كشفت دراسة حديثة لوزارة الصحة، أن 29.2% من طلاب الثانوية يعانون من مشكلات نفسية، منهم 17.24% يعانون من مشاكل تتعلق بالقلق والتوتر، و14.3% من التعلثم في الكلام، و14.14% يعانون من اكتئاب، و9.5% من عدم الرضا عن مظهرهم، و5.67% من الخجل الاجتماعي، و2.7% من وسواس قهري، و19.5% لديهم »إيذاء في الذات»، و21.7% يفكرون في الانتحار.. فما هي الأسباب التي جعلت المراهقين يصلون إلي هذه الدرجة من المشكلات وكيف نضمن لهم السلامة والاستقرار النفسي. قال د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الإعلام المرئي هو العامل الأساسي وراء المشكلات النفسية لطلاب الثانوية العامة، مشيرا إلي أن الدراسة تحدثت عن فئة عمرية خطيرة أقل ما تفكر فيه هو الانتحار عند التعرض لأي من ضغوط الحياة النفسية، الأمر الذي يتطلب وعيا شديدا من الأسرة ومصاحبة الأبناء وعدم تركهم فريسة لأصدقاء السوء والإنترنت، لافتا إلي أن أسلوب التربية الخاطئ يؤدي إلي الإصابة بالأمراض النفسية، وأن الوقاية منها تبدأ بتكوين أسرة مستقرة نفسيا علي أن يكون أسلوب التربية مبنيا علي طرق علمية صحيحة وحل المشاكل بدون عصبية. ومن جانبها قالت د. ايناس الخباز، استشاري الصحة النفسية، إن مرحلة المراهقة المبكرة تعد من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، والتي يجب أن يحدد خلالها الفرد أهدافه وطموحاته، خاصة أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلي زيادة المرض النفسي في هذه المرحلة هو التخبط النفسي نتيجة الأوضاع المحيطة التي تدفع إلي الإحباط واليأس، فالفرد معرض لضغط نفسي بشكل يومي يكون له تأثير إيجابي أحيانا من خلال حث الشخص علي أداء واجبات ومتطلبات الحياة لكن أحيانا ما يزيد هذا الضغط علي الطلاب من قبل الآباء دون أن يشعروا عندما يوجهون أبناءهم بشكل خاطئ بكثير من »الزن» للمذاكرة، وتخويفهم من الامتحانات، والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم، وهو ما يؤثر بالسلب عليهم ويجعلهم غير قادرين علي الإنتاج بشكل فعال، وقد يصابوا باضطرابات القلق النفسي والاكتئاب نتيجة تراكم هذه الضغوط بشكل يفوق قدرته علي التوافق معها. وقالت د. سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الأم تعد أحد أهم عوامل الصحة النفسية بالنسبة لأبنائها، وأن السبب الرئيسي في الوصول إلي هذه النسبة -الموجودة بدراسة وزارة الصحة- من حالات الاكتئاب والتفكير في الانتحار يرجع إلي أن الأم لم تعد متفرغة لتربية أطفالها ورعايتهم وتنشئتهم، خاصة أن المرحلة الثانوية صعبة جدا، لابد أن تكون فيها الأم قريبة من أبنائها، تستمع إلي مشاكلهم وتوجههم. وأكدت د. ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع، أن زيادة نسبة إصابة المراهقين بالأمراض النفسية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ترجع إلي بعض العوامل التي لها تأثير مباشر أو غير مباشر علي الحالة النفسية والمزاجية للفرد، مما يؤدي الي إحساس الفرد باليأس والإحباط وعدم قدرته علي التحكم في مصيره ومستقبله أو تحقيق أهدافه، وهذا الإحباط يزيد من الإحساس بعدم قدرة الفرد علي مقاومة الإحساس السلبي الذي يأخذ بإرادة الفرد إلي القاع.. وأضافت: الحل في أن تقوم الدولة بمعالجة الأزمات والمشاكل الاقتصادية، كما يجب أن يتحلي الفرد بالتفاؤل وألا يفقد الأمل في الغد.