تشريعية النواب توافق نهائيا على تعديل قانوني مجلس النواب، وتقسيم الدوائر الانتخابية    تكريم رئيس مصرف أبوظبي الإسلامي مصر كأحد أبرز القادة المؤثرين عربياً    البورصة المصرية تربح 8.4 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    إيران تحمل واشنطن مسئولية أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية    النيابة الإدارية تحيل مدرسا للمحاكمة التأديبية لاتهامه بالتحرش جنسيا بطالبة ابتدائي في الشرقية    محافظ الغربية يستقبل وكيل وزارة الزراعة الجديد    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    "رجال الأعمال" شركات صينية تعتزم إنشاء والتوسع في استثماراتها بمصر    مدير تعليم القليوبية يتابع امتحانات صفوف النقل    مصادر دبلوماسية في برلين: أحد قتيلي السفارة الإسرائيلية بواشنطن يحمل الجنسية الألمانية    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    شاهدة عيان : إلياس رودريجيز اعترف على نفسه للشرطة وقال فعلتها من أجل غزة    استدعاء سفير إسرائيل بإسبانيا وإيطاليا بعد إطلاق النار على دبلوماسيين بجنين    جيش الاحتلال يوجّه إنذارا بإخلاء 14 حيًا شمال قطاع غزة    علي جبر يلتقط صورة تذكارية مع الكأس الجديدة لبطولة دوري أبطال إفريقيا    كاف يكشف عن التصميم الجديد لدوري أبطال إفريقيا    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    تراكم الديون والتخفيضات الضريبية المريكية عوامل تساعد في زيادة سعر الذهب (تفاصيل)    نوال الدجوي تتجاهل أزمة ميراث الأحفاد وتظهر بكامل أناقتها داخل عرض الأزياء السنوي للجامعة    مصرع طفلين أطاح بهما جرار زراعى ودراجة بخارية بالشرقية    مشاجرة بين طالبين ووالد أحدهما داخل مدرسة في الوراق    الحكم في سب وقذف إمام عاشور لأحد المشجعين.. 19 يونيو    «القومي للمرأة»: استحداث اختصاص اضافي للجنة البحث العلمي    سون هيونج مين يقود توتنهام لتحقيق لقب الدوري الأوروبي ويصف نفسه ب"أسطورة ليوم واحد"    شوبير يكشف موعد إعلان الأهلي عن صفقة "زيزو".. ومواجهة ودية للفريق    مباشر مباراة الأهلي والمنتدى المغربي في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لكرة اليد    مواعيد مباريات الخميس 22 مايو 2025.. نصف نهائي كأس الكؤوس لليد وصراع الهبوط بالسعودية    «سيدات يد الأهلي» يواجهن الجمعية الرياضية التونسي بكأس الكؤوس الإفريقية لليد|    توجيه رئاسى بشأن البنزين المغشوش: محاسبة المتسببين واتخاذ التدابير اللازمة    «سلوكك مرآتك على الطريق».. حملة توعوية جديدة لمجمع البحوث الإسلامية    وزارة الخارجية تشارك فى تدشين مسارات مستدامة لأول مرة بمطار القاهرة    «مصر القومي»: التعديلات المقترحة على قوانين الانتخابات محطة مفصلية ضمن مسار التطوير السياسي    جامعة بنها الأهلية تنظم اليوم العلمي الأول لكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال    انطلاق أعمال تصحيح الشهادة الإعدادية الأزهرية بمنطقة الأقصر    الموت يفجع المطربة أروى    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    الأزهر للفتوى يوضح أحكام أداء المرأة للحج    المستشفيات الجامعية تنظم الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    محافظ دمياط يتابع تطوير عيادة الطلبة بشطا    طريقة عمل البسبوسة، مرملة وطرية ومذاقها لا يقاوم    الأحد.. وزير الثقافة يدشن تطبيق "ذاكرة المدينة" الخاص بجهاز التنسيق الحضاري    الليلة.. قصور الثقافة تقيم معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن مشروع المعارض الطوافة    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    القبض على مالك مصنع غير مرخص لإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية في المنوفية    الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    كريم محمود عبدالعزيز: دخلت في إكتئاب.. ووحيد حامد أنقذني باتصال واحد    وزير الصحة يُهنئ رئيس هيئة «الاعتماد والرقابة» لحصوله على جائزة الطبيب العربي ل2025    عاصي الحلاني يختتم مهرجان القبيات الفني في لبنان أغسطس المقبل    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    "صحانا عشان الامتحانات".. زلزال يشعر به سكان البحيرة ويُصيبهم بالذعر    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة الفراعنة أصابت الأثريين
عاشق الحضارة المصرية زاهي حواس ل«آخر ساعة»:
نشر في أخبار السيارات يوم 01 - 05 - 2018

زاهي حواس.. حدوتة فرعونية، هو عاشق الهرم لانشغاله بخفايا وأسرار هذه المعجزة الأثرية.. اشتهر ب"صاحب القبعة"، لأنها شاركته كل رحلات البحث والتنقيب والاكتشافات، ومع كل هذه الأوصاف والألقاب والشائعات التي تطارد هذا الرجل، تبقي لزاهي حواس لغة خاصة لا نعرف مفرداتها وقصص عشق لم يكشف عنها بعد، ومؤامرات الكهنة ضده، لقائي به كان حالة من النبش والحفائر في أسراره، وعلي الرغم من الاتهامات والبلاغات التي قُدِّمت ضده، واتهم فيها بسرقة الآثار، وإهدار أموال توت عنخ آمون، تم تكريمه في الخارج أكثر من مرة منذ 2011.. كان لقائي مع "حارس الفراعنة" في مكتبه الصغير بحي المهندسين. تتزاحم الكتب القديمة وشهادات وجوائز التقدير التي عُلِّقت بدون ترتيب زمني علي الحوائط وفوق الأرفف المتهالكة. شعرت مع ضيق المكان أنني داخل مقبرة فرعونية، وفي هذه الأجواء انطلقت في حواري معه.
• قبل 60 عاما كيف كان زاهي حواس؟
- أنا من بلد ريفي في محافظة دمياط من قرية اسمها العبيدية. والدي فلاح عنده أملاك وأراضٍ وكان يبعدني عن الفلاحة، وكان دائما يقول لي "إيدك لن تلمس المياه" ودائما كان ينصحني ويقول لي "لا تضع صباعك تحت ضرس حد". تخرجت في الثانوية العامة وعمري 13 سنة والتحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، لكن الحقوق لم تستهوني، فقررت أن أغيِّر الكلية والتحقت بالآداب، قسم الآثار اليونانية والرومانية، رغم عدم حبي للآثار الرومانية، وعموماً لم أكن طالباً مجتهداً.. كنت أنجح بالعافية، وتخرجت بتقدير مقبول، وقلت لازم أسيب الآثار، حيث كرهتها خصوصا بعدما اشتغلت في مصلحة الآثار، وشاهدت الموظفين يتشاجرون مع بعضهم البعض، فقلت لنفسي كيف سأتعايش في هذه الأجواء!
كيف تحملت العمل في هذا المجال رغم كرهك له؟
- تركت الآثار وحاولت العمل في السياحة، وجبت واسطة كبيرة حتي لا أعود مرة أخري للآثار، لكن محاولاتي باءت بالفشل فقررت الالتحاق بوزارة الخارجية وذاكرت لمدة عام، ونجحت في الاختبار التحريري لكنني رسبت في الشفوي، فرجعت إلي الآثار مرة أخري، لكن الدكتور جمال مختار رئيس مصلحة الآثار وقتذاك كان قد أصدر قرارا بنقلي إلي الصعيد، وقال لي إذا لم تنفذ النقل بتاعك سأحولك للشئون القانونية.
ما سبب نقلك إلي الأقصر وأنت في بداية عملك؟
- لا أعرف.. المهم أنني سافرت للأقصر وأنا كاره الآثار وكاره الناس اللي بتشتغل في الآثار، لكنني حين عملت في الحفائر، ولم أكن أعرف معني الحفائر، قابلت هناك ريس الحفائر ويدعي محمد ياسين الشهير ب "الريس دكتور"، وهو رجل أمي، لكنه خبير في فنون الحفائر، ذهبت معه إلي إحدي المقابر، وكان بداخلها تمثال، وعلّمني كيف أنظف التمثال بالفرشاة من الرمال، وذات يوم قال لي تعال أنا لقيت حاجة، وكنت رافض أقعد علي الأرض فخلاني قعدت بالعافية ولقينا تمثال وجبت الفرشاة ونظفته وكان أول اكتشاف لي وهو تمثال من "الفيانس" لأفروديت إلهة الجمال عند الفراعنة، وأنا أنظف التمثال وجدت شئياً بداخلي يقول "عثرت علي حبي" فعشقت الآثار.
ماذا حدث بعد ذلك؟
- بعد اكتشاف تمثال أفروديت، لقيت نفسي جاهل وقلت لازم أتعلم، فالتحقت بكلية الآثار جامعة القاهرة وحصلت علي دبلومة عليا في الدراسات الإسلامية، وشجعني علي هذا المجال صديقي المرحوم كمال الملاخ، وكان يطلق عليّ لقب "الأثري الشاب" وهو الذي تنبأ لي بمستقبل باهر في الآثار، وكانت هناك بعثات أجنبية كثيرة تقدم لي منحاً دراسية، لكي أدرس في ألمانيا أو فرنسا أو سويسرا، ومنحة رابعة في تشيكوسلوفاكيا، لكنني كنت أخشي الذهاب إلي أي بعثة أجنبية.
لماذا؟
- لأن البعثات الأجنبية لما بترجع بتكون موالي لهم، وأنا طول عمري عندي شخصيتي المستقلة، ولا أحب أن يكون لأحد فضل عليّ، فوجدت إعلانا في إحدي الصحف عن منحه اسمها "منحة الفولبرايت" تقدمها جهة علمية أمريكية بالتسيق مع أكاديمية البحث العلمي، تقدمت للامتحان ضمن 500 شخص وكنت أنا الأثري الوحيد، وحصلت علي المنحة لمدة عامين، وفي نفس الوقت تقدمت للدراسة في خمس جامعات أمريكية، وقُبلت فيها، لكنني اخترت جامعة "بنسلفانيا".
لماذا بالتحديد جامعة بنسلفانيا التي وقع عليها اختيارك؟
- لأنها كانت بجوار نيويورك، وقلت للأساتذة هناك إنني لم ألتحق بهذه الجامعة لأحصل علي الدكتوراه، بل جئت لأتعلم، فمكثت في الجامعة 7 سنوات أدرس، وحصلت علي الماجستير والدكتوراه في الآثار المصرية.. وحالياً أحاضر في جامعات مصرية منها المنوفية والقاهرة وحلوان، وبالمناسبة تم إنتاج فيلمين عن حياتي، أحدهما بعنوان "ملك الأهرامات" أنتجته ناشيونال جيوجرافيك، والآخر أنتجه التليفزيون الإيطالي، وفي محاضراتي أعرض مشاهد من هذه الأفلام علي الطلبة.
ما الهدف من عرض هذه الأفلام علي الطلبة؟
- ما أريد توصيله للطلبة هو أنك حين يُصنع عنك فيلم، بالتأكيد ليس كل الناس ستمدحك. هناك من سينتقدك، فأنا مثلا حاربت حتي أعيد الآثار المسروقة، وهناك من كان يقف ضدي، وهناك أثريون وبعثات أجنبية أوقفتهم عن العمل، وكل من كان يعبث بالأهرامات أوقفته عن العمل، وبالتالي كان لي أعداء كثيرون، وفي إحدي زياراتي لأمريكا وكان برفقتي الفنان الراحل عمر الشريف وجدني حزيناً فسألني عن السبب فقلت له إن مجلة "نيويوركر" كتبت عني 17 صفحة نصفهم "شتيمة"، فقال لي "هو انت عاوز كل الناس تصفق لك"، وبعدما قرأ المقال قال أتمني أن تكتب هذه المجلة عني 60 صفحة كلها شتيمة، فهذا يحقق الشهرة، ومن هنا أدركت أهمية الاختلاف في الرأي.
ما سر نجاحك الكبير وشهرتك حول العالم؟
- لأنني تعلمت، أن لو أي شخص عشق شيئاً سينجح فيه بشكل كبير. أنا أسافر في أغسطس من كل عام إلي أمريكا، وهناك جمعية اسمها "جمعية مغامرات في العقل" تأتي ب150 طالبا من خريجي الثانوية العامة من النابغين وتسافر بهم إلي جامعة في بلد آخر، وتأتي ب30 شخصا أمريكيا مشهورا، ممن يتمني الطلاب أن يكونوا مثلهم، وأنا الوحيد الأجبني الذي يريد الطلاب مقابلته، ونصيحتي الوحيدة لهم هي العشق، فإذا عشقت أي شيء في الدنيا، ستصل للقمة، فأنا الأثري الوحيد الذي بدأ السلم من أوله.. من مفتش مساعد إلي مفتش ثم كبير مفتشين، ثم مدير إلي مدير عام، إلي وكيل وزارة ثم وكيل أول وزارة، فرئيس لهيئة الآثار، ثم نائب وزير ثم وزير، ولم أجرِ خلف المناصب، بل المناصب هي التي جرت ورائي، وأحسن فترة أنتجت فيها علميا وسافرت حول العالم وعملت محاضرات في كل مكان، هي فترة ما بعد ثورة يناير اللي الحرامية بيشتموني فيها.
هذه الفترة التي سُرقت فيها آثار مصر.. كيف كانت أفضل فترة في مشوارك الأثري؟!
- في هذة الفترة تعرضت لهجوم عنيف من لصوص الآثار وشتائم بالجملة، لكنني لم ألتفت لهم، واشتغلت وأنتجت كتباً كثيرة، وحصلت علي أعظم جوائز في حياتي، والسنة الماضية حصلت علي الدكتوراه الفخرية من بيرو، وتم اختياري سفيرا للتراث العالمي من الأمم المتحدة، وكرّموني في مهرجان سينمائي في إيطاليا ومشيت علي السجادة الحمراء مع مشاهير العالم، وحصلت علي جائزة الشرف والالتزام الاجتماعي في ميلانو، وجائزة القمة في الآثار من روما، وحصلت علي دكتوراه فخرية من بلغاريا. وهكذا في الوقت الذي كان العالم يكرمني كان لصوص الآثار يهاجمونني في مصر.
خلال مشوارك الطويل في العمل الأثري ما أبرز اكتشافاتك؟
- أهم شيء أكدت عليه خلال مشواري الأثري أن نكون علماء في آثارنا، قبل أن يكون الأجانب علماء في آثارنا.. إحنا كنا خدامين عند الأجانب، كان قليل جدا اللي يعمل اكتشاف، اللي بيعمل دراسة علي المومياوات أجانب، واحنا فقط نقدم لهم القهوة والشاي، فالأجانب هم الذين اكتشفوا 64 مقبرة في الوادي الشرقي و5 في الوادي الغربي بمنطقة وادي الملوك بالأقصر، وليس من بينهم أي مصري، وعندما عُدتُ من أمريكا أسست مدرسة لتعليم الشباب أعمال الحفائر، ومنهم من سافر للدراسة بالخارج حين كنت مديرا لمنطقة الأهرامات، ونجحت في اكتشافات مهمة جدا بعد عودتي من أمريكا منها مقابر العمال بناة الأهرامات أهم كشف في القرن ال20 الذي يثبت للعالم كله أن الأهرمات بناها المصريون، وأن الأهرامات لم تبن بالسُخرة. كما اكتشفت هرما لملكة في منطقة سقارة، وأقمت مشروعا مصرياً لدراسة المومياوات الملكية وكشفت عائلة توت عنخ آمون، وكيف مات توت عنخ آمون، واكتشفت مومياء حتشبسوت، ومومياء الملك رمسيس الثالث، وكيف قُتل عندما دُبرت له مؤامرة اسمها مؤامرة الحريم رغم أنه في البردية لم يُذكر أنه قُتل. أيضا اكتشفت وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية، ومن خلال هذه الاكتشافات أصبحت من أهم المحاضرين في أمريكا وأوروبا، فرسم دخول محاضرتي 150 دولاراً للفرد، وخلال الأسبوع الماضي ألقيت محاضرة في ولاية أريزونا خلال مؤتمر مركز البحوث الأمريكي، وبيعت تذكرة الحضور ب90 دولارا والقاعة كانت كاملة العدد.
وما المبلغ الذي تحصل عليه نظير كل محاضرة؟
- (ضاحكاً): الكلام ده لا يُقال، إنت عاوز الناس تحسدني! أنا أغلي محاضر في العالم كله، ليس هناك مصري أو أجنبي يستطيع الحصول علي أجري في المحاضرات في كل بلاد العالم، وخلال السنوات السبع الماضية ألقيت نحو 200 محاضرة حول العالم، وعملت لمصر دعاية سياحية وسياسية، حيث أتحدث عن الإنجازات التي تحدث في مصر قبل محاضرات الآثار.
لماذا دائماً نسمع عن صراعات مستمرة بين الأثريين؟
- هم يغارون من بعضهم، وصراعاتهم تلك تقضي عليهم، ولم تجعل فيهم واحداً بارعاً، وللأسف الشديد بعضهم يكون "أثري كويس" لكنه ينشغل بدق أسافين ضد زملائه، لذا تنصب عليهم لعنة الآثار. وهذه الصراعات جعلت منصب مسؤول الآثار دائماً يأتي من خارج الوزارة، أي ليس متخصصاً.
برأيك هل يصلح أن يكون أكبر مسؤول عن الآثار أكاديمياً غير متخصص في الآثار؟
- أكبر خطأ كان يحدث أن تأتي بوزير الآثار من خارج وزارة الآثار، فالأثري ينجح علي أعلي مستوي وأنا أثبتُ ذلك، لأنني كنت ابن الآثار، ولذا فما حققته من إنجازات تحدث عنها العالم أجمع، علي مستوي إدارة المواقع الأثرية، وترميم الآثار اليهودية، والمسيحية، والإسلامية والفرعونية، كما أنشئ في عهدي 22 متحفاً، وأغلب المتاحف التي افتتحت بعد الثورة "إحنا اللي عملناها"، مثل متحف التماسيح ومتحف السويس، وأيضا اتخذنا إجراءات للحفاظ علي آثارنا، حيث ألغينا الخفير أبو نبوت وعينا 4000 حارس حاصلين علي دبلوم متوسط، وبنينا مخازن متحفية، وحاولنا تغيير قانون الآثار لكن للأسف لم نستطع، لكن منذ أيام نجح الدكتور خالد العناني وزير الآثار في إضافة مواد في قانون الآثار الجديد تجرم عمليات سرقة الآثار، سواء من خلال السرقة أو التهريب أو التنقيب غير القانوني عنها، كما تم تحديد غرامة لمن يعاكس السائحين وهي10 آلاف جنيه وكنت أتمني تغليظ العقوبة إلي السجن أيضاً.
ومن الإنجازات التي تحققت أيضاً المشروع القومي لتسجيل آثار مصر، وعودة 6 آلاف قطعة أثرية، ولذا اختارتني مجلة "التايم" عام 2006 من أهم 100 شخصية مؤثرة في العالم.
هل يعني كلامك أن شخصية زاهي حواس لن تتكرر؟
كانوا يسألونني في الخارج ليه مفيش زاهي حواس تاني؟ كنت أقول لهم أنا عملت 500 زاهي حواس في العلم، اتعلموا كويس جداً، لكن حكاية الكاريزما حاجة من عند ربنا، وأنا تركت الآثار عام 2012 لكنني الآن أعمل أكثر مما كنت عليه في الآثار.
ما الذي تقوم به الآن في مجال التنقيب؟
شكلت بعثة مصرية للتنقيب عن الآثار في منطقة البر الغربي بالأقصر.
هل تنافس بعثتك المصرية البعثات الأجنبية المجهزة بكل المعدات للبحث والتنقيب؟
امتلكنا المعدات مع بدء الحفائر، وبعد إعلان وزارة الآثار عن الحفائر، دفعت قناة "ديسكفري" لوزارة الآثار نحو 350 ألف دولار لكي يكون لهم الحق في تصوير الحفائر التي تكتشفها البعثة المصرية، وهي التي تصرف علي الحفائر وبالتالي لدينا كل الإمكانيات.
قلت من قبل إنك خلال مشوارك الأثري تعرضت لمؤامرات. حدثني عن ذلك؟
تعرضت لمؤامرات، أولها كانت من شخص فاشل كان يتولي هيئة الآثار، تصادف أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان في زيارة مع العقيد القذافي إلي الأهرامات، وطلبا مشاهدة التماثيل التي اكتشفناها في مقابر العمَّال وجاء مخبر ووضع تمثالاً صغيراً في جيبه.. سرقه وغادر المكان، ورئيس هيئة الآثار وقتذاك أراد أن ينتقم مني فعمل مؤامرة ضدي ومعه رئيس قطاع الآثار المصرية، وأرادا القضاء عليّ، وهنا قدمت استقالتي وسافرت إلي أمريكا حيث درست لمدة عام في جامعة لوس أنجلوس، وبعد عودتي عثروا علي التمثال فعدت إلي عملي في الهرم مرة أخري.
لكن قيل وقتها إن التمثال ظهر مع عمر الشريف؟
- عمر الشريف زارني ذات مرة والتقط صورة مع التمثال فظن البعض أن التمثال بحوزته، لكن الحقيقة أن المخبر هو الذي سرقه.
وهل تعرضت لمؤامرات أخري؟
- عندما وقع حجر أبو الهول، الناس في نزلة السمان قالوا إن ما حدث كان عمداً بهدف الإطاحة بي من منصبي كرئيس لهيئة الآثار وقتذاك، وبعد متابعة الواقعة أمام القضاء أعلن وكيل النيابة في ذلك الوقت الحقيقة للعالم كله وكشف الفاسدين الذين وقفوا وراء الواقعة.
وهناك مؤامرة أخري في عام 2011 حيث كان هناك شخص يستأجر محلاً داخل المتحف المصري، ذهب لاثنين من الأثريين وقال لهما إنه دفع 10 ملايين جنيه ليسجن زاهي حواس.. وهذا الرجل كان يهاجمني فقط لأنني أعمل حاجة كويسة للبلد، وهي بيت هدايا في مخرج السائحين بالمتحف المصري أجرته للصوت والضوء ب14 مليون دولار في السنة، وبالتالي هذا الشخص استشاط غيظاً فدفع لهذين الأثريين، ليحركا بلاغات وقضايا ضدي، لكن الحمد لله ربنا كان معي لأنني لم أسئ لأحد في حياتي.
في عهدك تردد أن الرئيس مبارك كان يهادي الرؤساء بقطع أثرية. ما صحة ذلك؟
- مبارك لم يهد أي تمثال لأي زعيم في الدنيا.. الآثار ليست ملكاً لوزير أو رئيس قطاع الآثار، لكنها عهدة في يد أثريين ولا يمكنهم التصرف فيها نهائياً، ولا تستطيع أخذ أي قطعة أثرية من الحفائر لأن هذه الحفائر لا يكون شخص واحد هو المسؤول عنها، بل قائم عليها 500 شخص فكل هذا الكلام مجرد شائعات.
يتردد أن المقابر الأثرية كانت تفتح ليلاً لسوزان مبارك؟
- لم يحدث أن سوزان مبارك زارت أي منطقة أثرية، وأقول إن هذه السيدة عظيمة ولم أر منها غير الخير لمصر. وعموماً هذه الشائعات لم تشغل بالي.
مدير متحف "المتروبوليتان" بنيويورك قال في صحيفة أمريكية إن عائد معرض توت عنخ أمون لم يذهب لمصر. ما حقيقة ذلك؟
- لم يحدث ذلك، الحقيقة أن معرض توت عنخ آمون خرج في السبعينيات، وكان يضم 55 قطعة أثرية، جابت العالم كله ولم يدخل لمصر ولا مليم، وهذا ما جاء في كتاب "القصة التي لم تقل" تأليف مدير متحف المتروبوليتان طوماس هوفمينج، وهذا الرجل كتب عن آثار توت عنخ آمون والآثار التي سرقت وأنا هاجمته وقلت إن المعرض الذي طاف العالم كله حتي الثمانينيات ضم 55 قطعة بينها قناع توت لم تحصل مصر علي مليم واحد منه، أما المعرض الذي أرسلته أنا عام 2005 حقق لمصر دخلاً قيمته 120 مليون دولار، وأنعش السياحة لكن بعد الثورة تقدم اثنان من الفاسدين ببلاغ ضدي للنائب العام، زعما فيه أن الآثار الموجودة في المعرض تمت سرقتها في الخارج واستبدالها بنسخ مقلدة، وأن عائد هذا المعرض أخذته لنفسي، وطبعا شُكلت لجنة استمرت عامين والموضوع طلع كله كلام فارغ.
بخصوص معرض توت عنخ آمون الذي يعرض حالياً في أمريكا قيل إن مستأجر المعرض صديق لك ولا ينتمي لجامعة أو مؤسسة علمية. ما حقيقة ذلك؟
طلبت مني إحدي الجهات السيادية أن ترجع قوة مصر مرة أخري في الخارج، وهذا لا يحدث إلا من خلال عودة توت عنخ آمون، أنا استعنت بالرجل الذي تم التعاون معه من قبل في معرض 2005 ويدعي "جون نورمن" هو شخص أمين جداً، وقد تعاقد معه الدكتور خالد العناني وزير الآثار، بحيث تحصل مصر من كل مدينة أمريكية يزورها المعرض علي مبلغ 8 إلي 10 ملايين دولار، بجانب الدعاية التي ستحصل عليها مصر في الخارج.
هل مازالت برنيطة زاهي حواس تحقق مبيعات؟
- هذه البرنيطة لبستها وعملت بها اكتشافات أثرية فأصبحت أشهر برنيطة في العالم، لدرجة أن جورج لوكس مخترع شخصية إنديانا جونز اقتني واحدة منها وسألني عن سبب شهرتها ولماذا أصبحت أشهر من برنيطة هاريسون فورد، فقلت "البرنيطة بتاعتي تخص عالم آثار، أما برنيطة هاريسون فورد فمزيفة. وللعلم بداية بيع البرنيطة كان عام 2005 وفي ذلك الوقت ذهب العائد من بيعها حتي 2010 (200 ألف دولار) إلي متحف الطفل، ومنذ 6 شهور تم إنتاج البرنيطة مرة أخري وتباع في أماكن كثيرة ب75 دولاراً، والعائد سيذهب لمستشفي سرطان الأطفال. ولا أحصل لنفسي علي قرش واحد.
الفراعنة كانوا يؤمنون بالسحر فهل برنيطة زاهي حواس مسحورة؟
(ضاحكاً): ليست مسحورة، أنا عملت بها اكتشافات واتصورت بها في كل تلفزيونات العالم، رئيس جمهورية اليونان الحالي كان هنا السنة الماضية، كلمني السفير وقال إن الرئيس عايز برنيطة له ولزوجته!
ما رأيك فيما تتعرض له الآثار الإسلامية من دمار بسبب قرار خاطئ أوصي بفك ونقل 55 منبراً من المساجد الأثرية إلي المخازن؟
- هذا خطأ كبير، وللأسف الذي فعل هذا الخطأ أثري متخصص في الآثار الإسلامية، وأنا تحدثت مع الوزير وقلت له يا دكتور خالد الذي يحدث جريمة قال لي نصاً: "أنا لم أعرف هذا الموضوع، إلا بعد قرار اللجنة الدائمة"، فقلت له لا تنقل هذه المنابر مرة واحدة، ولكن أي منبر يتعرض لتدمير ويحتاج ترميم يمكن ترميمه ونقله، ولكن لا يمكن نقل 55 منبراً، وتم إلغاء القرار.
كيف يلغي الوزير قرارا صادراً عن مجلس الوزراء؟
- تم إلغاء القرار لأنه قرار لجنة دائمة وليس مجلس الوزرا، ولا يمكن أن يكون قرار مجلس وزراء وأتحداك، ولا يجوز أن يصدر عن مجلس الوزراء.
"مطاردة المومياوات" برنامج قمت ببطولته وعرض علي قناة "هيستوري" الأمريكية، ما حكاية هذا المسلسل؟
- هذا البرنامج شاهده العالم كله، لو أنني اشتهرت يكون الفضل لهذا البرنامج، فقد سجلنا 11 حلقة مغامرات حقيقية عن مطاردة المومياوات.
هل تقاضيت أجراً عن هذا المسلسل؟
طبقا للقانون 47 الذي عدل سنة 1980 من حق موظف الحكومة طالما يعطي معلومات علمية كأن يؤلف كتاباً أو يلقي محاضرة.. إلخ من حقه أن يتقاضي أجراً.
ما رأيك في الوزراء الذين تولوا وزارة الآثار من بعدك؟
- الوزير الوحيد الذي قدم شيئاً للآثار هو خالد العناني، ومن سبقوه كانوا موظفين في الوزارة، ولابد للوزير أن تكون لديه رؤية ويعمل من أجل بلده.
هل فصل الآثار عن وزارة الثقافة في مصلحة الآثار والأثريين؟
- لا.. أكبر خطأ أن تكون هناك وزارة للآثار، من الصعب أن تجد بين الأثريين شخصاً يصلح أن يحمل لقب وزير. الآثار يجب أن تكون "مجلساً أعلي" ولا يتبع مجلس الوزراء.
وكيف كان شعورك كأول وزير للآثار؟
- كانت أسوأ لحظة في حياتي، طول عمري أقول مش عاوز أكون وزير، وللعلم أنا الوحيد الذي لم أحصل علي ميزات الوزير، فقد رفضت الحرس، لأنني رجل من الشعب نفسه، لكن ما حدث هو أن الوزارة أنشئت بعد ثورة يناير، ولم أستطع رفض المنصب، وحتي لو كانوا عرضوا عليَّ منصب وزير الثقافة وقتها لما قبلت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.