وأخيراً بدأ الحلم يتحول إلي واقع ملموس باستغلال ثروات مصر الطبيعية وإقامة صناعات عليها لتحقيق قيمة مضافة تكون مصدرا لتوفير العملات الصعبة وفتح مجالات للعمل أمام المواطنين في مشروعات إنتاجية كبيرة بدلا من إهدار تلك الثروات أو تصديرها وبيعها كمادة خام بملاليم ثم تعود لتباع لنا بعد تصنيعها بملايين. ويأتي في مقدمة تلك الثروات الرمال السوداء التي تتوافر بكميات هائلة علي امتداد ساحل الدلتا وسيناء من رشيد حتي رفح لمسافة 40 كم وللأسف الشديد يتم إهدارها واستنزافها بشكل غير طبيعي كما يتم استخدام الرمال الصفراء في أعمال البناء أو تصديرها بملاليم رغم أهمية الرمال السوداء حيث يؤكد الخبراء أن تلك الرمال تعد من أساسيات إنشاء المفاعلات النووية لاحتوائها علي عناصر مشعة نادرة تحتاجها المفاعلات النووية.. كما أنها تدخل في صناعات أخري مثل هياكل الطائرات والصواريخ والمعادن التي تدخل في صناعة السيراميك وغيرها من الصناعات التي تصل إلي 50 صناعة.. وأخيرا بدأ يتحول الحلم إلي واقع ملموس حيث تستعد مصر لتشييد مصنعين لاستخلاص المعادن والعناصر المشعة في محافظة كفر الشيخ شمال دلتا النيل وعلي مساحة تصل إلي 115 فدانا، وسيتم إنشاء المصنع الأول في ملاحة منيسي علي مساحة 80 فدانا وتنفذه شركة استرالية والثاني غرب محطة كهرباء البرلس بالتعاون مع الشركة المصرية للرمال السوداء.. وسوف يوفر المشروع أكثر من 5000 فرصة عمل فضلا عن فرص العمل غير المباشرة لاستخراج 41 عنصرا معدنيا من الرمال السواء تقوم عليها 41 صناعة فريدة عالميا لتعظيم الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة والتنمية المضافة من المعادن المستخلصة من الرمال السوداء بما يعود علي مصر بمليارات الجنيهات ويحول منطقة شمال الدلتا إلي منطقة استثمارية ضخمة.. إذن فالخير قادم لأن استغلال مصر لثرواتها الطبيعية خطوة نحو تحقيق نهضة صناعية وإنشاء قلاع صناعية وقاعدة إنتاجية ضخمة تقود مصر إلي نهضة اقتصادية ترتفع بها إلي مصاف النمور الاقتصادية.