أحبه الجميع كبارا وصغارا .. فقد اعتاد احترام وتوقير الكبير ومساعدة الصغير .. تحمل المسئولية منذ نعومة أظفاره لم يتأخر يوما عن مساعدة من لجأ إليه. زملاؤه يثقون به ويحكون له همومهم فقد اعتادوا منه الحكمة وبعد النظر ..كان فخر شباب قريته برق العز مركز المنصورة والقري المجاورة لها . ورغم إدراكه للمخاطر التي كانت تواجهه هو وزملاءه بسيناء إلا أنه لم يهب المواجهة لحظة ما بل طلب مد خدمته بها بعد أن قرر الثأر لزملائه الشهداء من أبطال الجيش والشرطة . انه البطل الشهيد نقيب الشرطة محمد جودة السواح الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي والذي تم ترقيته استثنائيا لرتبة الرائد عقب استشهاده. تخرج في كلية الشرطة عام 2011 واستشهد في 23 أكتوبر2015 في سيناء. متزوج ولديه ابنتان بتول وعمرها 5 سنوات وفريدة 3 سنوات والتي ولدت بعد استشهاد والدها حيث كان ينتظر ميلادها وهو من أسماها قبل استشهاده وقبل ميلادها . والده متوفي منذ أن كان طالبا بالسنة الثالثة بكلية الشرطة .. والدته منال صابر علي ربة منزل وشقيقته الكبري عفاف حاصلة علي ليسانس كلية الآداب ومتزوجة وشقيقه الأصغر عمار بالصف الثاني الإعدادي . زوجة الشهيد أماني محمد فياض والحاصلة علي ماجستير في القانون والتي تزاملت معه في دراسة الماجستير تتذكر جانبا من حياة زوجها الشهيد وقالت: كان نعم الزميل والزوج والأب وبالتأكيد نعم البطل الذي لم يتردد لحظة في الدفاع عن وطنه وتروي دماؤه الذكية تراب سيناء الحبيبة. وتضيف محمد كان أخلاق نبيلة تمشي علي الأرض وهو يستحق المكانة اللي هو فيها وأكثر .. عشان كده أنا مش مستغربة من حب الناس له لدرجة أنهم عملوا ميدان وسموه باسمه وصوره في كل مكان حتي هناك محلات تم تسميتها باسمه بل إن الكثير من شباب القرية أطلقوا اسمه علي مشروعاتهم بجانب مدرسة القرية التي تم إطلاق اسمه عليها عقب استشهاده .. وكان بيتعامل مع أبناء القرية جميعا كإخوة له .. حتي الشباب المنحرف تعامل معهم بأسلوب إصلاحي حيث تمكن من إقناع من كان يتعاطي المخدرات بالإقلاع عن تعاطيها ولم يكن يتعالي علي أحد . وتستطرد :الشهيد كان متعلقا بابنتنا الكبري بتول وهي كانت متعلقة به جدا أما فريدة فلم تشاهد أباها ولم يشاهدها رغم أنه هو الذي اختار اسمها أثناء فترة الحمل وقبل استشهاده بأيام .. وكل يوم تقف أمام صورته وتقوللي دا بابا يعني أنا بنت البطل ..فأجيبها نعم . أما والدة الشهيد الحاجة منال صابر علي فلا تزال تعيش علي ذكريات ابنها حيث تحتفظ ذاكرتها بكل صغيرة وكبيرة عاشها معها منذ مولده حتي استشهاده . وتسترجع أيامه الأخيرة قائلة :آخر إجازة له كانت قبل استشهاده ب 11 يوما .. وكان يحدثني يوميا وأحيانا أكثر من مرة في اليوم الواحد وكأنه كان يستشعر لحظة الفراق . آخر مكالمة كانت يوم الاستشهاد وكان صائم »عاشوراء» وظل يوصيني علي اخوته وزوجته وابنته بتول كنت أستشعر أن هناك شيئا غريبا سيحدث حيث حدثني 5 مرات في ذلك اليوم . وتقول :صورة محمد لا تفارقني للحظة واحدة لا أنسي أنه طلب مد خدمته بسيناء رغم إدراكه للمخاطر الشديدة بها ودايما يقول لي : لازم أجيب حق زملائي الشهداء .. لازم نحمي بلادنا من الإرهابيين واللي واقفين وراهم . يا أمي إحنا رجالة لو مش نحمي بلادنا مين اللي هيدافع عنها . وتضيف :نعم أنا أم البطل .. وفخورة بأني أم البطل ليل ونهارو كل الناس تفكرني بمواقفه وشهامته . لم يتعال يوما علي أحد .. كان يحترم الكبير والصغير حتي العساكر اللي كانوا معاه قالوا حاجات زي الأساطير وازاي كان بيحل لهم مشاكلهم وازاي كان بيعاملهم . فعلا كان بطلا وكلنا هنفضل فخورين بيه وليل ونهار بدعي ربنا أن يجمعني به في مستقر رحمته .