الحج في الإسلام ليس مجرد شعيرة يؤدي فيها المسلم ما أمره الله به من طواف ووقوف بعرفة وسعي بين الصفا والمروة وغيرها من المناسك، ولكنه رحلة روحية وقلبية قبل أي شيء آخر، رحلة تعمل علي تغيير المسلم إلي الأفضل وتغسل نفسه بالإيمان المتوضئ بالطاعة والخضوع لله رب العالمين.. وفي هذا التحقيق إنارة الطريق للحجاج. يؤكد د.محمد خلف أبورحاب كبير الأئمة بوزارة الأوقاف أننا نستمد دروس هذه الرحلة المباركة من قصة سيدنا إبراهيم »عليه السلام» عندما ترك زوجته السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل بوحي من الله سبحانه في مكان في الصحراء ليس به ماء ولا طعام هو مكان البيت العتيق ودار حوار بين السيدة هاجر وسيدنا إبراهيم تسأله »آلله أمرك بهذا؟» وانتهي بقولها »لن يضيعنا الله» وهنا درس لنا بأن الإنسان عندما يكون في معية الله ولديه يقين وإيمان قوي فلا يضيع وهذا غاية التوكل علي الله أما الضياع فيكون في البعد عن الله قال تعالي: »كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» فهي أمة ليست عرضة للفناء وإنما خلقت لتبقي ثابتة شامخة وكلمة السيدة هاجر تفتح أبواب الأمل في المستقبل وتطرد هواجس الاحباط واليأس، وعندما تركها سيدنا إبراهيم ورضيعها دعا لهما في هذا المكان الموحش بأن يشملها الله ورضيعها بحفظه ورعايته بقوله: »رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»، فما أحوج أمتنا إلي الدعاء باخلاص واضطرار إلي الله فالدعاء أحد أسباب النجاة وسعة الرزق والبركة يقول تعالي: »أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ»، ومن شعائر الحج دعاء عرفة خير الدعاء يردده الحجاج أملا في المغفرة، ولأننا نعيش في دنيا الأسباب فقد أخذت السيدة هاجر بالأسباب تضرب المثل بالسعي سبعة أشواط في أرض قاحلة لعلها تبلغ ماء أو طعاماً لرضيعها وفي ذلك عبرة لاستخدام كل الطاقات والمهارات والمواهب والإمكانيات التي منحنا الله اياها ولا نهملها أو نعطلها فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل علي الله. التهيئة النفسية أما الشيخ فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فيوضح أن الحج موسم طاعة أكرمنا الله بمعايشته فلابد أن نغتنمه ونعلم أولادنا أهميته وعظمته ليعيش البيت المسلم أحداث شعيرة الحج والركن الخامس من أركان الإسلام فيقوم الأبوان بجمع الأطفال وتعليمهم أن شهر ذي الحجة هو آخر شهر من شهور السنة الهجرية وسمي بهذا الاسم لانه تؤدي فيه فريضة الحج وأن هذه الفريضة تؤدي في مكةالمكرمة مرة واحدة في العمر وتكرارها يعد نافلة ومن لم يستطع الذهاب لادائها يمكن له القيام بأعمال عبادات كثيرة وهو في بلده منها الذكر وصلة الأرحام وتقديم الصدقات مع تلاوة آيات القرآن والأحاديث النبوية لأن ثواب العمل الصالح فيها كبير.. ويحرص الآباء مع ذلك علي التطبيق العملي فيشاهد الطفل مناسك الحج عبر شاشة التليفزيون مع شرح مبسط لمعني الطواف وعدد أشواطه حول الكعبة ومن أين يبدأ ثم شرح السعي بين الصفا والمروة. ويضيف: إن القدوة مهمة للصغار وعلينا تعليمهم عن طريق سرد قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام مع الفداء والتضحية بطريقة مشوقة لتثبيت معاني الانقياد والطاعة لله والوالدين.. ويمكن شراء القصص للأولاد الأكبر سنا وللتشجيع علي غرس هذه المعاني الجميلة نقدم ورق القص واللصق ليرسم الطفل صوراً للخراف ويقوم بتلوينها وعمل مجسمات للكعبة ونضعها في حجرته ليفرح بها أو مكان بارز في المنزل ليراها الجميع ولا مانع من تقديمها أيضا كهدايا لان هذه الوسائل العملية تساعد في تقوية الاعتزاز بالدين.