الغمز واللمز بدأ مبكرا.. ومع كل قرار خاطئ لحكم فاقد التركيز تنهال الاتهامات.. وتسن السكاكين وتبدأ حفلات »التقطيع» في الحكام.. البعض يتهمهم بتعمد الأخطاء.. والبعض الآخر يرفض أن يلتمس لهم الأعذار.. أما لجنة الحكام التي من المفترض أن تكون حائط الصد الأول للدفاع عن الحكام فأنها تقف موقف المتفرج بل تلقي البنزين علي النار.. بقرار متسرع باحضار حكام أجانب.. لأي مباراة كبيرة.. أو صغيرة طالما هناك من يملك الدولارات.. وقبل أن يسقط الحكام في »الفخ الكبير» وقبل أن تقرأ الفاتحة علي روح الدوري سارعت »أخبار الرياضة» إلي عقد أولي ندواتها لإنقاذ التحكيم والحكام من مصير أسود قد ينتظرهم.. وقبل انقاذ الحكام يأتي الهدف الأكبر بإنقاذ أقدم وأعرق مسابقة للدوري في الوطن العربي. تحت عنوان »العادلة المفقودة» دارت مساجلات ومداخلات مهمة لتوصيف الأزمة وعلاجها! فجأة وبدون مقدمات.. عاد التحكيم لصدارة المشهد الكروي في مصر، وبرغم من أننا في الأسبوع التاسع، إلا أن التحكيم انتقد وبشدة من الصافرة الأولي.. أحيانا بسبب الحكام أنفسهم، وأحيانا لاعتبارات أنهم »الحيطة المايلة»، ليس لهم ظهر يستندون عليه، ولا أب يبعد عنهم من يكيل لهم الاتهامات. وبرغم من اقتراب »أخبار الرياضة» من مرور 30 عاما علي صدورها إلا أن مشاكل التحكيم المصري عبر 3 عقود لم تتغير، ولم تتبدل، وهو ما يجعل علامات الاستفهام والتعجب تتضخم بشكل تنفجر فيه مع كل موسم. هذا الموسم زادت فيه الضغوط بشكل كبير.. »أخبار الرياضة» بدورها التنوير الذي تحمله منذ انطلاقها استضافت نخبة من قضاة الملاعب في مصر، لتشخيص المرض العضال، فهم أهل البيت والأجدر بوضع أيدينا علي أسبابه بدون »لف أو دوران» وبدون مجاملات أو مهاترات، وبالطبع من يشخص المرض، ويحدد أسبابه يجب أن يكتب روشتة علاجه، وهو ما سعينا إليه باستضافة القامات الكبيرة.. الحكام الدوليين أحمد عودة وفهيم عمر وسمير محمود عثمان، توفيق السيد، أيمن دجيش، عادل عقل، وكانت مفاجأة الحضور الاعلامي أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة السابق. 6 قامات من الحكام المعتزلين المشهود لهم بالكفاءة عندما كانوا يديرون مباريات لكرة القدم علي مدار عشر سنوات أو أكثر حرصوا علي تلبية دعوة »أخبار الرياضة» وحضروا أولي الندوات.. كل منهم أدلي بدلوه.. احتفلوا في التشخيص وتضاربوا في الآراء.. واحتدم بينهم النقاش أثناء الندوة الساخنة لكنهم اتفقوا علي أمرين مهمين الأول تحت عنوان »العدالة التحكيمية في ورطة» والأمر الثاني أن الأزمة مستحكمة والجميع لا يملك رفاهية الوقت للإصلاح وأن »سمعة الحكام في خطر» وأن الأمر جد خطير.. الأمر الثالث الذي اتفق عليه ضيوف »أخبار الرياضة» كان عدة توصيات عاجلة.. لإنقاذ قضاة الملاعب ومن قبلهم مسابقة الدوري الممتاز.