الثلاثي » يوسف الشريف والمخرج أحمد جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف» لهم صولات وجولات في الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة، وحظت المسلسلات التي قدموها معا بشعبية ضخمة حققت ليوسف الشريف تحديدا نجومية وجماهيرية لم تمنحها له أعماله في السينما ورغم أن آخرها »العالمي» حقق نجاحا كبيرا عند عرضه منذ تسع سنوات إلا أنه لم يستثمر هذا النجاح سينمائيا،و لم يستمر، ووليّ وجهه إلي قبلة التليفزيون حتي أصبح من فرسانه الأوائل.. ويبدو أنه شعر بأنه ربما حان الوقت ليعكس اتجاهه ويستثمر جماهيريته الكبيرة في السينما فعاد، ومعه شريكاه في معظم مسلسلاته التي حققت نجاحا ضخما »عمرو سمير وأحمد جلال» واختار الثلاثي نفس النوعية التي تميزوا فيها التشويق والأكشن فكان »بني آدم» فكرته ليوسف الشريف، وهو فيلم مستنسخ من مسلسلاته »كفر دلهاب»، »الصياد»،»لعبة إبليس»،»القيصر» باختلاف التفاصيل تبدو الأجواء المسيطرة عليها واحدة تقريبا خاصة ومعظمها تأليف عمرو سمير. يبدو أن الثلاثي دخلوا مغامرة غير محسوبة في » بني آدم » دون اكتراث بأن ما يجوز وينجح في الدراما التليفزيونية لا يضمن نفس النجاح في السينما بالعكس ربما يكون سبب فشله، وقد كان، وخيب الفيلم آمال جمهور يوسف الشريف الذي كان من اليوم الأول في دور العرض ليخرج محبطا مصدوما في نجمه الذي كان أداؤه باهتا والفيلم الذي سقط في بحر الغموض والارتباك، حتي التشويق الذي تميز به المؤلف في أعماله السابقة كان غائبا فالأحداث تبدو محروقة مكشوفة وأسبابها مفتعلة دون منطق، والأكشن لعبة المخرج أحمد جلال كان تنفيذه ساذجا تقليديا، وتاهت كل التفاصيل والعناصر وسقط السيناريو في فخ الملل ودخل الجمهور معه في متاهة لا لزوم لها. يبدأ الفيلم بعصابة تسرق بنك بشكل ساذج جدا، يقودها آدم (يوسف الشريف) الذي يختلف مع احد اعضاء العصابة (خالد كمال) اختلاف مقحم نتوقع من خلاله أنه سيكون الخيط الذي يكشف الجريمة ويتسبب في ايقاع العصابة بسبب دافع الانتقام وبالفعل يتصل بالمباحث ويكشف سر الجريمة للعقيد الشربيني (احمد رزق)، بعدما نكتشف ان الأب الروحي والعقل المدبر للعصابة هو الأستاذ (أستاذ جامعي معتزل) ابنته (هنا الزاهد) مدمنة مخدرات تكره والدها البخيل وبلا سبب تبدو معجبة بآدم لندرك من اللحظة الأولي أيضا أنها ستكون سببا في كشفه أمام زوجته الساذجة (دينا الشربيني) التي عاشت معه أحد عشر عاما ولم تعرف أنه مجرم خطير، وتتوالي الاحداث مقحمة بلا منطق يرويها آدم لشخص نتصور أنه طبيب نفسي (بيومي فؤاد) فنكتشف في النهاية أنه ميت وأن جميع الشخصيات تقريبا قد ماتوا ويبدأ السيناريو في كشف الألغاز ويزداد الفيلم سذاجة وكآبة وارتباكا بدلا من الغموض والتشويق، وينعكس الارتباك والتشويش علي أداء الممثلين فكانوا في أسوأ حالاتهم بداية من يوسف الشريف فرس الرهان مرورا بأحمد رزق الذي كان أداؤه باهتا جدا ودينا الشربيني التي تاهت تماما وبيومي فؤاد الذي سيطر عليه الافتعال، أما محمود الجندي فنجح في رسم كاراكتر للشخصية بصوته وأدائه لكنه كان مبالغا في تعبيراته، الماكيير أيضا ساهم في حالة السقوط العام فلم نشعر بوجود في الفيلم للماكيير وهي إنجي علاء زوجة النجم الشريف، الكل تعامل مع الفيلم بروح الدراما التليفزيونية ولم يخرج من تلك الدائرة المحبطة إلا الموسيقي التصويرية لعمرو اسماعيل.