق الدورة الاربعين من عمر مهرجان القاهرة السينمائي والذي يعد المهرجان الأقدم والأبرز في المنطقة ؛ والذي ظل محافظا علي قوته وتألقه لسنوات عديدة إلي أن تعرض لمجموعة من الهزات العنيفة سواء كانت في اختيار قيادات تديره كان أكبر من قدراتها أوبسبب تخلي الدولة عن دعمه بالشكل المطلوب؛ وعندما أصدرت وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم قبل شهور قرارا باسناد مهمة إدارة المهرجان إلي قيادة جديدة وهوالسيناريست والمنتج محمد حفظي والذي خبرته في ادارة المهرجانات لا تتعدي سواء ادارة دورة واحدة لمهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية؛ رغم ذلك سادت حالة من التفاؤل اعتمادا علي خبرته في مجال الانتاج والتوزيع والتسويق ومتابعته الدائمة للمهرجانات الكبري مكنته من تكوين شبكة واسعة من العلاقات يمكن ان يستفيد منها في ادارة القاهرة ؛ وتعلقت الآمال عليه في امكانية اعادة البريق والتألق للمهرجان ؛ ولم يخيب »حفظي» الظن فقد لوحظ أثناء الاعداد لهذه الدورة أن لديه طموحات كبيرة ليخرج بالمهرجان من النفق المظلم الذي تعرض له في السنوات الاخيرة ؛ لذلك عقد السينمائيون والمثقفون العزم علي دعمه واعتبروا ذلك بمثابة واجب علي الجميع من أجل عودة المهرجان لسابق عهده كواحد من أهم المهرجانات في العالم ؛ الي أن جاءت سقطة إختيار الصهيوني»كلود ليلوش» للتكريم فانتفض الجميع وتصدوا لهذا التكريم بقوة وبعد سجال عنيف بينهم وبين ادارة المهرجان التي اضطرت للرضوخ والغاء التكريم ؛ ولكنها لم تقم باصدار بيان بالغاء التكريم واكتفت بمقابلة تليفزيونية لرئيس المهرجان يعلن فيها اعتذار»ليلوش»عن التكريم وليس الالغاء؛ كأنه يستكثر أن يعطي المهرجان شرف الغاء تكريم هذا الصهيوني ؛ وفي محاولة لحفظ ماء الوجه فقط. وقد كشفت هذه الازمة حسب ما يتردد في الكواليس أن من طرح اسم»ليلوش» احدي شركات التسويق السينمائي والتي دخل معها المهرجان في شراكة شبه معلنة تتيح لها المشاركة في ادارة الدورة الاربعين؛ واعتقد ان كان ذلك حدث فهي بمثابة سقطة لادارة المهرجان وتجاوز لاختصاصات اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان واتمني الا يكون هذا الامر حقيقيا ؛ لان معناه ان هذه الشركة تسعي لمصالحها ؛ والا لما دخلت هذه الشراكة مع المهرجان من الأساس. ملاحظة: حالة الصمت الرهيبة لوزيرة الثقافة ومسشارها لشئون السينما د.خالد عبد الجليل تجاه أزمة تكريم »ليلوش» لا يوجد ما يبررها خاصة أن الوزارة هي الجهة المنظمة للمهرجان بشكل مباشر؛ فلم تصدر الوزيرة بيانا توضح موقفها ولم يخرج علينا مستشارها بتصريح واحد يواجه به هذه الازمة .. لعل المانع خير ؟