كل مجتمع من المجتمعات له عاداته وتقاليده في حل الخلافات والمشاكل التي تحدث بين الأسر والعائلات المختلفة، وفي محافظة مطروح التي تقطنها قبائل أولاد علي الممثلة في خمس قبائل كبري، تضم علي الأبيض وعلي الأحمر والقطعان والسننة والجميعات، ويحكمها نظام عرفي متبع منذ مئات السنين يسمي »الدربة ' أو »دربة أولاد علي» ويلتزم بها أبناء القبائل، وتعتبر أقوي من القانون، ومن أهم القضايا المعنية بها هي القتل سواء العمد أو شبه العمد أو القتل الخطأ، ووفقا ل »دربة أولاد علي»، نجد أن القبيلة التي تقوم بالقتل، ينزل أفراد عائلتها علي قبيلة أخري ويقيمون عندها فيما يسمي النزالة، وتستمر لمدة عام علي الأقل ولا يحق للقبيلة المقتول منها التعدي علي أفراد القبيلة القاتل منها احتراما للعادات والتقاليد . وكانت آخر حكايات تلك الشريعة الاجتماعية نجاح جهود القيادات الشعبية بالتنسيق مع أجهزة الأمن بمديرية أمن مطروح قبل أيام في عقد صلح وجلسة تسامح في بيت العمدة محمد أبو خريطة، وإنهاء خصومة ثأرية بين قبيلتي العشيبات والمعابدة، لإنهاء خصومة ثأرية استمرت نحو 13 شهرًا، حيث تم عقد مؤتمر حاشد بمدينة مرسي مطروح، حضره مساعد وزير الداخلية لأمن مطروح، اللواء هشام نصر وعضوا مجلس النواب عن الدائرة الأولي بالمحافظة، سليمان فضل، ومهدي العمدة، ولفيف من عواقل وحكماء القبائل البدوية . وجاء توقيع الصلح النهائي بعد الاتفاق الذي أبرم بين العائلتين بالاحتكام إلي لجنة شرعية محايدة برضا الطرفين لإنهاء تلك الخصومة، ولم الشمل بين أبناء القبيلتين، وحقن الدماء وإصلاح ذات البين، وتأكيدًا علي روح التآلف والمحبة، وترسيخ ثقافة التصالح والمودة بين الجميع، وحل الخلافات بالعقل والحوار والرجوع إلي العقلاء والحكماء . وتعود الخصومة للعام الماضي علي إثر مشادة كلامية بين أحد أفراد بيت عائلة أبو جراصة من قبيلة العشيبات وأحد أفراد قبيلة المعابدة بنطاق قسم شرطة سيدي براني غرب محافظة مطروح، وتطورت المشادة الكلامية إلي القتل الخطأ، الذي أسفر عن مصرع ابن قبيلة العشيبات، وقامت عائلة القاتل بالنزول علي عائلة العمدة سعيد أبو تمر من قبيلة الصناقرة، بالكيلو 35 طريق مطروح الإسكندرية، لمدة عام، وبدأت مساعي الصلح بين طرفي النزاع والاحتكام إلي الشرع، وأسفرت تلك المساعي عن إبرام الصلح بينهما، والموافقة علي حكم الشرع ودفع الدية والتي تجاوزت المليون جنيه .