لن أنسي هذا اليوم العظيم ما حييت. إنه السادس من أكتوبر 1973. أجمل أيام العمر. الكل يلتف حول الراديو للاستمتاع ببيانات النصر. مشاعر الفخر والعزة والشموخ والكرامة تملأ النفوس. نجتمع وأقراني التلاميذ حول جريدة الأخبار لنتابع بطولات جيشنا الذي أبهر العالم بالعبور العظيم. يتولي أحدنا قراءة البيانات العسكرية بصوت عال، بينما يستمع الباقون بإنصات مغلف بسعادة غامرة كلمات موجزة معبقة ببطولات وإنجازات رجال مصر علي خط النار.طائرات العدو الصهيوني تتساقط.وطوابير الأسري الإسرائيليين تسر الناظرين. أيام لم يفكر فيها أي مصري..ماذا يأكل ويشرب؟ فالكل مشغول بمتابعة اخبار النصر واسترداد الأرض والكرامة. لقد أصبح السادس من أكتوبر 1973 يوما محوريا في تاريخ مصر الحديث.ففي هذا اليوم حطم الجيش المصري أسطورة »الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر» التي روج لها الصهاينة.كمانفض المصريون غبار الانكسار والهزيمة في نكسة 1967. وتحولت مصر في نظر القوي الغربية من دولة ضعيفة منهزمة، ليس أمامها سوي القبول بالفتات من حقوقها، إلي دولة قوية قادرة علي استرداد حقوقها كاملة وفرض إرادتها بقوة السلاح.وكان طبيعيا تجاوب قادة الكيان الصهيوني سريعا، مع مبادرة السادات للسلام، والانسحاب من سيناء الغالية.لقد أثبت المصريون يوم العبور- فعلا لا قولا -أنهم خير أجناد الارض، وأن مصر صاحبة أعرق حضارة علي وجه الأرض، قد تمر أحيانا ببضع سنوات عجاف،لكنها ما تلبث أن تعود أكثر قوة وأعظم قدرة علي التحدي والإنجاز. تحية لرجال أكتوبر،الشهداء منهم والأحياء. تحية لرجال الجيش والشرطة المشاركين في العملية الشامله سيناء 2018. تحية للمواطن المصري،الذي يؤكد يوما بعد يوم،أصالته ووطنيته وتحضره. تحيا مصر.