محافظ المنوفية يفتتح مسجد «الجامع الشرقي» بالعامرة بعد تطويره بالجهود الذاتية    «التعليم» تستعرض مشروعات «صنع في مصر» بالمدارس الفنية بالمحافظات    بعد صدور قانون رعايتهم.. تعرف على المزايا التي يحصل عليها المسنين    عيار 21 بكام.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 إبريل 2024 (التحديث الأخير)    وزير المالية فى جلسة نقاشية بواشنطن: مصر تتحرك بقوة لبناء نظام قوي للتأمين الصحي الشامل رغم التحديات الاقتصادية والضغوط المالية    وزيرة التعاون تتفق مع وكالة "ميجا" لإطلاق المنصة الموحدة للضمانات خلال يوليو    محافظ الوادي الجديد يعلن توريد 4 آلاف طن من القمح حتى الآن    فصل التيار الكهربائي عن 9 مناطق بمركز ومدينة بيلا غدا    مسئول أردنى: لم نرصد أى اختراق لمجالنا الجوى خلال الساعات الماضية    بسبب الهجوم على إيران.. عائلات الرهائن المحتجزين لدى «حماس» يطالبون بإقالة «بن غفير»    التحالف الوطنى يطلق ثالت مراحل القافلة السادسة لدعم الأشقاء فى غزة    التشكيلة المتوقعة لفريقي النصر والفيحاء..موعد مباراة النصر والفيحاء اليوم    كولر يكشف الأسباب الحقيقية لاستبعاد بيرسي تاو عن المشاركة مع الأهلي    كلوب: التتويج بالدوري الإنجليزي ليس بأيدينا    ضبط 36 كيلو مخدرات و9 أسلحة نارية في بؤرتين إجراميتين ب شبين القناطر في القليوبية    تجار العملة يتساقطون .. ضبط عدد من المضاربين بحوزتهم 29 مليون جنيه خلال 24 ساعة    إصابة شخصين إثر حادث تصادم 3 سيارات فى شارع التسعين بمنطقة التجمع    تبدأ 9 مايو.. جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2024 محافظة الجيزة    "رصدته كاميرات المراقبة".. ضبط عاطل سرق مبلغا ماليا من صيدلية بالقليوبية    تامر عبدالمنعم ينعى عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني    إسعاد يونس تنعى الفنان صلاح السعدني بصورة من كواليس «فوزية البرجوازية»    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    تعرف على أبرز مخرجات لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى    موعد ومكان عزاء الفنان صلاح السعدني    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    غدًا.. بدء المرحلة الثالثة من الموجة ال22 من حملات إزالة التعديات ببني سويف    الشعبة الفرنسية بحقوق عين شمس تنظم يوما رياضيا لطلابها    الأزهر ينهي استعداداته لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل    شهدها البابا تواضروس، تفاصيل وثيقة الكنيسة للتوعية بمخاطر زواج الأقارب    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين يوم الأحد بنظام ال"أون لاين" من المنزل    فتح ممر إنساني نهاية إبريل.. إعلام عبري: عملية رفح محسومة والسؤال عن توقيتها    إسرائيل تبلغ أمريكا بتنفيذ ضربة على إيران    حاسبات عين شمس تحصد المركز الأول عربيًا وأفريقيًا في المسابقة العالمية للبرمجيات    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    وضع حجر أساس مشروع موقف إقليمي جديد بمدينة المنيا الجديدة    إيرادات السينما أمس.. شقو في المقدمة وأسود ملون يتذيل القائمة    إبراهيم السمان: تحمست لدور محسن فى مسلسل حق عرب بسبب السيناريو    خطيب الأوقاف يؤكد: الصدق صفة المتقين وطريق الفائزين.. والأيمانات الكاذبة للباعة لترويج السلعة تمحق البركة.. فيديو    لماذا خلق الله الخلق؟.. خطيب المسجد الحرام: ليس ليتعزز بهم من ذلة    فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. أفصل الصيغ لها    مارتينيز: حصلت على بطاقة صفراء ثانية بسبب سمعتي السيئة.. ولا أفهم القواعد    استمرار غياب رونالدو.. جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    غداء اليوم.. طريقة تحضير كفتة الدجاج المشوية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    الإثنين المقبل.. وزيرا المالية والتخطيط أمام البرلمان لاستعراض الموازنة العامة وخطة التنمية الاقتصادية 2024/2025    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    فيتو أمريكي يُفسد قرارًا بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علماء مصر في دائرة »الأخبار« للحوار : البحث العلمي.. مستقبل مصر

الكاتب الصحفي خالد ميرى رئيس التحرير وأسرة »الأخبار« مع علماء مصر ضيوف ندوة «مستقبل البحث العلمى .. ورؤية مصر للتنمية 2030 »
حول دائرة »الأخبار»‬ للحوار.. اجتمعت كوكبة من كبار علماء مصر وباحثيها..لمناقشة مستقبل البحث العلمي في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030..
والتي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام قليلة خلال المؤتمر القومي للبحث العلمي الذي تم تنظيمه تحت شعار »‬إطلاق طاقات المصريين»
حرصت »‬الأخبار» أن تضم دائرة الحوار نخبة من أكبر الأطراف التي تعمل حاليا في مجال البحث العلمي..
وهي المركز القومي للبحوث ومركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع لوزارة الدفاع ومركز أبحاث مستشفي 57357 ومركز أبحاث مدينة زويل..ومعهم أكبر جهة ممولة للأبحاث وهي صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.
وكان الهدف من الندوة فتح ملف قضايا البحث العلمي في مصر..وإبراز الرؤية الجديدة التي تقوم علي التكامل والتعاون في مجال البحث العلمي بين أبرز مراكز الأبحاث العلمية وإلقاء الضوء علي المراكز البحثية الجديدة التي تأخذ علي عاتقها تحقيق طفرة في مجال البحث العلمي..من خلال التعاون والتكامل مع بعضها..
واستعراض الاستراتيجية القومية الموحدة التي تضعها الدولة لأول مرة في مجال البحث العلمي.
اللواء د. عصام القاضي : مركز البحوث الطبية والطب التجديدي..مظلة لتجميع الجهود البحثية
ميري : البحث العلمي .. قاطرة لانطلاقة الوطن في المرحلة القادمة
د.محمد هاشم : قانون حوافز العلوم يعكس اهتمام الدولة بالبحث العلمي
مشروع قانون لتحويل صندوق العلوم لهيئة لها صلاحيات لحل مشاكل براءات الاختراعات
د. عماد حجازي : ميزانية البحث العلمي جيدة..والمشكلة في بطء الإجراءات
د.شريف أبو النجا :جذبنا كفاءات مصرية من الخارج..ودمجناها مع أطبائنا في الداخل
د. شريف صدقي :»‬زويل» تضم خمسة محاور..اكتمل منها اثنان..ونوفر بيئة راعية للموهوبين
بداية رحب الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير جريدة »‬الأخبار» بالضيوف، وأكد أن الدولة مهتمة بشكل كبير بالبحث العلمي، فلا توجد أمة قادرة علي البناء والتنمية وتحقيق اهدافها دون وجود بحث علمي قوي، والدليل علي ذلك ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر القومي للبحث العلمي »‬اطلاق طاقات المصريين» بأن الفكرة يمكن ان تغير مستقبل البلد وتقوده للأمام والمقصود بالفكرة هنا البحث العلمي.. وأضاف ميري ان الشكوي المنتشرة طوال الفترة الماضية تشير إلي ان الأبحاث العلمية تُهمل ولا يتم الاستفادة منها وهو ما يهدر وقتا وجهدا وأموالا علي الدولة قبل الباحث.. وهي من الأمور المهمة التي جعلت »‬ الأخبار» تقرر فتح هذا الملف بداية من هذه الندوة.. التي تناقش مستقبل البحث العلمي، في اطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، والتي نجمع فيها أبرز أطراف البحث العلمي في مصر ونستعرض تفاصل الرؤية الجديدة التي تقوم علي التعاون والتكامل بين هذه الأطراف لتحقيق مصلحة الدولة، بحيث يكون البحث العلمي هو القاطرة التي تقود انطلاقة الوطن نحو المستقبل الذي يتمناه كل مصري.
توحيد الجهود البحثية
وجه ميري سؤالاً عن إمكانية وجود استراتيجية قومية موحدة للعلوم والتكنولوجيا في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وكيفية تحقيق ذلك علي أرض الواقع..
أجاب اللواء دكتور عصام القاضي بأن الدولة لديها اتجاه قوي لتوحيد كل الجهود، ومركز البحوث الطبية بالقوات المسلحة الذي صدر بقرار من رئيس الجمهورية في ديسمبر الماضي كان الهدف من إنشائه هو تجميع كل الجهات البحثية في مجال الطب تحت مظلة واحدة، فقد تقرر إنشاء هذا المركز بمجلس إدارة يضم وزير الصحة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس المركز القومي للبحوث، ورئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالإضافة إلي من يراه المجلس جديرا بالانضمام من خلال سلطة رئيس المركز، والهدف منه أن يكون همزة الوصل لتوحيد كل جهود البحث الطبي في مصر.
وعبر د. عصام عن سعادته وفخره بعد ان قام بزيارة مستشفي سرطان الأطفال 57357 ومدينة زويل ورؤيته لحجم العمل والمجهودات المبذولة، فهناك الكثير من البحوث الطبية القوية التي تتم في مختلف المراكز البحثية المصرية ، لكن كل هذا كان لابد أن يتجمع في بوتقة واحدة ورؤية محددة ومن خلالها ينطلق البحث العلمي في مصر وينعكس علي الخدمة والرعاية الصحية والدخل القومي للدولة..
وتابع أن المركز يُطلق عليه حسب قرار الرئيس السيسي مركز البحوث الطبية والطب التجديدي ليشمل الخلايا الجذعية وكل ماهو حديث في مجال الطب، وينص القرار أيضا أن يضم معملا مرجعيا وهو أمر لم يكن متوافر في مصر، ووجود هذا المعمل المرجعي سيسمح للبحث العلمي بإجراء التجارب السريرية للوصول إلي نتائج يعترف بها عالميا، ولذلك سيكون المعمل المرجعي إحدي الدعائم الرئيسية للمركز، بالإضافة أيضاً لوجود معمل لأبحاث الخلايا الجذعية، مع الحفاظ علي كل الأنشطة الخاصة التي كانت تقوم بها وحدة البحوث الطبية للبحرية الأمريكية »‬النمرو» علي مدي 72 سنة التي كان لها دور هام جدا فيما يخص الأمراض الوبائية والبيئية وغيرها من الفيروسات.
57357 وزويل
وأردف د.عصام : ان المركز سيستعين ويتعاون ويتكامل مع كل الجهات البحثية في مصر لأعلي مستوي، ففي اليوم الثاني من صدور قرار إنشاء المركز قمت بزيارة لمستشفي سرطان الأطفال 57357 ولم أكن أتخيل ان به هذا التطوير الرائع في البحث العلمي وكل مجالات الطب وحتي في مجال تكنولوجيا المعلومات الخاص بالرعاية الصحية..شيء مذهل ، وقد رحب المستشفي بالتعاون معنا وسيكون هناك بروتوكول رسمي بعد الانتهاء من تجهيز المركز بشكله النهائي.. كما تبعها زيارة لمدينة زويل شعرت فيها بالانبهار بالمستوي العلمي وسيكون هناك تعاون كبير أيضا مع هذه الجامعة، وجميع الجامعات والهيئات البحثية في مصر، بالإضافة إلي أن المركز سينطلق أيضا خارج الإطار المحلي وسيتعاون مع كل الجهات البحثية علي مستوي العالم بشكل قوي يمكننا من إعداد وتقديم جيل من الباحثين المدربين علي أعلي مستوي.. فالطب في مصر قوي للغاية ولدينا أساتذة عظماء لاينقصنا فقط سوي البحث العلمي، وفي حال استطعنا ترجمة هذا النجاح المميز للأطباء المصريين في بحث علمي مواز سنصبح من أقوي الدول في العالم، وهذا هو الدور الذي كُلفنا به من الرئيس السيسي والقائد العام وزير الدفاع وسنعمل بكل جهد لتحقيقه.
واستطرد د.عصام قائلا : لدينا خبرة في القوات المسلحة في التعامل مع الخبراء الأجانب، فمنذ عام 1968 ونحن نستعين بالخبراء في كل مجالات الطب، وكانت أول مجموعة استعنا بها مكونة من خمسة خبراء في خمس تخصصات مختلفة، أما الآن فنحن نجلب مايقرب من 120 خبيرا، وهؤلاء الخبراء كان لهم أثر كبير في تكوين شخصياتنا المهنية حيث كانوا ينقلون أحدث التقنيات التكنولوجية، وننوي الاستفادة من هذه الإمكانيات الكبيرة عن طريق جلب الخبراء في كل مجالات البحث العلمي عن طريق زيارات منتظمة ومن خلال بروتوكولات تعاون علي المستوي العالمي تستفيد منها جميع الهيئات البحثية في مصر وليس المركز فقط، كما ان وجود المعمل المرجعي ومعمل مركزي وغيرها من المعامل المتطورة سيشجع الشركات العالمية علي المجيء وإجراء التجارب السريرية مما سيحقق عائدا ماديا كبيرا جدا، فمصر من الدول الجاذبة للجهات البحثية نظرا لوجود أمراض كثيرة ذات طبيعة مختلفة مثل السكر والضغط والعيوب الخلقية في الأوعية الدموية المنتشرة في مصر بنسبة كبيرة وغيرها من الأمراض، فكل الجهات البحثية تتمني العمل في مصر لكن لم يكن يتوافر الكيان الذي يجذبها.
رؤية جديدة بمركز البحوث
وجه الكاتب الصحفي خالد ميري سؤالاً إلي د. محمد هاشم نائب رئيس المركز القومي للبحوث، عن الشكاوي الدائمة بعدم استفادة الدولة من أبحاث المركز القومي للبحوث التي ليس لها علاقة باحتياجات المجتمع.
أجاب بأن هذا الأمر كان يحدث بالماضي بسبب العمل بدون رؤية واضحة وفي اتجاهات مختلفة، أما الآن ففي ظل رؤية التنمية المستدامة 2030 والاستراتيجية القومية للعلوم والابتكار أصبح هناك رؤية واضحة ومن خلالها تم وضع عدة محاور يتم تنفيذها في صور أبحاث ورسائل علمية، وأضاف ان المركز القومي للبحوث يعتبر من أكبر الهيئات البحثية في الشرق الأوسط، حيث يحتوي علي 14 شعبة من 14 كلية في مختلف مجالات العلوم، وينبثق من هذه الكليات 109 أقسام، كما يحتوي علي 5 مراكز تميز، ويبلغ عدد العاملين فيه حوالي 7 آلاف عامل منهم 4 آلاف حاصل علي درجة الدكتوراه و1800 عامل حاصل علي درجة الماجستير.. وتابع قائلا : المركز له خطة بحثية منبثقة من خطة الدولة للتنمية ، وأصبحنا لا نمول الأبحاث التي تعتمد علي الإطار النظري فقط ، وانما الأبحاث التي تعتمد علي الإطار التنفيذي في المقام الأول إلا اذا كان الإطار النظري يخدم شيئا في عملية التطوير، وتنفيذ هذا الأمر بدأ يأتي بثماره، فالمركز القومي للبحوث حالياً يحتوي علي 220 منتجا قابلا للتسويق، والعام الماضي فقط تعاقدنا علي تسويق 22 منتجا واستفاد المركز بحوالي 12 مليون جنيه من بيع هذه المعرفة التكنولوجية، ومازال هذا الرقم قليلا جدا مقارنة بما يستهلكه المركز القومي من رواتب ودعم للدولة، لكننا بدأنا في وضع انفسنا علي طريق وسياسة موحدة ستحسن الأوضاع للأفضل.
قانون حوافز العلوم
وأضاف د. محمد هاشم : هناك أيضا قانون حوافز العلوم الذي صدر منذ شهر فقط..فهذا القانون يؤكد اهتمام الدولة بتطوير البحث العلمي..فالقانون سيشكل فارقا كبيرا مع المركز، فعلي سبيل المثال لقاح انفلونزا الطيور صدر من المركز القومي إلا اننا لم نكن نستطيع بيعه او إنشاء شركة لتصنيعه لأن المركز عبارة عن هيئة علمية تم إنشاؤها بقرار بحيث يكون الهدف منها اجراء البحوث والدراسات العلمية فقط وليس تسويقها وبيعها، لكن بعد هذا القانون يمكننا انشاء شركة لبيع بعض المنتجات لدينا مما سيدر دخلا كبيرا يعود مرة أخري علي عمليات البحث العلمي..
وأشار د. هاشم إلي وجود تعاون كبير مع هيئات ممولة مثل صندوق العلوم والتكنولوجيا الذي يعد اكبر هيئة علمية تمول مشروعات المركز القومي بنسبة تمثل 16% من قيمة المشروعات بإجمالي حوالي 80 مليون جنيه، كما أن للمركز أيضا مشروعات مع الاتحاد الأوروبي، ويبلغ مجموع المشروعات للمركز حوالي 500 مشروع بإجمالي تمويل يقترب من 280 مليون جنيه، وحاليا المركز القومي يسير في اتجاه البحوث التطبيقية فقط من أجل المساهمة في عملية التطوير بشكل فعال من خلال الرسائل والأبحاث العلمية.
دعم القطاع الصناعي
هل هناك تمويل كاف للبحث العلمي في مصر؟
رداً علي هذا السؤال الذي طرحه الكاتب الصحفي خالد ميري قال د. عماد حجازي مدير صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية ان التمويل من وزارة التخطيط علي مستوي مميز لكن هناك تعثرات من حيث صلاحيات وإجراءات الصرف حيث ان الإجراءات الحكومية بطيئة ولاتتفهم طبيعة البحث العلمي، إلا ان الميزانية المتاحة للبحث العلمي جيدة فالدولة تضع في الدستور نسبة طموحة جدا تقدر ب1% من إجمالي الناتج القومي، هو معدل ضخم كتمويل حكومي مقارنة بباقي دول العالم التي تعد كوريا الجنوبية أكبرهم بنسبة 6.% إلا ان تمويل كوريا الجنوبية لايتوقف عند التمويل الحكومي فقط بل يساهم القطاع الصناعي في التمويل أيضاً، ليصل إجمالي تمويل البحث العلمي فيها إلي 4.2% ، فلابد من وجود نماذج تحفز التعاون بين الدولة والصناعة ليتشاركا معا في رفع تمويل البحث العلمي، وفي مصر نجد صعوبة من حيث التمويل تتمثل في عدم تمويل القطاع الصناعي للبحث العلمي بالشكل الكافي، كما أن اجراءات الصرف الحكومية تجعل النسبة القابلة للاستخدام من هذه النسبة قليلة.
وعبر د. عماد عن اعجابه بكلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر القومي للبحث العلمي حيث ضمت الجانب السياسي بالتأكيد علي ان الدولة تدعم البحث العلمي، كما تطرق لنقطة مهمة جدا عندما اهاب بالعقول النيرة بضرورة الوقوف بجوار الدولة لحل مشاكلها الحقيقية، وهي رسالة تحمل الكثير وتؤكد صدق الدولة في دعم البحث العلمي وحرصها علي الاستفادة بالعلماء.
بيئة راعية للموهوبين
ويلتقط طرف الحديث د. شريف صدقي الرئيس التنفيدي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا للرد علي سؤال الكاتب الصحفي خالد ميري بشأن آخر تطورات عملية بناء المدينة وما تنتظره الدولة منها بالمساهمة في عملية البناء والتنمية، حيث أكد ان المدينة تعمل علي عدة محاور، فالرؤية الأساسية للمشروع تضم خمسة مكونات رئيسية..هي الجامعة، ومراكز الأبحاث، وهرم التكنولوجيا، ومدرسة، ومركز للدراسات الاستراتيجية، وحاليا علي أرض الواقع يوجد الجامعة ومراكز الأبحاث وهما شبه مكتملين، فالجامعة اكتملت بها كل البرامج وحصلت علي موافقة المجلس الأعلي للجامعات، وتخرج فيها أول دفعة في صيف 2017، والمراكز البحثية حاليا تعمل في تناغم كبير مع الجامعة بحيث نسعي لعمل ربط بين التعليم الجيد والبحث العلمي التطبيقي الذي يخرج للمجتمع..
وأكد د. شريف صدقي أن هدف المدينة يكمن في جذب الطلاب الموهوبين ومحاولة توفير البيئة الراعية والمحفزة لهذه المواهب بحيث نستطيع الربط بين البحث العلمي والصناعة والمجتمع ودعم الاقتصاد بشكل يمكننا من التعامل مع التحديات الاستراتيجية التي تواجه الدولة.
دمج الخبرات
من ناحية أخري قال د. شريف أبو النجا مدير عام مستشفي سرطان الأطفال 57357، ان هناك ثلاث ركائز تمثل أساس تطور أي دولة وهي : الصحة والتعليم والبحث العلمي وبدونها تكون الأمور صعبة فيما يتعلق بعملية البناء والتنمية، وفي مستشفي 57357 نعمل علي الركائز الأساسية للبحث العلمي فنحن نعمل بمبدأ »‬لاتستطيع إدارة ما لا تستطيع حسابه» ولذلك بدأنا في البحث العلمي الطبي بقاعدة البيانات ليصبح لدينا نظام آلي ضخم فتكون جميع البيانات متاحة وبالتالي يمكن استخدامها في معرفة المجموعة التي تماثلت للشفاء ودراسة خصائصهم ثم نقل هذه المعلومات إلي ما يسمي بالبحث العلمي الأساسي لنقوم بالدراسات اللازمة، فنحاول ان نركز بالأساس علي ماهية الأرقام، لأن بدون الارقام والاحصائيات لن نتمكن من تحديد المشكلة لمعالجتها وبالتالي لن يوجد البحث العلمي ، كما ركزنا أيضاً علي القواعد الأساسية للبحث العلمي الطبي مثل علم البروتينات، وعلم الجينات، وعلم المناعة، وعلم الأورام، والمعلوماتية الحيوية.. واستطاع مستشفي 57357 جذب واستقطاب كفاءات مصرية من الخارج ودمج خبرات هؤلاء الأطباء القادمين من الخارج مع موهبة الأطباء في الداخل. وضرب د. أبو النجا مثالاً بالمنتخب المصري لكرة القدم الذي استطاع الاستفادة من دمج خبرات اللاعبين المحترفين علي رأسهم محمد صلاح مع اللاعبين الموهوبين في الداخل ليخلق منتخبا وطنيا قويا.
التعاون والتكامل
وتابع : ركزنا أيضا علي تشجيع الأطباء علي المشاركة في عمليات البحث العلمي وعدم الاكتفاء بإصدار الأوراق العلمية فقط، فالطبيب هو من يلمس المشكلة ويمتلك المعلومات والبيانات ويشعر جيدا بالمريض لذلك من الضروري مشاركته مع فريق البحث ما يترتب عليه نتائج رائعة.. وأردف :
الاستراتيجية التي نعمل بها ليست بمفهوم المنافسة مثلما هو المتبع، وانما كيفية الابتكار من خلال التعاون والتكامل ، وأشاد د.أبو النجا بالمجهودات المبذولة في مركز البحوث الطبية بالقوات المسلحة لإثراء البحث العلمي وكذلك جامعة زويل، مؤكداً أن التعاون فيما بين الجميع سيحقق العديد من المكاسب علي المجتمع كله.
تركيز المشروعات البحثية
واستطرد د. شريف أبو النجا قائلاً : هناك مشكلة تواجه المؤسسات البحثية في مصر تتمثل في كثرة المشروعات وتشعبها، ولذلك بدأ مستشفي 57357 التركيز علي 4 أو 5 مشاريع بحثية فقط ووضع الأموال في مشاريع معينة ومحددة لضمان خروجها ونجاحها بأفضل شكل، فعلي سبيل المثال يركز المستشفي الآن بشكل كبير علي مشروعات بحثية في مجال سرطان المخ والدم.
ومن جانبه أكد د. أحمد العوضي مدير وحدة المناعة بقسم البحث العلمي بمستشفي 57357، ان المستشفي يحاول إنشاء البحث الاساسي وتتمثل مهمتنا في صُنع طفرة علي مستوي البحث العلمي في مصر لاتقل عن الدول الخارجية المتقدمة، ومن الأدوات التي نمتلكها ونتسلح بها ايضا التعاون مع الهيئات العلمية الكبري مثل جامعة زويل وكلية طب القوات المسلحة، والفكرة الأساسية هي العمل علي البحث العلمي وترجمة المشاريع البحثية علي أرض الواقع بشكل يخدم مصلحة الوطن واستراتيجيات التنمية.
تبادل الكفاءات
وبدأ شباب الباحثين الحديث عن أهم المشروعات البحثية التي يشاركون فيها
فقال د. سامح سعد انه تشرف برئاسته لمركز أبحاث الشيخوخة والأمراض المصاحبة بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا..وسعيد ايضا بانتقاله إلي مستشفي 57357 الشهر الماضي حيث يؤسس بها حاليا وحدة لدراسة العلاقة بين عمليات التمثيل الغذائي وحالات السرطان ، حيث يتم عمل محاولات لإنتاج أدوية تستهدف عملية التمثيل الغذائي في مرضي السرطان، وأشاد بالدعم الذي حظي به في 57357 مشيرا إلي روح التعاون التي تسهل علي الباحثين عملهم مؤكداً انه سيتم الإعلان عن الكثير من النتائج خلال الفترة المقبلة.
وفي سؤال عن انتقال بعض الباحثين من مركز أبحاث إلي آخر؟
قال د.شريف ابو النجا : نحن نقوم بالتنسيق مع جامعة زويل في تبادل الكفاءات للاستفادة من الامكانيات المتاحة لدينا.
وأيده في ذلك الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا واضاف ان مصر في حاجة إلي الفئات البحثية العلمية وان كل هذه الجهات البحثية يجب ان تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق التوافق والاستفادة الكاملة للخروج بنتائج مشرفة واكد ان الامكانيات المتاحة لدي المراكز البحثية اقل بكثير من ان نقوم بالتنافس عليها.
علم البروتينات
وقال د. سامح نصر الدين مدير وحدة البروتينات بمستشفي 57357 انه مسئول عن دراسة البروتينات بشكل موسع مشيرا إلي انه لأول مرة يتم انشاء وحده متخصصة في علم البروتينات في مصر.. واوضح انه سيتم تدريب الطلاب من جامعتي زويل وطب القوات المسلحة في معامل الأبحاث في المستشفي بالوحدات المخصصة لعلم البروتينات.. مشيرا إلي ان المستشفي يسعي إلي تدريب كوادر جديدة من صغار الباحثين مؤكدا ان مصر تفتقر إلي الباحثين في هذا المجال، وانه سيتم توفير تلك الكوادر خلال سنتين فقط بنهاية 2020 وسيتم عمل المزيد من الابحاث خلال الفترة المقبلة.
وتدخل د. شريف ابو النجا مضيفا : »‬نحن نسعي لإنشاء جيل من الباحثين ذي كفاءة عالية حتي يكونوا حجر الأساس الذي يقوم عليه مستقبل البحث العلمي في مصر خلال الفترة القادمة».
وقال د. أحمد عبد العزيز سيد مدير وحدة الجينوميكس بمستشفي 57357 ان عمل الوحدة يقوم علي عاملين اساسيين أولا تشخيص حالات السرطان لأن اساس العلاج هو تشخيص الحالات المرضية بكفاءة وبدأنا في الفترة الحالية التنسيق لعمل حالات التشخيص الجيني وعلي هذا الأساس نقوم بتوفير العلاج الصحيح طبقا لكل حالة مرضية وطفرتها الجينية.. واضاف انه تم عمل مجموعة من الأبحاث علي سرطان الدم وسرطان الأطفال وتم التركيز علي هذه العوامل بالتعاون مع القوات المسلحة ومع الجامعة الأمريكية والجامعة البريطانية، مشيدا بتفوق طلاب كلية طب القوات المسلحة موضحا أنهم يضحون بإجازتهم الأسبوعية لكي يستثمروا وقتهم في العلم الذي أصبح محور حياتهم ووهبوا له انفسهم لتطويره والارتقاء بمستوي البحث العلمي في مصر.
توحيد الجهود
وقالت د. يمني الفقي انها المسئولة عن مشروع التكامل بين مستشفي 57357 وكلية طب القوات المسلحة ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا،ونحن نؤكد للعالم ان لدينا ثلاثة كيانات لديهم نقاط مشتركة ورؤية موحدة للوصول للنجاح في البحث العلمي اسوة بجميع الدول المتقدمة في البحث العلمي، واوضحت ان هذا التكامل سوف نحققه عن طريق الربط بين نتائج الأبحاث التي يتم استخراجها من الكيانات البحثية الثلاثة ويتم ترجمتها وتحويلها إلي منتجات تحتاجها الشركات والمصانع ورجال الأعمال حتي نقوم بعمل تغطية حقيقة لاحتياجات المواطنين.
ومن ناحية أخري قال د. شريف ابو النجا انه من إحدي صور التكامل التي نسعي إليها هي توحيد الجهود بين المراكز البحثية لعدم تكرار شراء نفس الأجهزة البحثية في أكثر من مكان مشيرا إلي ان هناك توجها لتلافي هذه المشكلة توفيرا للنفقات، كما طالب بمساعدة القوات المسلحة في تذليل العقبات التي تواجه المراكز البحثية في شراء الأجهزة مشيرا إلي ان استغلال الموردين يؤدي إلي زيادة الأسعار بشكل كبير حتي يضطروا لاستيراد الجهاز بأنفسهم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتساءل الكاتب الصحفي خالد ميري عن ضرورة وجود منظومة مشتركة لسد العجز في مثلث البحث العلمي في كل الجهات مع مراعاة التوافق بينهم في الأجهزة المطلوبة وتوزيعها علي المراكز وأن يتم شراء الأجهزة بمعرفة القوات المسلحة.
وأوضح اللواء عصام القاضي ان معهد البحوث الذي تم إنشاؤه بقرار من رئيس الجمهورية الهدف منه توحيد الجهود، حيث نقوم بترجمة المعرفة إلي ادوات حقيقية علي أرض الواقع بتذليل كل الصعوبات التي تواجه الجهات البحثية في مصر سواء لشراء الأجهزة من الخارج او غيرها من المشاكل البحثية..مشيرا إلي ان مركزالبحوث الطبية الذي تم انشاؤه بقرار من الرئيس سيكون بمثابة البيت الذي سيحتضن كل الجهات البحثية ولن يكونوا في حاجة إلي توقيع بروتوكولات معقدة، بدليل ان مجلس الادارة يمثل به وزير التعليم العالي الذي يمثل جميع الجامعات المصرية ووزير البحث العلمي الذي يمثل جميع الجهات البحثية في المجتمع العلمي المصري ورئيس المركز القومي للبحوث، ورئيس اكاديمية البحث العلمي.. واشار اللواء إلي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكد خلالها علي إنشاء معمل يكون مركز ثقل مصحوبا بكل الدعم لكي ينتج البحث العلمي اللازم وتذليل كل العقبات التي تواجه الباحثين في انتاج الأبحاث الخاصة بهم. وأشار إلي ان تفرق الجهود من الوحدات البحثية تكون تكلفتها عالية جدا ولذلك يجب توحيد الجهود لدي جميع الجهات البحثية وتوزيع الأجهزة علي كل المعامل البحثية وذلك سيكون دور كلية طب القوات المسلحة.. وأوضح ان هذه الفكرة حاضرة منذ ثلاثين عاما حيث تم انشاء كلية طب القوات المسلحة عام 1984 وتخرج فيها د. أحمد التاودي رئيس الأكاديمية الطبية للقوات المسلحة لكن الفكرة اهدرت لأنه تم اغلاقها بعد تخرج دفعة واحده فقط، وعندما قمنا بعرض الموقف مرة اخري علي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع سألنا عن عدد كليات الطب في مصر والتي كانت حوالي 15 كلية، طالبنا بأن تحظي كلية طب القوات المسلحة علي المركز الأول بينهم مشيرا إلي انه يريد إنشاء كلية علي طراز عالمي ذي كفاءة عالية وان تكون بمثابة قاطرة تقود الرعاية الصحية في مصر ، وعندما كنا نجهز المعمل الخاص بالكلية طالبنا بعدم التقيد بالأسعار وتوفير كل الإمكانيات الخاصة بالبحث العلمي لإنشاء كلية علي طراز عالمي.
تخصصات فريدة
وردا علي سؤال غادة زين العابدين هل هناك فارق في التخصصات في كلية طب القوات المسلحة عن باقي كليات الطب؟
أكد اللواء عصام القاضي أن هناك فرقا كبيرا حيث اننا نمتلك أقساما ليست متوافرة في أي كلية طب في مصر وهي أقسام طب الميدان وجراحة طب الميدان وطب أعماق البحار وطب الفضاء والطيران مشيرا إلي ان هناك اربعة معاهد تعليمية متخصصة تتبع الأكاديمية الطبية العسكرية لذلك نحن متميزون.
صلاحيات صندوق العلوم
وردا علي سؤال الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير الأخبار عن كيفية تفادي مشاكل التمويل والبيروقراطية وهل هناك تصور لحل المشكلة
أوضح د.عماد حجازي ان د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي تقدم بمشروع قانون في مجلس الوزراء يتم حاليا مراجعته في المالية بحيث يتم تحويل الصندوق إلي هيئة تكون لها صلاحيات بأبواب الميزانية ويكون لها حرية الحركة في التعاون مع جميع المراكز البحثية العلمية وترخيص براءات الاختراع ولكن مازال القانون قيد الدراسة.
واضاف الدكتور شريف ابو النجا مدير مستشفي سرطان الأطفال انه يجب مراجعة القوانين الخاصة بالابحاث السريرية وبراءات الاختراع مشيرا إلي انه يجب تغيير مفهوم اننا نقوم باستخدام المرضي كتجارب، وقال ان الولايات المتحدة الأمريكية قائمة علي سبع شركات ادوية استطاعوا ان يقوموا بغرس ثقافة اخلاقيات البحث العلمي وذلك من خلال دعم المجتمع للبحث العلمي واكد انه لا يوجد في مستشفي57 573 ابحاث سريرية ولكن هناك ابحاث اولية فقط.
اليوريا وفيروس سي
وفي استعراض لأهم المشروعات البحثية بمدينة زويل
قال د. شريف صدقي ان المدينة قامت بمشروعات بحثية كثيرة بدأت تظهر علي أرض الواقع من ضمنها حل مشكلة سماد اليوريا من حيث معدل التبخير والإذابة العالي وبالتالي يهدر كل عام حوالي 5 مليارات جنيه ، فقام مجموعة من الباحثين بتمويل من اكاديمية البحث العلمي وبالاشتراك مع شريك صناعي بتطوير تكنولوجيا تغليف حبيبات اليوريا بمواد نانومترية بحيث تقلل وتتحكم في معدل التبخير والإذابة، وفي نفس الوقت يعطي المادة الفعالة للتربة بطريقة منظمة، وبذلك قمنا بتوفير حوالي 5 مليارات جنيه للدولة سنويا، ومن المشاريع التي تم تنفيذها أيضا الكشف المبكر عن »‬فيروس سي» حيث تم تطوير تكنولوجيا تقلل من الوقت وكذلك تكلفة الكشف وتخفضها للخمس تقريبا، وغيرها من المشروعات التي تم تطبيقها عمليا وحققت نتائج ناجحة مبشرة.
الخلايا الجذعية
-وقالت نجوي البدري مدير مركز الخلايا الجذعية التجددية بمدينة زويل ورئيس قسم العلوم والتكنولوجيا الحيوية بالمدينة : »‬أنا من ضمن العلماء الذين عادوا بعد رحلة من الأبحاث في عدد من الدول خارج مصر بعد أكثر من 20 سنة وعندما بدأنا ،حصلنا علي منحة مقدمة من صندوق العلوم والتكنولوجيا بقيمة قدرها 10ملايين جنيه حيث قمنا بتأسيس مركز الخلايا الجذعية، ولدينا محوران رئيسيان.. أولا نقوم باستخدام الخلايا في منظومة معينة لعلاج السرطان cancer stem cells والمنظومة الثانية في علاج أمراض السكر Stem-cell biotechnology ، ومن المشكلات التي واجهتنا ان رحلة التمويل تكون صعبة للغاية وطويلة جدا وعندما نقدم طلبا لتمويل مشروع ما قد تستغرق الموافقة عليه سنة كاملة او أكثر»..كما اشارت إلي وجود عوائق كثيرة عند تسجيل براءات الاختراع فضلا عن العوائق التي تواجهنا والتي تعتبر نسبة نجاحها قد تكون معدومة ألا وهي تحويل الأبحاث إلي منتج يدر اموالا، واشادت بدور الطلبة في البحث العلمي وتفوقهم في اختصاصاتهم مشيرة إلي وجود العديد من الطلبة الذين نشروا أكثر من 15 بحثا في مجلات عالمية.
رصد التلوث
وقال د. سيف الدين فطين استاذ مشارك الهندسة الكيميائية : قمنا بعمل دراسة عن تأثير التلوث البيئي او الهواء علي الأمراض المختلفة ونحاول ان نعرف المراكز الاساسية للتلوث في القاهرة الكبري ونقوم بعمل ربط بالأمراض المنتشرة في مصر.
بديل للمضادات الحيوية
وقال د. أيمن الشيبيني أستاذ مساعد علم الأحياء بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل : اننا نسير من خلال استراتيجية واضحة تحت اشراف د. شريف صدقي وفكر د. زويل ، فقد انشأنا معملا متخصصا في استخدام فيروس معين صديق للانسان نستخدمه في معالجة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وهذه تعتبر احدي المشاكل العالمية والتي تؤدي إلي الوفاة..ومن المتوقع أن يصل عدد الوفيات إلي حوالي 20 مليونا في 2030، واضاف قائلا لدينا محاور رئيسية بنفس الاتجاه، المحور الأول نحن بصدد انتاج منتج قريب جدا كبديل للمضادات الحيوية وبالفعل حققنا نجاحا كبيرا جدا ولكن ينقصنا استخراج المنتج النهائي وتطبيقه علي الانسان ونحن في انتظار الموافقة القانونية اولا وحتي الان قمنا بتطبيقه علي مستوي الغذاء والحيوانات المزرعية بحيث نستطيع ان نحد من البكتيريا التي تصيبنا من الأكل بشكل قوي جدا دون اللجوء إلي استخدام اي مضادات حيوية، بالاضافة إلي البكتيريا التي تصيب الانسان وتصيب الجلد والاذن ونقوم بعمل محاولات لإنتاج علاج جديد لهذا الشأن ونحن بصدد الخروج بنتائج في القريب العاجل، بحيث نستطيع الخروج ببعض المضادات الحيوية مثل »‬اندو مايسين» ونحاول توفير بروتينات عن طريق تطبيق ال»بيو تكنولوجي».
وقالت د. ريم عرفة أستاذ دكتور في برنامج علوم الطب الحيوي : »‬بدأت في كلية صيدلة القاهرة ثم انتقلت إلي مدينة زويل ونقوم بتعليم الطلاب في جامعة زويل كيفية الإنتاج البحثي والحصول في نفس الوقت علي منتجات لها عائد مادي بحيث ننشئ مجموعة من الطلاب علماء واقتصاديين في نفس الوقت، كما اننا نسعي لإنتاج ادوية خاصة بنا تكون متوافقة مع الجينات الخاصة بمجتمعنا ولذلك نقوم بعمل مشروع بالتعاون مع كلية الطب بالقوات المسلحة ومستشفي 57357 كما نسعي لعمل آلية لتسجيل البيانات والنتائج علي الكمبيوتر».. وأشارت إلي مشروع آخر تعمل عليه بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وهو خاص بمشكلة مرض الزهايمر الذي يسبب أثرا نفسيا وماديا كبيرا جدا وحتي الآن لا يوجد سبب حقيقي معروف لدي العلماء لمرض الزهايمر ولكننا حددنا بعض الجوانب الأساسية التي تقوم بدراستها في محاولة لإيجاد علاج حقيقي لمرض الزهايمر ونسعي للوصول لنتائج جيدة في القريب العاجل.
ملابس مضادة للبكتيريا
من ناحية أخري أعلن الدكتور شريف أبو النجا عن انتاج أول ملابس طبية مصرية مضادة للبكتيريا تساعد في مكافحة العدوي بالتعاون مع المركز القومي للبحوث.
وردا علي سؤال عن كيفية التسويق وعن تلافي مشاكل التسجيل يقول د. محمد هاشم نائب رئيس المركز القومي للبحوث أن المشكلة تكمن في التسويق للمنتج وأوضح أن الأطباء غير مدربين علي التسويق للمنتج ولذلك من الممكن انتاج منتج جيد ولكنه يفشل بسبب عدم وجود تسويق جيد، ولذلك يجب استكمال دورة البحث بحيث نقوم بالخروج بالمنتج النهائي علي ان يكون ذا كفاءة عالية ويمكن تسويقه لأن عدم استكمال الدورة البحثية او حفظ براءة الاختراع تؤدي إلي سرقة الأبحاث او استكمالها من البلاد الاخري وعدم استفادتنا منها.
مشكلة التسويق
وردا علي سؤال الكاتب الصحفي خالد ميري عن كيفية تقديم المساعدة للجهات البحثية في التسويق للمنتجات واستكمال الدورة البحثية.. اكد اللواء دكتور عصام القاضي ان القرار الصادر عن رئيس الجمهورية أكد علي استخدام البحث العلمي في صناعة الدواء وتفعيل الاختراعات في السوق المحلي والدولي وشدد علي دور القوات المسلحة في تمثيل كل مؤسسات الدولة والمؤسسات البحثية مشيرا إلي السعي لتذليل كل الصعوبات أمام المراكز البحثية للخروج بنتائج مشرفة واوضح انه سيتم عمل قنوات اتصال مع الشركات العالمية ليتم التسويق لمنتجاتنا علي المستوي الدولي حتي يصبح العائد من هذه الأبحاث بمثابة دخل قومي للدولة.
البحث العلمي والسياحة العلاجية
واشار القاضي إلي أن السياحة العلاجية تمثل جزءا كبيرا من البحث العلمي كما أنها تحظي بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة الحالية وأكد ان مصر ستكون قادرة علي انشاء مركز عالمي لعلاج الزهايمر مع تقدم أبحاثها في هذا المجال ، وأشاد بتقدم الأردن وتونس الكبير في مجال السياحة العلاجية في الفترة الأخيرة، مؤكدا ان اغلب الكوادر العلمية العاملة في الأردن من خريجي جامعات مصرية فمصر لديها العديد من الكفاءات العلمية التي تستطيع ان ترتقي بمستوي الطب في مصر، وقال انه تم اصدار قرار من رئيس الوزراء بإنشاء لجنة عليا للسياحة العلاجية حتي تكون نواة لهيئة قومية للسياحة واكد ان الدول الأوروبية تقوم باستقطاب دول الخليج والاستفادة من السياحة العلاجية مشيرا إلي أن 23 مليار دولار تصرف من دول الخليج علي السياحة العلاجية.
مستقبل البحث العلمي
وردا علي سؤال عن مستقبل البحث العلمي في مصر قال الدكتور شريف صدقي ان مستقبل البحث العلمي في مصر يرتبط بالتطبيق العلمي والوعي المجتمعي بأهمية البحث العلمي ويجب توحيد الجهود لحل المشاكل الاستراتيجية التي تواجهنا.
وردا علي سؤال غادة زين العابدين عن الأسباب التي تمنع المراكز البحثية من اجراء التجارب علي المرضي أكد اللواء عصام القاضي ان هناك قانونا يناقش بمجلس النواب لتنظيم هذه العملية وسيتم اصدار هذا القانون قريبا جدا، وأكد علي ضرورة نشر الوعي المجتمعي مؤكدا ان المجتمع الآن اصبح اكثر ثقافة ووعيا كاملا بكل ما هو جديد.
وشدد الدكتور محمد هاشم نائب رئيس المركز القومي للبحوث علي ضرورة التعاون الدولي والاستفادة من العلماء في الخارج والبعثات التي يتم ارسالها إلي الخارج وايده في ذلك اللواء عصام القاضي مشيرا إلي وجود الكثير من الأطباء يعملون بالخارج وذي كفاءة عالية جدا يمكن الاستفادة بهم في مصر ولذلك يجب تحفيزهم للعودة إلي مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.