سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عبدالعزيز بن أحمد سرحان.. الأمين العام للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية في حواره ل»الأخبار«: مشروع »سنابل الخير« تجربة رائدة ونموذجية لرابطة العالم الإسلامي في مجال الاستثمار الوقف
أمين الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية في حواره مع »الأخبار« الرابطة أنفقت أكثر من 60 مليون ريال في مشروعات خيرية بمصر نكفل 13 ألفت الت يتيم في 15 محافظة ونستهدف الوصول ل20 ألفاً شاركت رابطة العالم الإسلامي ممثلة في الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية بفعالية في المؤتمر التنموي للأوقاف الذي عقد مؤخرا في الأردن وقدمت نموذجاً مشرفاً لمشاريعها الوقفية وذلك في إطار سعيها لتكون مرجعية للأعمال الخيرية والإنسانية حيث اعتنت الهيئة بالاستثمار المحترف لتنفيذ برامجها ومشروعاتها لتنمية المجتمعات. » الأخبار» التقت الدكتور عبدالعزيز بن أحمد سرحان الأمين العام للهيئة ودار هذا الحوار عن أهمية مشاركة رابطة العالم الإسلامي في المؤتمر.. كما يتحدث عن مشاريع الرابطة وأعمالها الإنسانية في مصر.. وخطط الهيئة المستقبلية.. ويتناول الدكتور سرحان ماقامت به الرابطة علي امتداد أكثر من ثلاثين عاماً في كافة ميادين العمل الإغاثي والإنساني ومواجهة الكوارث والأزمات في مختلف دول العالم وتقديم المساعدة في مختلف مجال الخدماعليمية.. والصحية.. والاجتماعية.. والتنموية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في كل حالات الأزمات مما كان له الأثر الفعال في إنقاذ ونجدة الملايين من الفقراء والمتشردين وضحايا الكوارث. والدكتور السرحان ليس غريباً عن الهيئة فقد عمل سابقاً في الأمانة العامة بجدة مسئولاً عن شئون المكاتب ثم ممثلاً للهيئة في عدد من الدول حيث كان مديراً لمكاتب الرابطة في كل من اسبانيا وفرنسا وجنوب افريقيا وشارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات الدولية مما أكسبه علاقات واسعة علي المستوي الخارجي. قبل الحوار يكشف عن اعتزازه بمصر حيث قضي فترة من طفولته بحي العباسية بالقاهرة ولا ينسي عندما اصطحبه والده لإحدي حفلات أم كلثوم وتصادف وجود الرئيس جمال عبد الناصر حيث شاهدهما وقام بمصافحتهما أثناء انصرافه ومازحهما عن رأيهما فيما شدت به كوكب الشرق. مشاركة فاعلة رابطة العالم الإسلامي شاركت ممثلة في الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية في المؤتمر التنموي للأوقاف في الأردن.. ما أبعاد هذه المشاركة؟ مشاركة الرابطة في هذا المؤتمر لها أهمية كبيرة خاصة والمؤتمر يهدف إلي نشر الوعي المجتمعي بأهمية الأوقاف وأثرها في المجتمع المحلي والإسلامي وتعزيز الاسهامات التنموية للأوقاف وطرح الحلول العلمية والعملية للتحديات التي تواجهها الأوقاف والخروج بمشاريع ومبادرات وقفية تنموية قابلة للتنفيذ مباشرة ونقل الخبرات الوقفية والتعريف بأنظمتها في الدول الإسلامية الأخري والاسهام في تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية للأوقاف. وتناولت رابطة العالم الإسلامي في المؤتمر تجربة ذراعها الرئيسية وهي الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية في الأوقاف والتنمية الإنسانية وتم طرح العديد من الحلول حيث اختير الحل الأمثل وهو: إطلاق المشروع الوقفي »سنابل الخير» الصدقة الجارية وذلك إحياء لسنة الوقف وسهولة تسويقه علي شريحة عريضة من كافة فئات المجتمع. وتتميز الصدقة الجارية بأنها غير مشروطة ومستديمة العطاء ومستمرة الثواب إلي جانب سهولة وضع خطة مالية استراتيجية تستهدف جمع مائة مليون ريال سنوياً بإجمالي ألف مليون ريال سعودي خلال عشر سنوات. لكن هل خطة الهيئة تقوم علي جمع تلك التبرعات فقط ؟ بالتأكيد جمع هذه التبرعات أحد أهم أهداف الرابطة لكن ذراعها التنفيذية وهي الهيئة تسعي لتنويع مصادر الدخل في المراحل التالية من تأسيس وتشغيل المشروعات واستثمار عوائدها وريعها. وهذا الاستثمار الأمثل لتلك الأموال يساعد في الحصول علي دعم قوي من الواهبين والمتطوعين المتعاونين وأعضاء مجلس الإدارة والشركاء بل والمستفيدين. وإجمالا فإن مشروع »سنابل الخير» الصدقة الجارية سيحقق استدامة مالية. شركة سنابل الخير وكيف تم تحويل مشروع سنابل الخير لواقع ملموس واستثمار تلك الأموال؟ تم تأسيس شركة سنابل الخير للاستثمارات التجارية والصناعية منذ أكثر من ربع قرن وحرصنا علي التوجه للاستثمار العقاري لقلة مخاطره وكان يتم اختيار المشروعات بعناية فائقة.. فمنذ ذلك التاريخ وحتي الآن قامت الهيئة بتنفيذ العديد من المشروعات الوقفية الناجحة ومنها علي سبيل المثال أبراج الهيئة في مكةالمكرمة نظراً لموقعها في أطهر بقاع الأرض وتميزها بتحقيق أعلي عائد. وقد ساهمت تلك التجربة مشروع سنابل الخير »الصدقة الجارية» في تحقيق أحد أهداف الهيئة الاستراتيجية وهو زيادة نسبة التمويل الذاتي التي لها الأثر الإيجابي علي ديمومة برامج ومشروعات الهيئة وتغطية مصروفات الإدارات المساندة لتحقيق أهداف البرامج والرعاية . والمشروع حقق نجاحا كبيرا ويبقي أثره مستمراً علي المستفيدين من الخدمات التي تقدمها الهيئة علي عكس المشروعات الربحية. معرض فريد وهل اقتصرت مشاركة رابطة العالم الإسلامي علي عرض تلك التجربة؟ شاركت الرابطة ضمن فعاليات المؤتمر بمعرض متميز يعتبر المعرض الأول من نوعه الذي يقام بهذه الطريقة التقنية والتفاعلية الجديدة كما شاركت الرابطة بإقامة ورشة علمية بعنوان »دور الهيئة في دعم برامج التنمية المستدامة ودعم الأسر المنتجة» استعرضت فيها تجربتها الرائدة في مجال مشروعات التنمية المستدامة ومساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة والتي نفذتها في العديد من دول العالم. جهود تنموية ما أهم المشاريع التي قدمتها الرابطة في مجال تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات الفقيرة ؟ وضعت رابطة العالم الإسلامي ممثلة في الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية برامج متعددة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في كثير من دول العالم وقدمت عدة مبادرات تنموية في هذا الاطار خاصة مجالات التنمية المستدامة والاستثمار الزراعي والتعليمي والصحي لرفع مستويات المواطنين وتطوير مستويات التعليم والصحة وتعليم الشباب الحرف والمهن خاصة من الفئات الفقيرة في الدول المحتاجة التي تقام فيها هذه المشروعات ومنها علي سبيل المثال إنشاء المركز الحضاري وهو عبارة عن مجمع متكامل للخدمات يقدم التنمية المستدامة للمجتمعات المحتاجة مع التركيز علي الفئات المهمشة فيها كأولوية بهدف رفع مستوي التعليم في الدولة المستهدفة واتاحة الفرصة لتعليم الأيتام والشباب الحرف والتدريب المناسب. أما المبادرة الثانية التي قدمتها الهيئة فهي الاستثمار الزراعي لبعض أملاك الهيئة في عدد من الدول ومكونات المشروع هي زراعة العلف وتربية الدواجن وتوفير الرعاية البيطرية.. وتأتي المبادرة الثالثة للهيئة وهي الاستثمار في المجال الصحي وإنشاء خمسة مرافق صحية في عدد من الدول حيث تمتلك الهيئة عددا من المراكز الصحية والأراضي المخصصة لهذا المجال. ما أهم المشاريع التي نفذتها رابطة العالم الإسلامي ممثلة في الهيئة في مصر ؟ مصر لا تحتاج للحديث عنها ولا عن دورها الحيوي لذا فإن رابطة العالم الإسلامي ممثلة في الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية حرصت علي تقديم مساعدات متنوعة للمحتاجين ونفذت العديد من المشاريع والبرامج الإنسانية في مصر. فمنذ أكثر من ثلاثين عاما والرابطة تقدم المساعدات لمختلف قطاعات المجتمع المحتاجة حيث بلغ ما قدمته حتي الآن حوالي 61 مليون ريال سعوديي استفاد منها مايقرب من 619 ألف شخص. وتوزعت أنشطتها في مختلف المجالات الاجتماعية ورعاية الأيتام والتربوية والصحية وتنمية المجتمع والإغاثة العاجلة والهندسية. وكان مكتب الهيئة في مصر قد تأسس في مصر منذ حوالي 27 عاما ليقدم خدماته في مجالات العمل الخيري وقد انطلق برنامج كفالة اليتيم بمصر بعدد 30 يتيما ليصل الآن إلي اكثر من 13 ألف يتيم في 15 محافظة.. والمستهدف لهذا البرنامج الوصول إلي كفالة 20 ألف يتيم. وبحمد الله تأهل بعض هؤلاء الأيتام من عدد من الجامعات المختلفة في العديد من التخصصات بالإضافة تدريب فنيين وحرفيين انطلقوا الي سوق العمل ليفيدوا أسرهم وبلدهم ويساهموا في التنمية لرقي مجتمعاتهم فقد تم تقديم المساعدات المالية للأيتام ومعيليهم طيلة فترة كفالتهم حتي بلوغهم سن الثامنة عشرة.. كما نفذت الهيئة العديد من المشروعات الإنسانية الأخري وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات المصرية. مساعدة اللاجئين السوريين مصر استقبلت خلال الأعوام الأخيرة أعدادا كبيرة من اللاجئين من الدول العربية خاصةً السوريون.. فأين الهيئة من هؤلاء ؟ الهيئة لم تكن بعيدة عنهم فقد تم تنفيذ مشروع بطانية الشتاء وتوزيعها علي اللاجئين السوريين في أماكن تواجدهم في محافظات مصر بالتعاون مع جمعية سوريا الغد كما تم تنفيذ مشروع توزيع السلال الغذائية علي اللاجئين السوريين وخلال العام الأخير تم تنفيذ 8 مشاريع لهم بتكاليف تقدر ب37 مليون جنيه مصري استفاد منها 20 ألف سوري. تطوير أداء الهيئة توليت مؤخرا مسئولية الأمانة العامة للهيئة.. فما هي خططكم المستقبلية لتفعيل دورها؟ أنا لست غريبا عن الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية فقد سبق أن عملت في أمانتها العامة للهيئة مديراً عاما لقطاع المكاتب وممثلاً لها في العديد من الدول الخارجية... ولدي رؤية كاملة حول أعمالها بتكليف من الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسي ومتطلبات المرحلة الجديدة وما تحتاجه من تطوير للأداء في الهيئة وسوف أسعي في المرحلة القادمة لتنفيذ رؤية الهيئة المتكاملة التي رسمتها الخطة الاستراتيجية من أجل الارتقاء ببرامجها ومشروعاتها الميدانية بالإضافة إلي إعادة هيكلتها علي كل المستويات وتطوير الكادر البشري ليكون علي أعلي مستوي من المهنية والحرفية عبر التأهيل والتدريب. د. عبدالعزيز سرحان في سطور: ولد بمكةالمكرمة عام 1369ه. 1950م. تلقي تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدارس مكةالمكرمة. حصل علي بكالوريوس الجغرافيا ودبلوم التربية من كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز. حصل علي ماجستير من جامعة دنفر بولاية كلورادو بالولاياتالمتحدةالأمريكية وعلي درجة الدكتوراه في المناهج من الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضا.