أبلُغ ذروة الفراغ أحتفظ بأقصي الهدوء وفي الوقت الذي تعمل فيه الأشياء المتعددة في اتساق أراقب العودة بهذه الطريقة ثم يعود كلٌ إلي جذوره وتسمي العودة للجذور بالسكون ويسمي السكون بالعودة للحياة وتسمي العودة للحياة بالثبات وتسمي معرفة الثبات بالاستنارة أما العمل بعشوائية، وفي جهل بالثبات ينذر بالسوء فتعطي معرفة الثبات منظوراً وهذا المنظور عادل والعدل هو قمة النبل وقمة النبل شيء مقدس وهذا الشيء المقدس هو الطريق وهذا الطريق أبدي وليس ثمة خطر فيه من الموت الجسدي لاو- تزو، تاو- تي- شينج، القرن السادس قبل الميلاد علي الرغم من أن بدايات الشاي كانت علاجية فقد كان بحث أطباء الأعشاب والمعالجين في الصين القديمة عن مادة للروح يوضع فيها بذور الفكر الطاوي من شأنه أن ارتقي بالشاي من مجرد علاج بسيط إلي شيء أقل مايقال عنه إنه كان مشروبا مقدسا وإكسير الخلود. لقد ازدهرت الطاوية أثناء فترة الدول المتحاربة (480 - 221 قبل الميلاد) الذي كان زمن فتنة كبري في الصين، ولإ أكثر من قرنين، جمع فيه قادة الحرب الجيوش والأسلحة الحديثة وغزوا دولاً مجاورة وحاربوا بعضهم بعضا حربا مريرة لا تنتهي ليزيدوا من سيطرتهم السياسية والعسكرية، وفي النهاية خرجت دولة الصين منتصرة علي كل الدول الأخري وأقامت أول إمبراطورية صينية موحدة في عام 221 قبل الميلاد. وتطور الفكر الطاوي جزئيا رد فعل للجو غير المستقر والمدمر في هذه الأوقات. لقد وجد أتباع الطاو أو الدرب غير مفتونين بطريقة العالم ملاذاً في التصوف وفي النمو الشخصي والروحي، لقد بحثوا عن الاتساق والانسجام بين الطبيعة والكون، ليعيشوا وفقا لمبدأ وو - وي الذي يذعن لنبع الحياة بدلاً من العمل ضده، وقد سعوا للعودة الكبري إلي الجذور إلي السكون الإزلي ووحدة كل الأشياء من خلال العيش في يقظة ذهن وبساطة. وبعد ذلك قرون في عام 1906 اعترف أوكاكورا كاكوزو مؤلف »كتاب الشاي» بهذه المعتقدات في ممارسات الشاي اليابانية وقال: إن »تناول الشاي هي الطاوية متنكرة»، كان مفهوم الروح الخالدة امتدادا طبيعيا لوجهات النظر الطاوية وكان البحث عن أي شيء يساعد في الوصول للخلود مبحثاً. رئيسا في الكيمياء الطاوية القديمة. ولان الطاويين يؤمنون بأنه يستحيل علي الروح أن تصل للخلود إذا ماكان الجسد غير صحي فقد أصبحت الرفاهية الجسدية عنصرا أساسا في الروحانيات والمفهوم الطاوي القديم عن تكامل العقل والجسد والروح من أجل صحة جيدة هي إحدي الدعائم الأساسية للطب الصيني حتي اليوم. عندما اكتشف المعالجون الشاي لأول مرة فقد تعجبوا من تعدد الفوائد التي يمنحها هذا النبات السحري. فقد كان يبقيهم منتبهين، يعالج جراحهم، وكان مكملا غذائيا لا يقدر بثمن، وكان مشروبا آمناً أكثر من الماء، وكان الشاي جيدا جدا علي الصعيد العالمي من أجل طاقة الجسم وحيويته وأيضاً من أجل الروح حتي اعتقد الكيميائيون الطاويون أنهم وجدوا الإجابة لبحثهم، وأصبح الشاي هو مكونهم للحياة الخالدة وأصبح الرهبان الطاويون أول ملاك لمزرعة الشاي بأنواعه. فقد بدأوا في زراعة الشاي حول محيط أديرتهم والتي كانت تبني دائماً علي ارتفاع مثالي لتنمو شجيرات الشاي وبالإضافة إلي أعشاب أخري كان الرهبان يزرعونه ويجمعونه واستخدموا الشاي علاجاً للقرويين الذين كانوا علي مقربة منهم وكانوا يعالجون الفقراء من الناس الذين لا يستطيعون تحمل نفقات زيارة الطبيب. فقد كانت الأديرة الطاوية مراكز اجتماعية وثقافية ونمت المجتمعات حولها فيما يشبه الطريقة التي نمت بها القري حول القلاع والكنائس في الغرب. وبمرور الوقت أصبح الشاي المشروب اليومي في الأديرة، واكتسب مكانة بين السكان عموماً، ومن هذا المنظور فيمكن عد الرهبان الطاويين أول دعاة لقيم الشاي في عوالم كل من الصحة والروحانيات ووفقا لقصة طاوية قديمة فحتي لاو تزو، وهو أبو الطاوية والمؤلف المزعوم لكتاب تاو - تي شينج المقروء علي نطاق واسع قد شوهد ومعه قدح من الشاي في يده قبل أن يرحل عن هذا العالم. فعندما أصبح لاو - تزو رجلا مسنا جدا رأي أن الناس قد تجاهلوا حكمته والتي بدأت تسير بعيداً نحو الغرب وعندما وصل إلي هان - باس وجد واحدا من أتباعه يدعي ين هسي في انتظاره، وقد أخبر ين هسي لاو - تزو أنه انتطره لفترة طويلة، وقدم لمعلمه قدحاً من الشاي وأقنعه أن يتوقف برهة ويكتب تعاليمه التي أصبحت ال تاو - تي - تشينج. وبالإضافة للبصيرة العميقة التي ينقلها هذا الكتاب المقدس لديهم؛فيعزي أيضا لهذه المقابلة في هان باس الفضل في أصل واحدة من أكثر الإيماءات الودودة والأكثر شيوعا في البيوت الصينية، وهي تقديم قدح من الشاي للضيف علامة علي حسن الضيافة، فهذا فعل طاوي مكتمل في بساطته.