إقبال ضعيف علي محلات الذهب شهدت أسواق المشغولات الذهبية إقبالا متوسطا علي الشراء خلال الساعات الأخيرة من عيد الأضحي المبارك الذي يكثر فيه الأفراح وشراء الشبكة والهدايا.. منذ الأسابيع الماضية شهدت أسعار الذهب انخفاضات متتالية لم تحدث منذ 2017 ولكن الأسعار مازالت غير مرضية للتجار والمواطنين. التجار أكدوا أن حركة المبيعات بدأت تنشط خلال الأيام الحالية ولكن بشكل طفيف وبدأت تنخفض ظاهرة بيع الذهب أيضا من قبل المواطنين وبدأ يتردد علي محلات الذهب ولكن الأغلبية للفرجة فقط، التجار يشكون حالهم من ضعف الإقبال خاصة أنهم كانوا يأملون تعويض خسائرهم التي تكبدوها خلال الشهور الماضية، المواطنون أكدوا أنهم يلجأون إلي الشراء للضرورة فقط لأنه رغم الانخفاضات الأسعار مازالت مرتفعة جدا.. »الأخبار» تجولت في شارع الصاغة الشهير بالحسين لمعرفة الأسعار ورصد حركة البيع والشراء قبل الساعات الأخيرة من العيد.. لاحظنا أن هناك إقبالا متوسطا علي الشراء وأيضا حالة من الإحباط والاستياء تسيطر علي وجوه التجار الذين كان ينتظرون أيام العيد ليعوضوا خسائرهم.... وظاهرة جديدة انتشرت بشارع الصاغة فنظرا لقلة الزبائن خرج التجار من محلاتهم ووقفوا علي النواصي يدللون علي بضائعهم لاصطياد الزبائن كما أن هناك محلات ذهب غيرت نشاطها من ذهب إلي فضة. ويقول إيهاب وصفي رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الغرف التجارية أن حالة السوق أصبحت تنشط بشكل متوسط مع زيادة طفيفة في الإقبال علي شراء عيار 21 بعد انخفاض أسعار الذهب محليا ولكن العاملين بالقطاع مازالوا غير راضين عن أداء السوق هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة. وأضاف أن حركة المبيعات المحلية انخفضت بنسبة 70٪ تقريبيا عن سابق عهدها قبل يناير 2011 مع ضعف الاقتصاد والهبوط الحاد في الحركة السياحية التي كانت تشكل نسبة 5٪ من إجمالي حجم المبيعات المحلية. والتقينا أحمد عبد الحميد تاجر ذهب وقال إنه رغم أن أسعار المشغولات الذهبية في حالة من الانخفاضات المتتالية خلال الشهر الماضي إلا انها استقرت استقرارا نسبيا وارتفعت بقيمة 4 جنيهات منذ أمس خلال الأيام الماضية في الجرام الواحد إلا أن أسعار الذهب مازالت مرتفعة جدا تفوق دخول المواطنين فقد سجل الجرام عيار 18 نحو 507.85 جنيه وعيار 21 سجل نحو 592.50 جنيه وعيار 24 سجل 677.15 جنيه والجنيه الذهب سجل 4740 جنيها وبلغ سعر الأوقية العالمية 1178 دولارا. وأوضح أن حركة البيع في السوق دائما مرتبطة بالأفراح بشكل موسمي متوقعا أن يكون هناك إقبال متزايد علي شراء الذهب مع الأيام القادمة، وأكد أن التجار ينتظرون موسم الأعياد لأنه يحرك عجلة المبيعات حتي ولو كانت ضعيفة، وقال إن الإقبال علي شراء طقم الشبكة تراجع بسبب ارتفاع أسعارها حيث إن أرخص طقم يتكون من إسورة خفيفة الوزن وخاتم ودبلة ومحبس وحلق وعقد لا يقل سعرها عن 50 ألف جنيه.. وأوضح أن ثمن الخاتم والدبلة والمحبس لا يقل سعرهما عن 12 ألف جنيه وهو المبلغ الذي كان يشتري به شبكة كاملة، كما أن عادات الشراء اختلفت حيث أصبح الزبون يكتفي بشراء قطعة أو قطعتين علي الأكثر. وقال إن السبب وراء انخفاض الذهب هو تراجعه عالميا وكذلك ثبات سعر صرف الدولار أمام الجنيه وأكدوا أيضا أن أسعار الذهب انخفضت بالتزامن مع انخفاض سعر الأوقية في السوق العالمي. ويقول الجواهرجي عفيفي جرجس إنه من المعروف في مثل هذا التوقيت من كل عام نبيع ما لا يقل يوميا عن كيلو ذهب والذي كان يبلغ 350 ألف جنيه ولكن حاليا لو وصل حجم مبيعاتي 70 ألف جنيه في أيام الموسم يكون إنجازا كبيرا مؤكدا أن الزبون الذي يدخل اليوم لشراء شبكة اختفي تماما وأصبح الزبون يكتفي فقط بشراء خاتم ودبلة، وقال إن مبيعات تجار الذهب في مصر انخفضت بنسبة 90% خلال الفترة الأخيرة بسبب الارتفاعات غير المبررة للذهب الأمر الذي دفع العديد من تجار الذهب إلي إغلاق معظم محلاتهم وآخرين اضطروا إلي تغيير نشاطهم إلي محلات فضة. ملاذ آمن من جانبه قال علي السرجاني تاجر مجوهرات إن الاستثمار في الذهب يعتبر ملاذا آمنا لكبار وصغار المستثمرين متوقعا أن الفترة المقبلة ستشهد إقبالا كثيفا علي الاستثمار في الذهب خاصة بعد تذبذب أسعار البورصات العالمية وانخفاض أسعار الفائدة في البنوك الأمر الذي سيجعل الكل يتجه في الاستثمار في الذهب. وأوضح أن المستثمر يقبل علي شراء السبائك الذهبية أكثر من الجنيه الذهب والمشغولات لأنها لا تخضع للمصنعية والضرائب مشيرا إلي أن الاستثمار في الذهب له عائد ربحي علي المدي البعيد والاستثمار في الذهب يعد أحد أهم الموروثات الشعبية في مصر حيث إن العائلات دائما كانت تشتري الذهب ليكون ضمانا وحماية من تقلبات الزمن، وقال إن السبائك الذهبية في متناول الجميع حيث إن أوزانها تبدأ من جرام واحد. يقول رفيق عباسي جواهرجي ورئيس شعبة الذهب بالغرفه التجارية إن سوق المشغولات الذهبية علي مستوي الجمهورية يشهد حالة من الكساد غير الطبيعي نتيجة ارتفاع الأسعار والتي تسببت بشكل مباشر في إغلاق أكثر من 90 % من الورش.