أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، أمس ، مراجعة تكريم المخرج الفرنسي "كلود ليلوش" ، عقب ما أثير حوله من تبنيه أراء مناهضة للقضية الفلسطينية وتأييد للكيان الصهيوني . وقالت اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان في بيان ، إن إدارة المهرجان راجعت كل تصريحات ليلوش، خلال تلقيه دكتوراه فخرية من جامعة إسرائيلية مؤخرا، ووجدها في نطاق "المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة" ، مطالبة بتزويدها بأي "وثيقة تتضمن موقفا سياسيا معلنا لكلود ليلوش ضد القضية الفلسطينية أو حقوق الشعب العربي، سواء كانت تصريحا سياسيا، بيانا قام بالتوقيع عليه، أو أي شكل آخر للتضامن السياسي مع الموقف الإسرائيلي". وقد أعلنت إدارة المهرجان في وقتًا سابق تكريم "ليلوش" في افتتاح الدورة ال 40 للمهرجان، في الفترة ما بين 20 إلى 29 نوفمبر المقبل ، الأمر الذي أثار زوبعة من الانتقادات بسبب أراءه المعروف بدعم الصهيونية، وتم تداول صور له أثناء تكريمه في تل أبيب وحصوله على الدكتوراه الفخرية هناك. وذكرت صحيفة عربية ،إن "ليلوش" كثيرًا ما قال إنه يعتبر "إسرائيل" وطنه الثاني ، بالرغم من أصول أبيه الجزائرية. فقد كان والده يهوديا من الجزائر، وكانت أمه مسيحية من نورماندي ولكنها اعتنقت اليهودية بعد زواجها. مشيرة إلى أن حبه للكيان الصهيوني أنطبع على العديد من أفلامه مثل "الآن يا حبيبتي" (1974) الذي يبرر السياسة العنصرية الصهيونية، ويتاجر فيه كثيراً بقضية الهولكوست. وأعرب الناقد السينمائي مالك خوري عن اعتراضه واستنكاره تكريم "ليلوش" عبر حسابه على "فيسبوك" ، قائلًا : "تسويق إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لمخرج معين عبْر تحوير وتزييف موضوع مهم في تاريخ السينما، عمل لا ينمّ عن مهنية، بل إنه يعبّر عن هبوط واضح في مستوى التعاطي مع قضايا تؤثر في سمعة المهرجان، كما يعكس استهزاء وعدم احترام عقول وثقافة محبّي هذا المهرجان". وتساءل مالك في تدوينة أخرى "ماذا سيكون موقف فاتن حمامة حينما تعلم أن جائزة تحمل اسمها ستقدم لشخص صهيوني؟". بينما تساءل المنتج محمد العدل على صفحته الشخصية على "تويتر" عن احتمال إلغاء التكريم، قائلاً: "أفيدونا، فوجئت باعتراض البعض على تكريم كلود ليلوش في مهرجان القاهرة السينمائي، مستندين إلى حوار له في جريدة إسرائيلية أثناء عرض فيلم له هناك". وأضاف: "من يعرف أي معلومة موثّقة عن صهيونية الرجل، أتمنى أن يدلنا عليها حتى نأخذ الموقف المناسب، مع العلم أن فناني العالم يذهبون إلى إسرائيل، بشكل عادي". وليلوش، ولد في باريس عام 1937، ويعتبر أول من صور أفلامه بنفسه فى الستينيات بكاميرا واحدة كان يحملها على كتفه، وتجاوزت مجموعة أفلامه التي أخرجها الستين فيلما ما بين روائية ووثائقية وقصيرة.