بعد ثلاثين عاما من الزواج الاسطوري لأميرة القلوب الراحلة ديانا والامير تشارلز ولي عهد بريطانيا أعاد الزفاف الملكي للأمير "وليام" و"كيت" الأجواء الأسطورية والرومانسية حيث اتجهت أنظار العالم يوم الجمعة قبل الماضي لبريطانيا لمشاهدة "زفاف القرن" وكانت العروس "كيت" آخر من دخل الكاتدرائية قبل دقائق من بدء المراسم.. وترجلت من سيارة رولز رويس وكان يجلس بجوارها والدها لتكشف أخيرا عن فستان العرس الذي كان »سرا من أسرار الدولة« قبل هذه اللحظة .. وفي مشهد يبدو أقرب ما يكون إلي الحكاية الجميلة لسندريلا حيث استقلت الأميرة بملابس الزفاف الملكية والأمير بالبدلة العسكرية عربة تجرها الخيول.. وقد أعلن قصر باكينجهام أن عربة ملكية عمرها نحو قرن ستقل الأميرة الجديدة مع أميرها ويليام من "ويستمنستر آبي" إلي القصر الملكي عبر وسط لندن.. وكانت العربة نفسها التي يطلق عليها اسم "1902 ستايت لانداو" قد أقلت والدي ويليام تشارلز والأميرة الراحلة ديانا عام 1981 وكانت هذه العربة قد صممت وصنعت للملك إدوارد السابع عام 1902 .. وللعربة سقف مكشوف ولكن كانت هناك عربة زجاجية كانا سيستقلانها في حال تساقط الأمطار في يوم الزفاف .. وقد مرت العربة بمقر البرلمان وساعة بيج بن ومقر رئاسة الحكومة في دوانينج ستريت ومتنزه القديس جيمس إلي قصر باكنجهام .. بعد الاستقبال الرسمي الذي أقامته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بمقر إقامتها علي هامش حفل الزواج الملكي خرج أمير بريطانيا الأمير ويليام وقرينته كيت دوقة كامبريدج وهو يقود سيارة "چيمس بوند" تزينها عبارة "متزوج للتو"..جاء ذلك فيما أظهرت الإحصائيات أن حفل الزفاف الملكي تفوق علي كأس العالم لكرة القدم عام 2010 كأكثر الأحداث مشاهدةً علي الإطلاق علي الإنترنت. وتمكن الجمهور من رؤية الأمير ويليام من السيارة مرتديا بدلة مختلفة زرقاء اللون بينما كانت كيت مرتدية فستان الزفاف.. وتوجه ويليام وكيت بالسيارة إلي مقر إقامة ولي العهد الأمير تشارلز (كليرنس هاوس) قبل مشاركتهما في استقبال آخر بقصر (باكينجهام). وبدت السيارة وهي من طراز "أستون مارتن" التي تظهر في سلسلة أفلام الجاسوسية (چيمس بوند) الشهيرة وهي مزينة ببالونات زرقاء وحمراء وبيضاء وهي ألوان العلم البريطاني. وتابع العرس الاسطوري أكثر من ملياري شخص عبر شاشات التليفزيون في مختلف أنحاء العالم .. ويبدو أن الخجل حال دون خروج "قبلة الزواج الملكية" بين الأمير ويليام وعروسه كاثرين بالشكل الذي كان متوقعا حيث جاءت القبلة الأولي بين العروسين في شرفة قصر باكينجهام وسط تهليل الملايين إلا أن القبلة لم تستمر لأكثر من سبعة أعشار الثانية .. بعدها قبل ويليام عروسه ثانية وقد كانت قبلة أطول بعض الشيء إذ استمرت 1.1 ثانية .. وأشارت التقارير إلي أن الأمير ويليام حصل علي عطلة لمدة أسبوعين من عمله كطيار إنقاذ بسلاح الجو الملكي وقال مسئولون ملكيون: "إن الأمير ويليام وترتيبه الثاني لعرش بريطانيا، سيستأنف عمله كطيار لطائرة هليكوبتر الأسبوع الحالي قبل السفر للخارج لقضاء شهر العسل.. الذي من المحتمل أن يقضيانه في جزر الكاريبي".. ديانا كانت أول الحضور في هذا الزفاف كما كانت في الخطوبة.. فمنذ إعلان خطوبة الأمير وليام لفتت الأميرة الغائبة الأنظار إليها من جديد من خلال خاتمها الذي قدمه ابنها وليام لخطيبته كيت .. لبست كيت الخاتم وعادت ديانا إلي الظهور مجدداً »أميرة الشعب« التي اشتاقت وسائل الإعلام إليها فباتت تذكر بجانب كل خبر يذكر لابنها أو خطيبته .. حتي دعوات الزفاف الموزعة علي شوارع لندن ومكتباتها لم تكن فقط لكيت ووليام فصور ديانا كانت تحيط بهما وأحياناً تسرق العيون من العروسين.. وإحياء لذكري الأميرة ديانا التي قتلت في حادث سيارة في باريس في 1997 اختار الزوجان بدء الترانيم بالترنيمة الأخيرة التي أنشدت خلال جنازتها في كنيسة وستمنستر إبي .. وكان ألتون چون صديق ديانا الذي غني »اشمعة في مهب الريح« في جنازتها ضيفا.. حضرت ديانا حفل زفاف ابنها وليام ولكن ليست ديانا الأم أو الحماة بل عروس القرن التي أسرت قلوب الملايين وفستانها الأسطوري الذي ما زال حديث العالم هذا الفستان الذي وضع كيت وأناقتها محل اختبار.. وقد قدرت قيمة فستان زفاف ديانا الذي بلغ طوله 25 قدماً ب9000 جنيه استرليني بما يعادل 25.700 جنيه استرليني اليوم.. وهو أكثر من متوسط تكلفة حفل زفاف كامل في المملكة المتحدة حيث زفت الأميرة ديانا إلي الأمير تشارلز في حفل كان الأكثر ترفاً وفخامة، فقد بلغت تكلفته حوالي 30 مليون جنيه إسترليني (33 مليون يورو).. لم تغب ديانا رغم مرور أكثر من 14 عاماً علي وفاتها فهناك الكثير ممن حضروا هذا الزفاف إكراماً لها، وربما أملاً بمشاهدة طيفها فأميرة القلوب ما زالت متربعة علي قلوب الملايين.